مشرعون أمريكيون يهزأون من تهديدات ترامب بفرض عقوبات على تركيا «دون تفعيلها»

يهزأ مشرعون أمريكيون من تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات ضد تركيا، على خلفية العملية العسكرية التي تشنها مع فصائل من المعارضة السورية، ضد القوات الكردية في شمال سوريا، معتبرين أن ترامب يكتفي بالأقوال فقط.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/12 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/12 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - رويترز

يهزأ مشرعون أمريكيون من تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات ضد تركيا، على خلفية العملية العسكرية التي تشنها مع فصائل من المعارضة السورية، ضد القوات الكردية في شمال سوريا، معتبرين أن ترامب يكتفي بالأقوال فقط. 

وكان وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين، قد قال إنَّ ترامب وقَّع أمراً تنفيذياً أمس الجمعة، 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019، يمنح فيه وزارة الخزانة "صلاحيات بفرض عقوبات جديدة مهمة جداً" ضد تركيا، إلا أنَّ الولايات المتحدة ليست لديها خطة حالية لتنفيذها.

وأوضح منوشين أن بلاده "لن تفعِّل هذه العقوبات. فهي قوية جداً، ونأمل ألا نضطر لفرضها، لكن يمكننا شلّ الاقتصاد التركي إن أردنا ذلك".

وآلت هذه الأنباء عن عقوبات محتملة يمكن استخدامها لاستهداف أي قطاع من الحكومة التركية أو الأشخاص المرتبطين به، إلى لا شيء.     

وفي فورة انتقادات من الحزبين الأمريكيين الرئيسيين (الديمقراطي، والجمهوري)، قال مُشرّعون إنَّ "العقوبات الشرطية" كافية، في حين وصف آخرون هذه الخطوة بأنها محاولة لعرقلة الكونغرس، وفقاً لما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، اليوم السبت.

واعتبر أعضاء من مجلس الشيوخ ومسؤولون سابقون أنَّ "أنقرة تجاوزت على عدة أصعدة الخط الأحمر الذي وضعته الإدارة الأمريكية ويستوجب فرض عقوبات"، وفق قولهم. 

"ترهات لا معنى لها"

وتساءل بعض أعضاء مجلس الشيوخ عن موقف ترامب الذي وصفوه بـ "المتقاعس" عن فرض عقوبات على تركيا، وتعجبوا لقرار البيت الأبيض بالتعاون مع روسيا، أول من أمس الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول، لاستخدام حق الفيتو لعرقلة إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً طرحته دول أوروبية لإدانة التحركات التركية في سوريا.    

ووصف أحد المنتقدين هذه المبادرة بأنها "ترهات لا معنى لها"، وأشار إلى أنها تزامنت مع اليوم الذي أكد فيه البنتاغون أنَّ القوات الأمريكية الخاصة تعرضت للقصف من مواقع تركية في سوريا.

وكانت تركيا قد نفت اليوم السبت استهداف أي موقع للقوات الأمريكية، وقال وزير الدفاع خلوصي آكار إنه "لم يحدث أي إطلاق نار على نقطة المراقبة الأمريكية، وإنما على مرتفعات تبعد عن النقطة 1000 متر، أطلقت نيران وقذائف هاون على مخفر حدودي تركي".

ويأتي الأمر التنفيذي الذي منحه ترامب لوزارة الخزانة، في الوقت الذي تصارع فيه الإدارة الأمريكية للرد على الهجوم، الذي أثاره قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا. 

ونقلت الشبكة الأمريكية عن محللين، قولهم إنَّ "هذا الانسحاب أفسح للرئيس التركي المجال لبدء تنفيذ هدفه المرجو منذ فترة طويلة".      

انتقادات من الجمهوريين لترامب

من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي من ولاية ماريلاند، فان هولين: "أعطى الرئيس ترامب تركيا الضوء الأخضر لمهاجمة الأكراد السوريين في اللحظة التي وافق فيها على طلب أردوغان تحريك القوات الأمريكية الخاصة من المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الأكراد".    

وأضاف هولين: "فكرة أنَّ الإدارة الأمريكية ستعاقب الآن تركيا لحماية الأكراد غير مقنعة. فما هذه إلا محاولة لعرقلة الكونغرس"، بحسب تعبيره. 

ووجَّه المُشرّعون الجمهوريون، على وجه التحديد، انتقادات حادة لقرار ترامب ووصفوه بأنه "خيانة للأكراد وخطأ استراتيجي جسيم سيُقوض مصداقية الولايات المتحدة ويهدد المكتسبات التي تحققت ضد داعش، ويجعل من الصعب على واشنطن تشكيل تحالفات، ويعزز في المقابل مكانة روسيا والصين وإيران".

من جانبه، أصدر السيناتور الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا ليندزي غراهام، بياناً أمس الجمعة، قال فيه إنَّ "العقوبات الشرطية لا تناسب حجم التهديد الذي نواجهه".

وكان غراهام من بين الذين زعموا بأن "تركيا ارتكبت انتهاكات تجاوزت المؤشر الأمريكي المسموح به، ما يستوجب معه فرض عقوبات ضدها".    

ما هو الخط الأحمر الذي يستوجب فرض عقوبات؟

ومنذ بدء العملية العسكرية التركية يوم الأربعاء الماضي، ويتردد الحديث بين المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام الغربية عن "الخط الأحمر" الذي ينبغي على أنقرة ألا تتجاوزه. 

وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إنَّ الولايات المتحدة لن تسمح بأية أنشطة "لاإنسانية وغير متكافئة" من جانب الأتراك، وفق قوله.

وقال وزير الخزانة الأمريكي للصحفيين إنَّ الرئيس ترامب "قلق" بشأن الحملة العسكرية التركية في سوريا والاستهداف المحتمل لمدنيين وبنى تحتية مدنية.   

وتقول تركيا إنها لا تستهدف المدنيين في العملية العسكرية التي تشنها شمال سوريا، بل تركز ضرباتها على مواقع القوات الكردية. 

مطالب للضغط على ترامب

ومن جانبه، كتب بريت ماكغورك، المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي ضد "داعش"، تغريدة على "تويتر" لفت فيها إلى أنَّ منوشين "أطلعنا من على منصة البيت الأبيض أنَّ ترامب وقَّع تصريحاً بفرض عقوبات، لكن لم تُفرَض فعلياً أية عقوبات. هذه ترهات لا معنى لها".

ويزعم البنتاغون أنه لن يتخلى عن الأكراد، وفي الوقت نفسه يُقرّ أنه لن يساعدهم، وفقاً لشبكة CNN.

وذكرت وزارة الخزانة أيضاً أمس أنه إذا قوَّضت تركيا "جهود مكافحة الإرهاب التي تواصل قوات سوريا الديمقراطية بذلها" فسيكون هذا دافعاً آخر لفرض عقوبات عليها. وقال منوشين إنَّ ترامب يرغب في توضيح أنَّ "تركيا ملزمة بألا تسمح لأي مقاتل داعشي بالفرار".      

وهاجم السيناتور الديمقراطي هولين عزوف ترامب الواضح عن تطبيق العقوبات التي اعتبرها "واجبة قانوناً" على تركيا، على خلفية شرائها منظومة صواريخ روسية، وأثار ترامب حيرة المسوؤلين الأمريكيين بدفاعه عن قرار أردوغان بشراء الصواريخ الروسية، قائلاً إنه خطأ الرئيس السابق أوباما.     

وأضاف هولين، الذي تعاون مع غراهام لصياغة تشريع فرض عقوبات على تركيا نتيجة الحملة العسكرية على سوريا: "على الرئيس ترامب أن يتراجع على الفور عن قرار سحب القوات الأمريكية الخاصة المحدودة التي تدعم الأكراد السوريين في الحرب ضد داعش. وسأواصل العمل على التشريع لتوقيع عقوبات قاسية على تركيا على الفور".

تحميل المزيد