انتهت المناظرة التلفزيونية التي جمعت مساء الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بين مرشحَي الانتخابات الرئاسية التونسية في دورها الثاني، قيس سعيّد ونبيل القروي، والتي ستحدد الفائز بكرسي الرئاسة في قصر قرطاج بعد الانتخابات التي ستنظَّم الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول.
وخُصصت المناظرة، غير المسبوقة في العالم العربي والتي استمرت نحو ساعتين، لتعريف كل من المرشحَين ببرنامجه الانتخابي قبل يوم من توجُّه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. وركزت على مجموعة من المحاور، كالأمن ومحاربة التطرف والإرهاب، والسياسات الخارجية لتونس، ومحاربة الفقر والفساد في البلاد.
هل تفوَّق قيس سعيّد على نبيل القروي؟
وفي أول ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن الكفة مالت للمرشح قيس سعيّد، حيث "توَّجه" كثيرون فائزاً في المناظرة، وأنه تمكن من التفوق على منافسه نبيل القروي.
ونالت طريقة كلام المرشح قيس سعيّد واعتماده على اللغة العربية الفصحى، إعجاب مجموعة من المتابعين، في الوقت الذي اعتمد فيه المرشح نبيل القروي على التحدث بالدارجة التونسية.
كما حظيت المناظرة بمتابعة عربية واسعة، وهو ما أكدته تعليقات المتابعين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين أجمعوا أيضاً على تفوُّق المرشح قيس سعيّد خلال المناظرة التي جمعته بالمرشح نبيل القروي.
استقلال القضاء وقضية حركة النهضة
إذ قال المرشح للرئاسيات في تونس قيس سعيّد، إن القضاء المستقل خير دستور. وفي سؤال خلال مناظرته مع منافسه في الانتخابات الرئاسية التونسية، نبيل القروي، قال سعيد إن القضاء أساس كل شيء.
وفي تعليقه على موضوع "الجهاز السري" لحركة النهضة، قال إن القانون يجب أن يطبّق على الجميع من دون استثناء، متابعاً: "نرفض وجود أي جهاز خارج إطار الدولة".
من جهته قال المرشح للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، نبيل القروي، إنه يقترح إحداث محكمة خاصة، للنظر في قضايا تهم الأمن القومي.
وأكد القروي خلال المناظرة التلفزيونية، أنه يقترح أن تنظر المحكمة الخاصة في قضية ما يُعرف بالجهاز الأمني السري وقضية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
قبل أن يصحح المرشح قيس سعيّد لمنافسه بأن الدستور يمنع تشكيل محاكم خاصة، في ظل وجود نظام قضائي مستقل.
دور تونس في حل الأزمة الليبية
أكد المرشح الرئاسي نبيل القروي، أن تونس تقف من بعيد تشاهد الأزمة الليبية، ولا تملك جرأة للتعامل والتدخل لحل الأزمة الليبية. وأضاف القروي، خلال كلمته في المناظرة الانتخابية مع منافسه قيس سعيّد، أن "تونس والجزائر حالياً ليستا طرفاً في حل الأزمة الليبية".
وأكمل القروي أن "مستقبل تونس من مستقبل ليبيا، فنحن شعب وحيد، ولا بد من الجرأة في التعامل مع الملف الليبي".
وأوضح أن "الحل لا بد أن يكون ليبيّاً – ليبيّاً بدعم تونس والجزائر تحت سقف القوى العظمى المهتمة بليبيا".
وأضاف أنه "لو أصبحتُ رئيس تونس فسأتعامل مع الأطراف الليبية كافة، للتعاون معهم لحل الأزمة الليبية".
من جهته، أكد المرشح الرئاسي قيس سعيد أنه "في البداية لا بد من احترام الشرعية الدولية واحترام القرارات الدولية كافةً الخاصة بليبيا".
وأضاف سعيّد، خلال كلمته في المناظرة الانتخابية مع منافسه نبيل القروي: "هناك استعداد لتنظيم مؤتمر في ألمانيا لكن من دون حضور الليبيين، وهو أمر غير مقبول؛ فهي قضية ليبية في الأساس يحددها الشعب الليبي".
وأوضح أنه "يجب على الدول الأجنبية أن ترفع أياديها عن الملف الليبي، لأن الشعب الليبي هو من يقرر مصيره".