لماذا اختارت تركيا مدينة تل أبيض نقطة بداية لعملية نبع السلام؟

بعد وقت وجيز من إعلان وزارة الدفاع التركية بدء عملية نبع السلام ضدَّ المسلحين الأكراد في شرق الفرات بسوريا، بدأت القوات البرية ووحدات من القوات الخاصة "الكوماندوز" بالتقدم نحو مدينة تل أبيض الواقعة في المنطقة الجزيرة والمتاخمة على الحدود التركية.

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/10 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/10 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
Social Media/ مدينة تل أبيض الواقعة في المنطقة الجزيرة

بعد وقت وجيز من إعلان وزارة الدفاع التركية بدء عملية نبع السلام ضدَّ المسلحين الأكراد في شرق الفرات بسوريا، بدأت القوات البرية ووحدات من القوات الخاصة "الكوماندوز" بالتقدم نحو مدينة تل أبيض الواقعة في المنطقة الجزيرة والمتاخمة على الحدود التركية.

مدينة تل أبيض الواقعة في المنطقة الجزيرة

قد يتساءل البعض عن سبب اختيار تركيا مدينة تل أبيض كنقطة انطلاق للقوات البرية رغم أنها تقع وسط المنطقة التي تريد تركيا تحريرها وجعلها منطقة آمنة للسوريين، فهناك أسباب وعوامل كثيرة أهمها موقعها الجغرافي وتركيبتها السكانية:

مدينة تل أبيض الواقعة في المنطقة الجزيرة
مدينة تل أبيض الواقعة في المنطقة الجزيرة

موقعها الجغرافي

تقع مدينة تل أبيض السورية في منطقة الجزيرة شمال سوريا بمحاذاة معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا وتبعد 100 كم عن الرقة التي تعد مركزاً رئيسياً لسيطرة المسلحين الأكراد ويتواجد بها أعداد كبيرة منهم.

كما أن وجود المدينة على أرض سهلية خصبة غنية بالينابيع سيسهل من عملية دخول الجيش التركي إليها، ومن ثمّ التوجه جنوباً نحو بلدتين مهمتين هما: سلوك وعين عيسى اللتان لا تبعدان سوى بضعة كيلومترات عنها.

موقعها العسكري بالنسبة للقوات الكردية

على الأرض تحظى المدينة بأهمية كبيرة، إذ ستشكل السيطرة عليها 3 نقاط انطلاق للجيش التركي.

النقطة الأولى نحو شرق المدينة باتجاه قرى المبروكة والعزيزية والدرباسية وعامودا ونصيبين وصولاً إلى القامشلي والمالكية.

والنقطة الثانية جنوباً باتجاه عين عيسى، فيما ستكون النقطة الثالثة غرباً باتجاه الغسانية وعين العرب (كوباني) وصولاً إلى نهر الفرات.

كما تبرز أهميتها في كونها واقعة على الطريق الرئيسي الذي يصل مدينة القامشلي بمدينة عين العرب (كوباني) وبالسيطرة عليها سيتم تقسيم مناطق شرق الفرات وعزل المدن الأساسية عن بعضها، وهذا الأمر مهم أجل إضعاف القوات الكردية.

تركيبة تل أبيض السكانية

إن تركيبة مدينة تل أبيض السكانية المكونة من العرب والتركمان مع أقلية كردية وأرمنية جعلها سبباً رئيسياً وبارزاً لتركيا للدفع باتجاهها.

إذ تسعى تركيا بمشاركة عناصر المنطقة الشرقية المنخرطين في "الجيش الوطني" لتحقيق هدفين:

الأول كونهم أبناء المنطقة التي سيدخلونها، والآخر كون المقاتلين على خبرة ودراية كبيرة بالمنطقة الشرقية وطبيعتها الجغرافية، وهذا ما سيسهل على الجيش التركي السيطرة على أول مدينة في شرق الفرات وجعها نقطة إمداد وانطلاق.

تحميل المزيد