خطة أنقرة لدخول شرق الفرات.. صحف تركية تنشر تفاصيل العملية شمال سوريا والأماكن التي تستهدفها

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/08 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/08 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
صحف تركية: العملية ستنطلق في منطقة تل أبيض المقابلة لمنطقة شانلي أورفا التركية، ومنطقة رأس العين المقابلة لمنطقة جيلان بنار، ومنطقة عين عرب (كوباني)


ذكرت صحيفة ملييت التركية أن المرحلة الأولى من العملية التي خططت له أنقرة شمال سوريا، ستكون في منطقتي تل أبيض ورأس العين، وهذا يعني أنها لن تشمل شرق الفرات كافة.

وتقدمت الرئاسة التركية، الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بطلب إلى البرلمان في أنقرة، كي يوافق على تنفيذ الجيش عمليات خارج البلاد. واستعد ما يقرب من 85 ألف جندي تركي للعملية على طول الحدود مع سوريا البالغة (480 كم). وتسعى تركيا لتأمين عمق 15 كم كمرحلة أولى.

وبدأ الجيش التركي، الإثنين، طلعات جوية عند الحدود مع سوريا، وتقول الصحيفة المقربة من الحكومة، إن العملية قد تبدأ بأي لحظة مع انتهاء الانسحاب الأمريكي من تلك المناطق، وحددت الأماكن بشكل دقيق، إذ قالت إن العملية ستنطلق في منطقة تل أبيض المقابلة لمنطقة شانلي أورفا التركية، ومنطقة رأس العين المقابلة لمنطقة جيلان بنار، ومنطقة عين عرب (كوباني) المقابلة لمنطقة سورج التركية.

وجاء في الصحيفة التي ترجم عنها موقع "عربي 21" أن العملية قد تبدأ بغطاء جوي من خلال المدافع الثقيلة، والقصف من الطائرات على مواقع الوحدات الكردية شرق الفرات، يعقبها تسلل القوات الخاصة والمدرعة إلى الأراضي السورية.

وقالت صحيفة حرييت إنه في حال "قاومت الوحدات الكردية، فستقوم المقاتلات التركية بتدمير الأهداف، وستقوم القوات البرية بالإسراع في عملية تطهير الجبهة الأمامية، في حين ستتحرك الوحدات المدرعة مع قوات المغاوير بعد التقاء القوات الخاصة والجيش السوري الحر".

ترامب يسحب جنود بلاده

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب 50 جندياً أمريكياً من المنطقة التي من المحتمل أن تنفذ فيها تركيا عملية عسكرية شمالي سوريا.

جاء ذلك خلال تصريحات للصحفيين، الإثنين، في الجزء المفتوح من الاجتماع الذي عقده في البيت الأبيض مع مسؤولين عسكريين كبار.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة الأمريكية بقيت أطول من اللازم في سوريا.

وأضاف: "كان هناك 50 جندياً في المنطقة المذكورة (التي ستنفذ فيها تركيا العملية العسكرية شمالي سوريا)، وهؤلاء خرجوا من المنطقة".

وأكّد الرئيس الأمريكي أن بلاده لا يمكن أن تشرف على مقاتلي تنظيم "داعش" المأسورين وعوائلهم المحتجزين في مخيمات بسوريا لوقت طويل.

واستدرك: "ولكن في نفس الوقت، علينا أن نثق بالدول الأوروبية".

ترامب دعا إلى الوثوق بإيران والعراق وتركيا وسوريا وروسيا وبلدان أخرى، فيما يتعلق بموضوع مقاتلي "داعش" الأسرى بسوريا.

وأرسلت القوات المسلحة التركية، مساء الإثنين، مزيداً من التعزيزات إلى وحداتها المتركزة على الحدود السورية.

وقال مراسل الأناضول إن تعزيزات تضم قوات خاصة وناقلات جند ومدرعات عسكرية، توجهت إلى الحدود السورية عبر ولاية كليس.

وقالت مصادر عسكرية، للأناضول، إن التعزيزات أرسلت بهدف تقوية الوحدات العسكرية المتمركزة على حدود سوريا.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة لن تتسامح إطلاقاً مع إنشاء ممر على حدود تركيا، وإنها استكملت كافة الاستعدادات من أجل العملية بشرق الفرات.

وأشارت إلى ضرورة "إقامة المنطقة الآمنة/ممر السلام للمساهمة في الاستقرار والسلام بالمنطقة، وحتى يتمكن السوريون من العيش في أجواء آمنة".

علاقتي بأردوغان حيدة

الرئيس الأمريكي الذي كان توعد بتدمير اقتصاد تركيا عاد بعد هذا التصريح ليقول بتصريح آخر إن لديه علاقة جيدة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وإنه لا ينحاز لأي طرف في سوريا.

وأوضح ترامب أن قراره بشأن سحب قوات بلاده من سوريا "كان صحيحاً".

وتابع قائلاً: "منذ سنوات ونحن في سوريا، وكان يجب أن تكون مهمتنا العسكرية في هذا البلد قصيرة، كان علينا الدخول إليها والإسراع في الخروج".

ترامب قال إن "المنطقة التي ستنفذ فيها تركيا عمليتها العسكرية، تضم نحو 50 جندياً أمريكياً، وإنه لا يريد أن يصيبهم أي أذى".

ترامب يتوعد تركيا 

وقبل ساعات من حديثه الهادئ عن صديقه أردوغان كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعد الإثنين 7 أكتوبر/تشرين اﻷول 2019، الاقتصاد التركي بـ"التدمير التام والمحو" إذا أقدمت أنقرة على أي فعل يعتبره "مجاوزاً الحدود"، وذلك في أعقاب قراره سحب القوات الأمريكية من شمال غربي سوريا.

حيث قال ترامب على تويتر: "أؤكد مجدداً فحسب، ما شددت عليه من قبل، أنه إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي العظيمة التي لا تضاهى، مجاوزاً الحدود، فسأدمر تماماً الاقتصاد التركي وأمحوه". 

في المقابل، قال مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية التركية المزمعة في شمال شرقي سوريا "بأي شكل من الأشكال"، مشيراً إلى أنها لن تجعل المنطقة أكثر أماناً من تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأضاف في تصريحات للصحفيين: "إنها فكرة في غاية السوء"، مردفاً أن خطة أنقرة لإعادة توطين اللاجئين في شمال شرقي سوريا "أكثر شيء جنوناً سمعت به على الأرجح".

وتابع المسؤول أن واشنطن سحبت عدداً صغيراً من القوات، وما زالت تسيطر على المجال الجوي فوق شمال شرقي سوريا.

 والبنتاغون يرفض العملية العسكرية 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية التركية المرتقبة في شمال سوريا، ولن يدعمها الجيش الأمريكي بأي شكل من الأشكال، لتنأى واشنطن بنفسها عن عملية تهدد المقاتلين الأكراد السوريين الذين تدعمهم.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان، في بيان: "وزارة الدفاع أوضحت لتركيا، مثلما فعل الرئيس، أننا لا نؤيد أي عملية تركية في شمال سوريا. القوات المسلحة الأمريكية لن تدعم أي عملية من هذا النوع أو تشارك فيها".

زعيم الأغلبية الجمهورية يهاجم تركيا وترامب

وانتقد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ميتش ماكونيل، قرار الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب من المنطقة التي تعتزم تركيا تنفيذ عملية عسكرية.

وقال ماكونيل، في بيان عبر موقع الإلكتروني، الإثنين، إن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، "سيكون فقط لصالح روسيا وإيران ونظام بشار الأسد".

واعتبر أن هذه الخطوة من شأنها أن تتسبب بعودة نشاط تنظيم "داعش".

ودعا ترامب إلى استحدام ما وصفه بـ "الزعامة الأمريكية" لمواصلة مكافحة "داعش" ومنع الاشتباك بين تركيا التي هي حليف واشنطن في الناتو، والشركاء المحليين بسوريا، في إشارة إلى تنظيم القوات الكردية هناك.

وقال إن أي اشتباك جديد بين تركيا وشركاء واشنطن في سوريا سيضر بروابط تركيا مع الولايات المتحدة، وسيزيد من خطر تعرض تركيا لمزيد من العزلة في الساحة الدولية، على حد تعبيره.

في سياق متصل، ادعى السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من ترامب، في تغريدة عبر "تويتر"، أن العملية التركية المحتملة ستعرض المنطقة والأمن القومي الأمريكي للخطر.

وهدّد غراهام بفرض عقوبات على تركيا في حال قيامها بالعملية العسكرية.

وقال إنه حاول العمل مع أنقرة لإزالة هواجسها الأمنية المحقة، وإن قيام تركيا بعملية في سوريا سيعتبر بمثابة "عدم احترام للجهود المشتركة بين البلدين"، على حد زعمه.

تحميل المزيد