قال مصدر أمني عراقي إن مدينة الصدر شرقي بغداد (المعقل الرئيس لأنصار مقتدى الصدر) تشهد هدوءاً حذراً، الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعد يوم دامٍ خلف قتلى وجرحى.
وكانت قوات الأمن العراقية قد استخدمت الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرتين في مدينة الصدر، بزعم أنهما غير مرخصتين، ما أوقع 8 قتلى و20 جريحاً، بحسب مصدر طبي.
هدوء حذر في بغداد بعد ليلة دامية
وقالت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر طبية وأخرى من الشرطة العراقية، إن ما لا يقل عن 15 شخصاً قُتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين مناهضين للحكومة في بغداد الليلة الماضية.
وسقط القتلى في حي مدينة الصدر بشرق بغداد، حيث أطلقت الشرطة المدعومة من القوات المسلحة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع في مواجهة حشود المتظاهرين.
وبذلك يتجاوز عدد القتلى خلال ستة أيام من الاضطرابات في العراق مئة قتيل، كما أصيب أكثر من ستة آلاف شخص.
وقال النقيب أحمد خلف لوكالة الأناضول، إن "الأوضاع الأمنية في مدينة الصدر هادئة صباح اليوم، لكن قوات الأمن كثفت انتشارها خوفاً من تجدد الاحتجاجات".
وأوضح خلف أن "الأوضاع في مناطق التظاهر، وخصوصاً بالقرب من ساحة التحرير هادئة، وهناك عودة للحياة الطبيعية بشكل أفضل من يوم أمس".
بدوره، قال الناشط مهند المياحي، إن "الآلاف سيشيعون صباح اليوم جثامين الشهداء الذين سقطوا جراء تعرضهم لإطلاق النار من قِبل عناصر الأمن"، مشيراً إلى أن "تشييع الجثامين سيرافقه تجدد الاحتجاجات".
وأوضح المياحي أن "عشائر القتلى لن تتراجع في المطالبة بمعاقبة من أمر بإطلاق النار على المتظاهرين العزل".
ويتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك، وتقول إن "قناصة مجهولين" تطلق الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء لخلق فتنة.
عبدالمهدي يبحث مع بومبيو الاحتجاجات الدامية
قال مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في بيان، اليوم الإثنين، إن عبدالمهدي بحث في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاحتجاجات التي عمت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال البيان: "استعرض رئيس مجلس الوزراء تطورات الأوضاع الأمنية وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد رفع حظر التجوال، وأكد سيطرة القوات الأمنية وإعادة الاستقرار".
وأضاف أن الحكومة طرحت حزمة من الإصلاحات والإجراءات وسوف تستمر في تقديم المزيد لتلبية مطالب المواطنين.
وبدأت الاحتجاجات، الثلاثاء الماضي، من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
وسقط خلال الاحتجاجات أكثر من 110 قتلى وآلاف الجرحى، بحسب مصادر طبية للأناضول. ولم تتمكن الحكومة من كبح جماح الاحتجاجات المتصاعدة رغم فرض حظر التجوال يومي الخميس والجمعة.