أعلنت الحكومة ونقابة المعلمين بالأردن، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنهاء أطول إضراب بتاريخ البلاد، واستئناف الدراسة اليوم.
جاء ذلك بعدما قدم رئيس الوزراء، عمر الرزاز، اعتذاراً للمعلمين عن "انتهاكات" تعرضوا لها في احتجاجات سبتمبر/أيلول الماضي، والتوصل إلى اتفاق بين الجانبين بشأن نسب الزيادة في الراتب.
وبذلك تنتهي أزمة إضراب المعلمين التي أتمت شهراً كاملاً، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
علاوات واعتذار
وخلال مؤتمر صحفي عقدته الحكومة ونقابة المعلمين، أمام مقر النقابة بالعاصمة عمّان، عقب جولتين حواريتين، أمس السبت، قال وزير الدولة للشؤون القانونية مبارك أبو يامين: "تم الاتفاق على وقف الإضراب والعودة إلى المدارس صباح اليوم".
من جهته، قال نقيب المعلمين الأردنيين بالوكالة ناصر النواصرة: "نشهد هذا الاتفاق التاريخي، ونعلن وقف أطول إضراب في تاريخ الأردن، ثم حصول المعلم على مطالبه بالعلاوة والاعتذار".
وعن مضمون الاتفاق، أوضح النواصرة أن "المعلم أخذ اليوم ما أراده من العلاوات؛ فبدأت بعلاوة 35% على الراتب الأساسي لمعلمي الرتبة الأولى، و40% للرتبة الثانية، و50% للرتبة الثالثة، و65% للرتبة الرابعة، و75% للمعلم القائد وهي رتبة مستحدثة".
وأكد أن "العلاوة سيبدأ تنفيذها مطلع العام 2020، وقد تحققت مطالب أخرى لا تقل عن المطلب المادي"، دون أن يذكر تفاصيلها.
وسبق الإعلان عن الاتفاق اعتذار للمعلمين قدَّمه الرزاز على حسابه بـ "فيسبوك"، أمس السبت، بالتزامن مع اليوم العالمي لهم، الذي يوافق 5 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.
وأثنى الرزاز في رسالته على المعلمين ودورهم، قائلاً: "كما قلنا من قبل ونؤكد: كرامة المعلم من كرامتنا، وهيبته من هيبتنا، ولا نقبل الإساءة إلى المعلم والتقليل من احترامه بأي شكل من الأشكال".
وأعرب عن أسف الحكومة "لأي حدث انتقص من كرامة المعلمين"، وأكد التزام الحكومة استكمال التحقيق فيما تعرَّض لها معلمون خلال احتجاجات سبتمبر/أيلول والأخذ بنتائجه.
وأضاف: "ننتظر نتائج تقرير التحقق، من المركز الوطني لحقوق الإنسان، لاتخاذ الإجراءات المناسبة".
وختم بالقول: "نحن حريصون على عودة المعلم إلى محرابه، غرفة الصف، مرفوع الرأس، حاملاً رسالته، رسالة النور، التي طال انتظار أبنائكم لها لتحقيق الفريضة الواجبة علينا جميعاً تجاه الجيل، ونحن واثقون بالتزامكم إياها وحرصكم عليها".
بداية الأزمة
وبدأت الأزمة بين المعلمين والحكومة في 5 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب استخدام قوات الأمن القوة لفض وقفة احتجاجيةٍ نظمها معلمون بالعاصمة عمّان، للمطالبة بعلاوة مالية.
وجراء ذلك، تم توقيف عشرات من المعلمين المحتجين آنذاك، وسرعان ما تصاعدت الأزمة؛ حيث قرر المعلمون الدخول في إضراب مفتوح عن العمل.
وتمثلت مطالب المعلمين لفك هذا الإضراب، في اعتذار الحكومة عما تعرض لها المعلمون من "انتهاكات" خلال الوقفة الاحتجاجية، وتنفيذ اتفاق بعلاوة 50 بالمئة من الراتب الأساسي، قالوا إن نقابتهم توصلت إليه مع الحكومة عام 2014.
يُذكر أن نقابة المعلمين الأردنيين تأسست عام 2011، وينتسب إليها نحو 140 ألف معلم.