كشفت خلية الأزمة، في مفوضية حقوق الإنسان في العراق، الخميس 3 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن الإحصائيات الرسمية لضحايا التظاهرات.
وقالت الخلية إن الاحصائيات الرسمية للتظاهرات التي تم بتوثيقها في عموم المحافظات للفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول حتى 3 من الشهر ذاته، وإلى حدود الساعة الثانية ظهراً، تشير إلى أن العدد الإجمالي للوفيات من المتظاهرين والقوات الأمنية بلغ أكثر من 20 شخصاً.
وأشارت إلى أن محافظة ذي قار سجلت أكبر عدد من الوفيات، حيث بلغ عدد الضحايا 10 أشخاص. وأضافت أن عدد الجرحى من المدنيين والقوات الأمنية بلغ 1041 شخصاً، فيما وصل عدد المعتقلين 216 معتقلاً أفرج عن 154 منهم.
ودعت خلية الأزمة كافة وسائل الإعلام إلى اعتماد الإحصائيات الرسمية الصادرة عنها، والمتأتية من الرصد الميداني لفرق المفوضية المنتشرة في المحافظات.
اجتماع القيادات الأمنية مع رئيس الوزراء
عقد رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي، الخميس، اجتماعاً مع القيادات الأمنية، بمقر قيادة عمليات بغداد التابعة للجيش، لبحث تطورات الموقف على خلفية الاحتجاجات المستمرة منذ يومين.
وقال المكتب الإعلامي لعبدالمهدي في بيان مقتصب، وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إن رئيس الوزراء اجتمع في مقر قيادة عمليات بغداد (التابعة للجيش) مع قادة الأمن، وكان برفقته وزير الدفاع نجاح الشمري، والداخلية ياسين الياسري.
وأوضح البيان أن الاجتماع جاء لبحث تطورات الموقف على خلفية الاحتجاجات المستمرة منذ يومين، وما خلفته من قتلى وجرحى، والاطلاع على الأوضاع في العاصمة.
بينما استمرت الاشتباكات بالقرب من المنطقة الخضراء
وبالتزامن مع ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الأمن ومئات المتظاهرين بالقرب من المنطقة الخضراء، وسط بغداد، حسب مصدر في الشرطة العراقية.
وقال أحمد خلف، النقيب في الشرطة العراقية للأناضول، إن "قوات الأمن بالقرب من المنطقة الخضراء استخدمت الرصاص الحي لإبعاد المتظاهرين من ساحة التحرير وسط العاصمة"، لافتاً إلى أن الأمن يحاول منع المتظاهرين من التقدم باتجاه المنطقة الخضراء.
والمنطقة الخضراء هي منطقة شديدة التحصين، تضم مقارّ الحكومة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وأشار خلف إلى أن عدداً من المتظاهرين أصيبوا بجروح، إلى جانب تعرض آخرين للاختناقات، جراء استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع.
ولفت إلى أنه في المقابل، قام متظاهرون برشق أفراد الأمن بالحجارة، وهو ما أوقع إصابات في صفوفهم أيضاً.
وفرضت قوات الأمن العراقية حظراً للتجوال في بغداد ومحافظات النجف وميسان وذي قار، في مسعى لاحتواء الاحتجاجات التي انطلقت الثلاثاء الماضي، وخلفت 21 قتيلاً ومئات الجرحى.
ما الذي أطلق شرارة الاحتجاجات الأخيرة؟ ومَن نظمها؟
حسب وكالة الأنباء "رويترز"، لا يبدو أن الاحتجاجات تنسقها جماعة سياسية بعينها، وقد تزايدت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاجات في أوائل هذا الأسبوع. وبدا أن الإقبال على المشاركة فيها كان مفاجأة لقوات الأمن.
والسببان الرئيسيان للغضب الشعبي هما قصور خدمات الدولة ونقص الوظائف. وساهمت في هذا الغضب سلسلة من الخطوات الحكومية، لاسيما تنزيل رتبة قائد عسكري يحظى بشعبية كبيرة من أوقات الحرب لأسباب لم تُشرح بشكل كافٍ. وكان البعض يحتج خلال المظاهرات على ما حدث لهذا القائد.
في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وقعت احتجاجات كبرى تركزت أساساً في مدينة البصرة الجنوبية. ولقي فيها قرابة 30 شخصاً حتفهم.
ومنذ ذلك الحين شهد العراق بعض المظاهرات المتفرقة، لكنها لم تكن بحجم الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع، وكانت أول مظاهرات كبرى مناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي منذ تولى السلطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.