ذكر الكرملين الإثنين 30 سبتمبر/أيلول 2019، أنَّ نصوص المكالمات التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن نشرها إلَّا بالاتفاق المشترك بين البلدين، نقلاً عن صحيفة The Daily Mail البريطانية.
ويُذكَر أنَّ البيت الأبيض يفرض قيوداً صارمة على توزيع المذكرات التي تتضمن تفاصيل مكالمات ترامب مع القادة الأجانب، بمن فيهم بوتين.
ورداً على سؤالٍ حول "سعي الكونغرس إلى نشر تفاصيل مكالمات بوتين مع ترامب، أكَّد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أنَّ "النشر لا يمكن أن يحدث إلَّا باتفاقٍ مشترك".
وقال في مكالمةٍ جماعية مع بعض الصحفيين: "إذا تلقينا بعض إشارات من الولايات المتحدة (على رغبتها في ذلك)، فسوف ندرس الأمر".
وأشار بيسكوف إلى أنَّ "التقاليد الدبلوماسية لا تتوافق مع نشر تفاصيل كهذه"، مضيفاً أنَّ القضية تتعلق بالشؤون الداخلية الأمريكية.
المكالمة التي ورطت ترامب
ويُذكَر أنَّ نص المكالمة الأخيرة بين ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي نشره البيت الأبيض، أصبح موضع تركيز تحقيقٍ في الكونغرس لعزل ترامب.
وأظهر النص ترامب وهو يطلب من أوكرانيا "فتح تحقيق" بشأن منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقد أضرَّ نشر هذه المكالمة، التي أدلى فيها الرئيسان بتصريحاتٍ انتقادية تجاه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بجهود أوكرانيا لإقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، وأثار تصريحاتٍ استنكارية من مسؤولين ومُشرِّعين روس آخرين.
إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم أول أمس الأحد عبر قناةٍ تلفزيونية حكومية إنَّ نشر مكالمة ترامب وزيلينسكي من جانب البيت الأبيض ينبغي أن يثير حذر رؤساء الدول الآخرين الذين يُجرون مكالماتٍ مع الرئيس الأمريكي.
وقالت: "الكل يدرك بعد هذه الفضيحة أنَّ إجراء مكالمات ومحادثات مع واشنطن صار أمراً خطراً".
تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
هذا وتأتي مساعي الديمقراطيين إلى نشر تفاصيل مكالمات ترامب وبوتين وسط توتراتٍ حادة بشأن تدخُّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، الذي نفاه الكرملين صراحةً، والذي سعى ترامب إلى التقليل من شأنه.
إذ سخر بوتين ومعاونوه من تحقيق المستشار الخاص الأمريكي روبرت مولر في تدخُّل الكرملين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت في عام 2016، ووصفوه بأنَّه فشلٌ، وتجاهلوا كشف مولر عن أدلةٍ على التدخُّل الروسي في التصويت.
وصحيحٌ أنَّ مولر توصَّل إلى عدم وجود أدلةٍ كافية لإثبات وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا، لكنَّه اتهم 12 من ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية باختراق حواسيب تابعة للحزب الديمقراطي، وحسابات بريدٍ إلكتروني خاصة بمسؤولين في حملة هيلاري كلينتون التي كانت تُنافس ترامب في تلك الانتخابات.