قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في تصريحات لقناة الجزيرة، الإثنين 30 سبتمبر/أيلول 2019، إن إسرائيل تقف وراء هجمات على مواقع للحشد الشعبي بالعراق، وذلك في أول اتهامات مباشرة من بغداد لإسرائيل.
ونقلت القناة عن عبدالمهدي، قوله: "التحقيقات في استهداف بعض مواقع الحشد تشير إلى أن إسرائيل هي من فعلت ذلك".
واتهم الحشد الشعبي، المدعوم إيرانياً، إسرائيل مراراً بالمسؤولية عن هجمات بطائرات مسيَّرة على قواعد ومخازن سلاح خاصة به، وضمن ذلك هجومان أسفرا عن مقتل بعض مقاتليه.
بدعم جوي من أمريكا
وقال عبدالمهدي إن الولايات المتحدة قدمت دعماً جوياً.
وامتنعت إسرائيل عن التعليق رسمياً حتى الآن، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمَّح الشهر الماضي، إلى احتمال ضلوع إسرائيل.
ونفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مشاركة القوات الأمريكية في الهجمات.
وقال عبدالمهدي، الذي زار السعودية الأسبوع الماضي، لقناة الجزيرة، إنه يعتقد أن المملكة تسعى إلى السلام، في إشارة إلى التوتر المتصاعد بين الرياض وطهران في أعقاب هجوم على منشأتي نفط سعوديتين، تتهم السعودية والولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنه.
وذكر أنَّ حل أزمة اليمن يمكن أن يكون مفتاح حل المشاكل في الخليج. وتحارب السعودية، التي تدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران. وقال عبدالمهدي إن السعودية وإيران مستعدتان للتفاوض.
قصف متكرر
وتأتي هذه التطورات بعد أن تعرضت مؤخراً 5 قواعد للحشد الشعبي لتفجيرات غامضة، آخرها شن طائرتين مسيَّرتين قبل أسبوعين، هجوماً على أحد ألوية "الحشد"، قرب الحدود العراقية-السورية (غرب).
وأدى قصف الطائرتين المسيَّرتين إلى مقتل أحد عناصر "الحشد الشعبي" وإصابة آخر، في ظل تلميحات من إسرائيل بالوقوف وراء تلك الهجمات.
وكشف النائب العراقي عبدالخال العزاوي، الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، أن إسرائيل هي المسؤولة عن قصف مخازن ومواقع الحشد الشعبي خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال العزاوي، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، في تصريح لإذاعة محلية، إن "اللجان الحكومية بشأن التحقيق في أسباب الانفجارات في أكداس (مخازن ومواقع) الحشد الشعبي أنهت أعمالها".
وأضاف أن اللجنة توصلت إلى أن "عدد الضربات بلغ 12 ضربة، وتبين أنها جاءت بطائرات مسيّرة"، موضحاً أن "الجانب الأمريكي المسؤول عن حماية ومراقبة الأجواء العراقية أبلغ الجانب العراقي أن الضربات وُجّهت من طائرات إسرائيلية مسيّرة".
وفي يوليو/تموز الماضي، قصفت طائرات إسرائيلية من طراز إف-35 العراق مرتين، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، وهو ما يشير إلى توسيع محتمل لنطاق الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في المنطقة.
واعتُبرت تلك الهجمات في العراق أُولى هجمات إسرائيل هناك منذ عام 1981، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مفاعل تموز، أو مفاعل "أوزيراك" النووي في عهد صدام حسين.