ترامب يحشد حلفاءه لمواجهة معركة عزله ويقول: «إننا في حرب»

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المُهدد بالعزل من منصبه، هجوماً مضاداً شرساً على معارضيه، معولاً على حلفائه الجمهوريين ووسائل الإعلام المؤيدة له وحسابه على تويتر، على أمل نقل مركز الاهتمام منه إلى خصمه الديمقراطي جو بايدن.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/28 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/28 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لمواجهة معركة عزله من الرئاسة - رويترز

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المُهدد بالعزل من منصبه، هجوماً مضاداً شرساً على معارضيه، معولاً على حلفائه الجمهوريين ووسائل الإعلام المؤيدة له وحسابه على تويتر، على أمل نقل مركز الاهتمام منه إلى خصمه الديمقراطي جو بايدن.

"إننا في حرب"، تلك الجملة التي قالها ترامب في جلسة خاصة، وهي تختزل وضع الرئيس البالغ من العمر 73 عاماً، والذي يستعد لخوض أشرس معاركه حتى الآن، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019. 

الكونغرس يواجه ترامب

ويواجه ترامب وسط حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية، خطر عزله، وفق آلية لم يسبق للكونغرس أن استخدمها في تاريخ الولايات المتحدة سوى ضد اثنين من أسلافه.

وإن كانت فرص عزله تبقى ضئيلة في ظل الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، إلا أن الخطر يبقى جسيماً، إلى حد يتطلب منه تعبئة مؤيديه.

ودعا ترامب الجمهوريين في تغريدة محاهاً لاحقاً إلى "البقاء موحدين"، وإلى "القتال" لأن "مستقبل بلادنا على المحك".

ويواجه ترامب الملياردير أزمة خطيرة، بسبب مكالمة هاتفية أجراها خلال الصيف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وطلب منه خلالها التحقيق حول جون بايدن، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق، هو المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً لهزم ترامب في انتخابات 2020.

ويرى الديمقراطيون في هذا الاتصال "سوء استخدام للسلطة"، على قدر من الخطورة يبرر الشروع بآلية عزل للرئيس، لا تُستخدم سوى في حالات نادرة جداً.

ورد ترامب ببناء خطة دفاع تقوم على ثلاثة عناصر، هي تأكيد براءته، وطرح نفسه في موقع الضحية، وتوجيه التهمة إلى جو بايدن.

وعلى إثر "الفضيحة" السياسية التي فجرتها المكالمة، استقال المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، كيرت فولكر، من منصبه، يوم أمس الجمعة، بعد تلقيه استدعاءً من الكونغرس لاستجوابه، في إطار تحقيق يرمي إلى عزل الرئيس دونالد ترامب، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

وكان فولكر قد ورد اسمه في تقرير يتهم البيت الأبيض بالتستر على مكالمة بين ترامب، ونظيره الأوكراني زيلينسكي.

وذكرت صحيفة The New York Times أن فولكر أبلغ وزير الخارجية مايك بومبيو برغبته في ترك منصبه، مضيفة أنه عبّر عن مخاوفه من عدم قدرته على ممارسة مهامه في ضوء التطورات الأخيرة.

اتصال "مثالي"

ويردد ترامب منذ أسبوع أن اتصاله بزيلينسكي كان "خالياً من أي شوائب"، و "قانونياً تماماً" و "عادياً".

وأرسل البيت الأبيض بالخطأ إلى ديمقراطيين يوم الأربعاء الماضي، "عناصر تواصل" أُعدّت لمساعدة الجمهوريين في الكونغرس في الدفاع عن الرئيس. وتشدد الوثيقة على أن الرئيس "لم يقدم أي مقابل" لنظيره الأوكراني.

ويردد العديد من حلفاء ترامب منذ ذلك الحين هذه الحجج نفسها، ومن بينهم السيناتور النافذ ليندسي غراهام.

كذلك قال النائب الجمهوري مارك ميدوز، متحدثاً لشبكة "فوكس بيزنيس" التي تلقى متابعة واسعة في الأوساط المحافظة إن "الرئيس لم يرتكب أي خطأ".

لكن بالرغم من هذه الجهود، لم يجد الرئيس عبارة مجدية بمستوى الشعار الذي ردّده بلا توقف خلال التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات 2016، حيث أعلن على جميع المنابر "لا تواطؤ، لا عرقلة".

حملة "مطاردة" سياسية جديدة

وكتب ترامب في تغريدة على حسابه الذي يتابعه 65 مليون شخص: "حملة مضايقة للرئيس" في تعليقه على سعي مجلس النواب الأمريكي لعزله. 

وأضاف أنها "أسوأ حملة مطاردة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة"، مندداً بالديمقراطيين "الهستيريين" ووسائل الإعلام "الفارغة" العاملة لحسابهم.

واتهم ترامب الديمقراطيين في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك وبدا فيه متعباً، بـ "تعذيب" أشخاص محترمين.

كما ندد النائب أندي بيغز بمعاملة الديمقراطيين "المعيبة" للرئيس، وفق تعبيره، وقال في تصريح لشبكة "فوكس" إن "دوافعهم الحقيقية هي التأثير على نتيجة الانتخابات".

استهداف بايدن وابنه

لكن وسيلة الدفاع الأفضل تبقى الهجوم، حيث يركز ترامب وأنصاره هجومهم على جو بايدن.

ونشر الرئيس الأمريكي أمس الجمعة، إعلاناً انتخابياً يؤكد أن "جو بايدن وعد أوكرانيا بمليار دولار إن أقالت المدعي العام الذي كان يحقق في شركة ابنه".

وعمل هانتر بايدن لحساب مجموعة غاز أوكرانية اعتباراً من 2014، في وقت كان والده نائباً للرئيس باراك أوباما، وحتى 2019، وجرى لفترة تحقيق قضائي بشأن عمله في الشركة، غير أنه أغلق من غير توجيه أي اتهامات.

وطلب جو بايدن عام 2015 من السلطات الأوكرانية، إقالة المدعي العام الأوكراني للاشتباه بأنه كان يعرقل مكافحة الفساد في هذا البلد، وهو ما كان يطالب به أيضاً الاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الدولية الكبرى.

وبالرغم من أن الأوكرانيين لم يتهموا يوماً بايدن بأي نوايا مبيتة، يركز دونالد ترامب وأنصاره هجماتهم على المرشح الديمقراطي، وتلقى حججهم أصداء لدى العديد من مقدمي البرامج في شبكة "فوكس".

غير أن البعض في الشبكة نفسها يشككون في هذه الرواية، حيث قال كريس والاس، أحد أبرز صحافيي "فوكس نيوز"، إن "رسالة المدافعين عن الرئيس ليست مفاجئة، لكن أعتقد أنها مضللة".

تحميل المزيد