اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دولياً، السبت، 28 سبتمبر/أيلول "الطيران الإماراتي المسير" بقصف أهداف "مدنية حيوية" في مدينة سرت (شرق)، الجمعة؛ دعماً لقوات الشرق الليبي، بقيادة اللواء متقاعد خليفة حفتر.
حكومة "الوفاق" تتهم الإمارات بقصف أهداف "مدنية حيوية" في سرت
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من أبوظبي، لكنها عادة ما تقول إنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وقالت عملية "بركان الغضب" العسكرية، التابعة لحكومة الوفاق، في تغريدات عبر "تويتر"، إن "الطيران الإماراتي المسير الداعم لمجرم الحرب حفتر استهدف ليلة البارحة مجمع سرت للمطاحن والأعلاف، وأوقع خسائر مادية داخل هذا المرفق المدني والحيوي للمدينة".
وأضافت: "يأتي هذا القصف بعد 4 أيام من إعلان المجمع عن الانتهاء من صيانته وعودته للتشغيل، وفتح مركز السلع الأساسية وتوفير مادة الدقيق للمخابز وتوفير الأعلاف للمربين داخل بلدية سرت".
كما اتهمت الطيران الإماراتي المسير بأنه استهدف "ليلة البارحة بسرت محطة القرضابية للأبقار بجهاز استثمار المياه بالمنطقة الوسطى والمعروف بمشروع الأبقار، وخلف أضراراً مادية، وإصابة أحد العاملين بشظايا نتيجة القصف".
وأوضحت عملية "بركان الغضب" أن "هذا المرفق المدني والحيوي للمدينة يغذي سرت والمنطقة الوسطى بحوالي ثلاثة آلاف لتر من الحليب يومياً".
يأتي ذلك بعد اتهامات لطيران مسير إماراتي بقصف طرابلس
حيث قالت قوات حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دولياً، مساء السبت، 21 سبتمبر/أيلول إن "طيراناً مسيراً إمارتياً" قصف منطقة سكنية بالعاصمة طرابلس؛ ما أسفر عن إصابة عدد من أفراد عائلة واحدة بجروح خطيرة.
جاء ذلك في بيان مقتضب نشره عبر "فيسبوك" المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، التي أطلقتها حكومة "الوفاق" للتصدي لهجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس.
وأضاف البيان: "استهدف الطيران الإماراتي المسير الداعم لمجرم الحرب المتمرد حفتر مباني سكنية بمشروع الهضبة بالعاصمة طرابلس".
وأشار إلى أن القصف أسفر عن إصابات خطيرة بين أفراد إحدى العائلات، مضيفاً أن المصابين "نقلوا لتلقي العلاج اللازم وهم بالعناية الفائقة الآن".
ولم يوضح البيان عدد الطائرات المهاجمة أو عدد المصابين.
وأقرت "غرفة عمليات المنطقة الغربية"، التابعة لقوات حفتر بالهجوم، لكنها قالت، عبر بيان، إن سلاح الجو شن غارات مكثفة على ما وصفتها بـ"تمركزات المجموعات المسلحة في مشروع الهضبة وطريق المطار والخلّة" جنوبي طرابلس.
وبينما تتهم حكومة "الوفاق" الإمارات بدعم هجوم قوات حفتر على طرابلس، نفت أبوظبي في بيانات سابقة تلك الاتهامات.
وأواخر أغسطس/آب الماضي، أقر العقيد فوزي بوحرارة، وهو قائد عسكري ليبي تابع لقوات حفتر، بأن طائرات مسيرة إماراتية شاركت في هجمات استهدفت مدينة غريان جنوب طرابلس.
جاء ذلك في مقطع فيديو نشرته فضائية "فبراير" الليبية عبر حسابها على "فيسبوك"، وجرى تداوله بشكل واسع، تضمن اعترافات بوحرارة، الآمر السابق لغرفة عمليات غريان التابعة لحفتر، بعد أيام من القبض عليه.
وهناك اتهامات لخليفة حفتر والإمارات بدعم الإرهاب في ليبيا
حيث اتهم المجلس الأعلى للدولة بليبيا (هيئة نيابية استشارية)، اللواء متقاعد خليفة حفتر، قائد قوات الشرق الليبي، والدول الداعمة له، بالرغبة في عودة الإرهاب إلى مدينة سرت (شرق)، بعد تطهيرها من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأعلنت قوة حماية وتأمين سرت، تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، تعرض مواقع تابعة لها، الإثنين، لغارات شنها "طيران أجنبي" (لم تحدده)؛ مما أسقط قتيلين، بحسب بيان.
وقال المجلس الأعلى للدولة، في بيان له، إن استهداف قوات حفتر لقوة حماية وتأمين سرت، والتي تقف سداً منيعاً في مواجهة أي تهديد من قبل العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم داعش، يظهر رغبة حفتر والدول التي تقف وراءه (لم يسمها) في عودة الإرهاب لسرت وعموم المنطقة، واستمرارها في توظيف ملف الإرهاب في ليبيا بما يخدم مصالحها.
وتتهم طرابلس دولاً إقليمية، بينها الإمارات، بدعم قوات حفتر، الذي يخوض صراعاً مسلحاً على الشرعية والسلطة في مواجهة حكومة الوفاق.
وأضاف المجلس أنه يتابع بقلق بالغ القصف الجوي الغادر، الذي استهدف قوات الجيش الليبي المكلفة من جانب حكومة الوفاق بحماية وتأمين سرت.
وتابع: "هذا القصف، الذي تسيره غرف عمليات أجنبية على الأراضي الليبية دعماً للعصابات الإجرامية الخارجة عن الشرعية بقيادة المجرم حفتر، يوضح هدفها، وهو في توسيع دائرة الصراع والحروب في ليبيا"، وفق البيان.
ويأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوماً متعثراً للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق.
ومنذ عام 2011، يعاني البلد الغني بالنفط من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حالياً بين حكومة الوفاق وحفتر.
وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دولي للأطراف المعنية بليبيا، لبحث سبل التوصل إلى حل سياسي للنزاع.