زعمت جماعة "الحوثي" اليمنية، السبت، 28 سبتمبر/أيلول أنها نفذت عملية عسكرية كبيرة داخل الأراضي السعودية، أسفرت عن حصار فصيل عسكري سعودي وأسر آلاف.
الحوثي تعلن تنفيذ عملية عسكرية كبرى في السعودية
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم قوات الحوثي يحيى سريع، بحسب ما نقلته فضائية المسيرة (التابعة الجماعة) على تويتر.
فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السعودية، غير أنها عادةً ما تقول إن الحوثيين يدعون عمليات ونجاحات غير حقيقية.
وأعلن سريع إطلاق عملية "نصر من الله" العسكرية الواسعة في محور نجران (جنوبي المملكة)، مشيراً أنها استمرت عدة شهور.
ولم يفصح المتحدث الحوثي عن موعد بدء العملية أو نهايتها، غير أنه أشار إلى الإعلان خلال الأيام القادمة عن المزيد من نتائجها وتفاصيلها.
وقال إن "العملية هي أكبر عملية استدراج لقوات التحالف (العربي) منذ بدء العدوان واستمرت لأشهر عدة".
وأشار إلى "سقوط 3 ألوية عسكرية من قوات التحالف بالكامل واغتنام مئات الآليات والمدرعات خلال العملية بمحور نجران".
وذكر أن "آلافاً سقطوا في الأسر بينهم أعداد كبيرة من قادة وضباط وجنود الجيش السعودي خلال العملية".
وأضاف أن القوات الحوثية "أطبقت الحصار على 3 ألوية من المخدوعين (في إشارة إلى قوات التحالف) وفصيل كامل من الجيش السعودي".
وتحدث عن أنه تم "تدمير وأسر القوات المحاصرة بالكامل، وتحرير مئات الكيلومترات طولاً وعرضاً خلال العملية النوعية في محور نجران".
يأتي ذلك بعد إعلان الحوثي وقف العمليات ضد السعودية
حيث أعلنت جماعة "الحوثي"، مساء الجمعة، 20 سبتمبر/أيلول وقف العمليات الهجومية على السعودية، وطالبوا الرياض بإعلان مماثل.
جاء ذلك في كلمة متلفزة لـ"مهدي المشاط" رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين (أعلى سلطة سياسية)، بثتها قناة "اليمن" بنسختها الحوثية، بمناسبة الذكرى الخامسة لسيطرة الجماعة على صنعاء.
وقال المشاط: "نعلن وقف استهداف أراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة، وننتظر رد التحية بمثلها".
وأكد المشاط على أن جماعته تحتفظ لنفسها بحق الرد، في حال عدم الاستجابة لمبادرته بوقف الهجمات على الرياض.
وأكد على أن "استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد"، وأنها "قد تفضي إلى تطورات خطيرة (لم يحددها) لا نريدها أن تحدث".
وتابع: "نحن على يقين أن الضرر الأكبر من استمرار الحرب لن يكون علينا وإنما على دول العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي)".
ودعا المسؤول الحوثي التحالف بقيادة السعودية إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي، ووقف اعتراض السفن المتجهة إلى البحر الأحمر.
وطالب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجميع الفرقاء إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة، معلناً تجديد العفو العام.
وقال: "ندعو كل المخدوعين من أفراد وقيادات إلى استغلال هذه الفرصة والعودة إلى حضن الوطن وجادة الصواب".
وذكر أن جماعته نفذت ما يقارب 90% من التزاماتها في اتفاق ستوكهولهم الذي توصلت له الأمم المتحدة في السويد أواخر العام الماضي، متهماً الحكومة بعدم تنفيذ التزاماتها.
فيما تتهم الأمم المتحدة الحوثيين من منع إدخال مساعدات للحديدة
حيث منعت جماعة "أنصار الله" (الحوثي) باليمن، برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من إدخال مساعدات للسكان المحاصرين في محافظة الحُديدة غربي البلاد، وفق مصدر عسكري محلي.
وفي تصريح للأناضول، قال العقيد وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي (تابعة للحكومة الشرعية)، إن "ميليشيات الحوثي منعت اليوم، منظمة الغذاء العالمي من توصيل شحنة المساعدات الغذائية لسكان منطقة الدريهمي غربي مدينة الحديدة".
وأضاف أنه "تم الاتفاق سابقاً على أن تقوم القوات المشتركة والحوثيين بالتعاون مع المنظمة لفتح خط آمن لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان مدينة الدريهمي، إلا أن ميليشيات الحوثي تخلفت عن الوفاء بالتزاماتها".
وتابع أن "القوات المشتركة والتحالف العربي قاما بالترتيب لمساعدة المنظمة في إيصال مساعداتها، وأمنا مرورها في المواقع التي تسيطر عليها، إلا أنها تفاجأت برفض الحوثي وتنصلها عن اتفاقياتها السابقة".
ولفت إلى أن "هذه هي المرة الخامسة التي تمنع فيها جماعة الحوثيين وصول المساعدات الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء لسكان المدينة".
ودعا الدبيش المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى "ممارسة الضغط على هذه الجماعة التي تمارس كل أشكال القتل والتنكيل والتجويع والحصار على عامة الشعب اليمني".
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، حسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.