وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2019، على إرسال قوات أمريكية لتعزيز دفاعات السعودية الجوية والصاروخية، بعد تعرض منشأتين تابعتين لشركة أرامكو، لأكبر هجمات على الإطلاق، والتي أنحت واشنطن باللائمة فيها على إيران.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن عملية نشر القوات ستتضمَّن عدداً متواضعاً من الجنود لن يصل إلى آلاف، وإنها ستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وتحدَّث البنتاغون عن خطط للتعجيل بتسليم معدات دفاعية لكلٍّ من السعودية ودولة الإمارات.
وكانت رويترز قد ذكرت من قبل أن البنتاغون يفكر في إرسال بطاريات مضادة للصواريخ، وطائرات مسيرة، ومزيد من الطائرات المقاتلة، كما تدرس الولايات المتحدة أيضاً الإبقاء على حاملة طائرات بالمنطقة لأجل غير مسمى.
مواجهة الطائرات المسيّرة
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في إفادة صحفية: "استجابة لطلب المملكة وافق الرئيس على إرسال قوات أمريكية، ستكون ذات طبيعة دفاعية، وتركز بشكل أساسي على الدفاع الجوي والصاروخي" .
وأضاف أن بلاده "ستعمل أيضاً على التعجيل بتسليم معدات دفاعية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، لتعزيز قدراتهما على الدفاع عن نفسهما" .
من جانبه، قال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن المسؤولين ما زالوا يبحثون أفضل مجموعة من القدرات للدفاع عن السعودية، مشيراً إلى صعوبة التصدي لسرب من الطائرات المسيرة.
وأضاف دانفورد "لن يكون بوسع نظام واحد التصدي لتهديد مثل هذا، ولكن استخدام نظام قدرات دفاعية متعدد المستويات سيحدُّ من خطر أسراب الطائرات المسيّرة أو الهجمات الأخرى التي قد تأتي من إيران" .
وكانت السعودية قد قالت إنها تعرَّضت في المجمل لهجمات من قبل 25 طائرة مسيَّرة من طراز دلتا وينج وصواريخ كروز من طراز "يا علي" .
عقوبات على إيران
ويغلق الإعلان الذي أصدره البنتاغون في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، البابَ أمام أي قرار وشيك لشنِّ هجمات انتقامية ضد إيران، عقب الهجمات التي أدَّت إلى توتر الأسواق العالمية، والكشف عن ثغرات كبيرة في الدفاعات الجوية السعودية، وفقاً لرويترز.
وكان ترامب قد قال في وقت سابق أمس الجمعة، إنه يعتقد أن ضبط نفسه عسكرياً أظهر حتى الآن "قوة"، مع فرضه بدلاً من ذلك سلسلةً أخرى من العقوبات الاقتصادية على إيران.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "لأنَّ أسهل شيء يمكن أن أفعله أن أقول نعم امضوا قدماً. دمّروا 15 شيئاً رئيسياً مختلفاً في إيران.. ولكني لا أتطلع لفعل ذلك إذا كان بوسعي" .
وعلى الرغم من ذلك، فإن إرسال قوات قد يزيد غضب إيران، التي أبدت قلقاً إزاء إرسال الولايات المتحدة قوات في وقت سابق من هذا العام، حيث تنفي طهران مسؤوليتها عن الهجمات على السعودية، والتي تبنّتها جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران.
هجوم شُن من إيران؟
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير، منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات على صادراتها النفطية.
وظلَّ المسؤولون الإيرانيون لأشهر يوجِّهون تهديدات مستترة، قائلين إنه إذا مُنعت إيران من تصدير النفط فلن تستطيع دول أخرى أن تفعل ذلك أيضاً.
ولكن إيران نفت أيَّ دور لها في سلسلة من الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة، ومن بينها تفجير ناقلات في الخليج، وهجمات أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها.
وأشار مسؤولون أمريكيون، تحدثوا لوكالة رويترز شريطة عدم نشر أسمائهم، إلى جنوب غرب إيران بوصفه المنطقة التي شُن منها الهجوم، وهو تقييم اعتمد جزئياً على الأقل على صور مازالت سرية، تظهر على ما يبدو إيران وهي تتأهب لهجوم جوي.
ورفض المسؤولون الأمريكيون ادعاءات الحوثيين بأن الهجمات شُنت من اليمن، وقال أحدهم إن الهجوم ربما أجازه الزعيم الأعلى الإيراني "آية الله علي خامنئي" .
وتشعر الولايات المتحدة بقلق من جرِّها إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، ويوجد لدى أمريكا الآن قوات في سوريا والعراق اللتين تتمتع فيهما إيران بنفوذ قوي، كما تعمل فيهما قوات مدعومة من طهران بشكل علني.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون من احتمال أن يحاول وكلاء إيران مهاجمة القوات الأمريكية هناك، وهو أمر قد يُشعل بسهولة صراعاً إقليمياً أوسع.