أعلنت شركة "تويتر"، اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2019، إلغاء 267 حساباً من الإمارات ومصر، على خلفية ارتباطهما بأهداف واستراتيجيات مشتركة، تستهدف قطر واليمن، وتبالغ في دعم الحكومة السعودية، وأعلنت عن تجميدها لآلاف الحسابات الأخرى.
وجاء ذلك في بيان للشركة نشرته على مدونتها الخاصة، حيث أعلنت أيضاً التجميد المؤقت لحساب سعودي القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأرجعت الشركة الأمريكية تجميد حساب القحطاني، إلى انتهاك سياسات "تويتر"، وذلك بعد نحو عام من عزله من منصب مستشار ولي العهد السعودي، على خلفية قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول في تركيا. ويُعد القحطاني أحد أبرز المتورطين في عملية القتل.
وجاء في البيان: "ألغينا 267 حساباً تأسسوا في مصر والإمارات، من أهدافها استهداف قطر بشكل رئيسي، ودول أخرى مثل إيران، إضافة إلى تضخيم الرسائل الداعمة للحكومة السعودية".
وأضاف البيان أن تحقيقات تويتر "رصدت أيضاً أن هذه الحسابات تم إنشاؤها وإدارتها من قبل شركة (دوت دف)، شركة تكنولوجية تعمل في الإمارات ومصر".
كما أشارت "تويتر"، في بيانها، إلى تجميد حساب "دوت دف" وجميع الحسابات المرتبطة بها بشكل مؤقت، إضافة إلى 4 آلاف و258 حساباً آخر في الإمارات لاستهداف منشوراتها قطر واليمن بشكل رئيسي.
وتابعت: "يستخدم هذه الحسابات غالباً أشخاص وهميون وتغريدات حول القضايا الإقليمية، مثل الحرب الأهلية في اليمن والحوثيين".
فيسبوك تغلق مئات الحسابات
وكانت شركة فيسبوك العملاقة قد اتخذت، في أغسطس/آب الماضي، خطوة مشابهة لما فعلته تويتر.
وقالت فيسبوك إن أشخاصاً مرتبطين بحكومة السعودية أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيفة على فيسبوك، للترويج لدعاية الدولة ومهاجمة الخصوم في المنطقة.
وأشارت إلى أنها أغلقت أكثر من 350 حساباً وصفحة عليها جميعاً نحو 1.4 مليون متابع، في حملة قامت بها فيسبوك لمحاربة "السلوك المزيف المنسق" على منصتها.
وقالت وكالة رويترز، إن دولاً في الشرق الأوسط تلجأ بشكل متزايد إلى مواقع مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، لشنِّ حملات سرية للتأثير السياسي على الإنترنت.
وكشفت رويترز تفاصيل حملة موسعة تدعمها إيران، العام الماضي، كما تواجه الرياض اتهامات باستخدام الأساليب ذاتها لمهاجمة غريمتها قطر، ونشر معلومات غير حقيقية، في أعقاب مقتل خاشقجي.
وأعلنت فيسبوك شنّ حملات على "السلوك المزيف" عدة مرات، لكن نادراً ما تربط البيانات مثل هذه الأنشطة مباشرة بحكومة.
حملة مرتبطة بالحكومة السعودية
وقال ناثانيال جليتشر، مدير سياسة الأمن الإلكتروني في فيسبوك: "بالنسبة لهذه العملية، استطاع محققونا التأكد من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها مرتبطون بالحكومة السعودية".
وأضاف: "في أي مرة تكون هناك صلة بين عملية معلومات وحكومة، يكون ذلك مهماً وينبغي أن يعلم الناس".
وأوضح جليتشر أن الحملة السعودية كانت نشطة على موقعي فيسبوك وإنستغرام، واستهدفت بشكل أساسي دولاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينها قطر والإمارات ومصر وفلسطين.
واستخدمت الحملة حسابات مزيفة، تتظاهر بأنها من مواطني تلك الدول، كما صممت صفحات لتبدو مثل مواقع إخبارية محلية، وقالت فيسبوك إن أكثر من 100 ألف دولار أنفقت على الإعلانات.
وبحسب جليتشر أيضاً، فعادة "ما ينشرون بالعربية عن أخبار المنطقة والقضايا السياسية. ويتحدثون عن أمور مثل ولي العهد محمد بن سلمان وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ونجاحات القوات المسلحة السعودية، ولاسيما في حرب اليمن".
وتتعرض شركات التواصل الاجتماعي لضغوط متزايدة للمساعدة في وقف التأثير السياسي غير المشروع على الإنترنت.
وتزايدت تلك الضغوط بعدما قال مسؤولون في المخابرات الأمريكية إن روسيا استخدمت فيسبوك وغيرها من المنصات للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، ويشعرون بالقلق من أنها ستفعل ذلك مرة أخرى في عام 2020. فيما تنفي موسكو مثل هذه الاتهامات.