أظهرت آخر نتائج فرز أصوات الانتخابات الإسرائيلية، تقدم حزب "أزرق أبيض"، برئاسة بيني غانتس، على منافسه حزب "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمقعدين.
وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن حزب "أزرق أبيض" حصل على 33 مقعداً مقابل 31 مقعداً لحزب "الليكود".
وذكر أن القائمة العربية المشتركة حصلت على 13 مقعداً.
ولفت إلى حصول "شاس" اليميني على 9 مقاعد وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني على 8 مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراه" اليميني على 8 مقاعد وحزب "يمينا (إلى اليمين)" على 7 مقاعد.
وبالمقابل، فقد أشار إلى حصول تحالف "العمل-غيشر" الوسطي على 6 مقاعد وتحالف "المعسكر الديمقراطي" الوسطي على 5 مقاعد.
وما زالت هذه الأرقام غير نهائية، بانتظار النتائج الأخيرة للفرز المتوقعة خلال نهار الخميس.
ما السر في أنه لا يوجد من يعرف الفائز في الانتخابات؟
أدلى ما يزيد قليلا على أربعة ملايين إسرائيلي بأصواتهم في 11 ألف لجنة انتخابية. ويستغرق فرز الأصوات وقتا طويلا لأن الناخبين يدلون بها على الورق.
وبعد يوم من الانتخابات انتهى القائمون على الحصر من فرز ما يقرب من ثلثي الأصوات وحتى الآن تفوق حزب أزرق أبيض بزعامة جانتس بفارق ضئيل على حزب ليكود بزعامة نتنياهو إذ حصل كل منهما على ما يزيد قليلا على مليون صوت.
ومعنى ذلك حصول جانتس على نحو 32 مقعدا ونتنياهو على 31 مقعدا. غير أن النتيجة النهائية قد تختلف. وبدون الأغلبية لا يوجد أمام أي منهما طريق واضح إلى مقعد السلطة.
* هل يوجد صانع ملوك يملك مفتاح نجاح أي منهما؟
يبدو أن وزير الدفاع السابق المستوطن أفيجدور ليبرمان المنتمي لليمين المتطرف هو الشخصية المحورية في المفاوضات.
وليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا علماني متمسك بعلمانيته ومن الصقور فيما يتعلق بالأمن والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد قال إن الخيار الوحيد الذي يؤيده هو تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضم حزبه وحزب ليكود وحزب أزرق أبيض. ووفقا للنتائج الأولية من المنتظر أن يرفع حزب ليبرمان حصته من مقاعد البرلمان إلى مثليها تقريبا بدلا من خمسة مقاعد حاليا. ورغم ذلك فقد سبق أن خطا ليبرمان من قبل خطوات لا يمكن التنبؤ بها.
* ماذا يحدث بعد الحصر النهائي للأصوات؟
سيجري الرئيس الإسرائيلي مشاورات مع كل زعماء الأحزاب لبحث من يفضلونه رئيسا للوزراء ثم يختار من يعتقد أن لديه أفضل فرصة لتكوين ائتلاف.
وسيكون أمام المكلف بتشكيل الحكومة، الذي قد لا يكون بالضرورة زعيم أكبر الأحزاب، مهلة تصل إلى 42 يوما لتشكيلها. وإذا فشل مثلما فشل نتنياهو بعد الانتخابات السابقة في ابريل نيسان فمن الممكن أن يطلب الرئيس من سياسي آخر المحاولة.
* ما طول الفترة التي تسبق تشكيل الحكومة؟
قد يستغرق الأمر أسابيع. فقد استمرت مفاوضات تشكيل الائتلافات في السابق حتى اللحظات الأخيرة. وأيا كان من سيشكل الحكومة المقبلة سيتعين عليه أن يوائم مطالب أحزاب عديدة. ومع ذلك فقد يتم الأمر بشكل أسرع إذا اختار نتنياهو وجانتس التعاون وتشكيل حكومة وحدة سواء بمساعدة ليبرمان أو بدونه.
ودعا نتنياهو اليوم الخميس خصمه بالفعل لتشكيل حكومة وحدة.
* ما شكل الحكومة التي قد تتمخض عنها المفاوضات؟
تحدث مفاجآت وتحالفات غير متوقعة في كثير من الأحيان.
وسيكون من الصعب تشكيل حكومة وحدة بقيادة نتنياهو. فقد استبعد جانتس المشاركة في حكومة مع نتنياهو إذا ما أدين نتنياهو بتهم الفساد.
وقال ليبرمان إنه لن يشارك في ائتلاف يضم الأحزاب الدينية المتطرفة وهي الشركاء الرئيسيون لنتنياهو.
وربما يعمد حزب نتنياهو إلى عزله لتجنب أي اهتزاز في استقرار الحزب ويمهد السبيل لتشكيل ائتلاف بين ساسة آخرين في ليكود وحزب جانتس بما يدفع نتنياهو إلى خارج المشهد السياسي.
* وماذا عن خطة ترامب للسلام؟
سبق أن قال نتنياهو إنه يتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين عقب الانتخابات الإسرائيلية.
لكن ترامب ربما يفضل التريث لمعرفة ملامح الحكومة الجديدة قبل الكشف عن الخطة. ومن المؤكد أن نتنياهو سيواجه صعوبات في حمل حلفائه في اليمين المتطرف على التوقيع علي أي خطة سلام تتضمن تنازلات للفلسطينيين.
وقد أعلن نتنياهو نيته ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لبناء دولتهم فيها. إلا أنه في غياب أغلبية واضحة من أنصاره اليمينيين فمن المستبعد فيما يبدو أن يقدم على هذه الخطوة.
ومن المرجح أن تكون حكومة بقيادة جانتس أكثر استعدادا للتفاوض مع الفلسطينيين.
* وماذا عن مشاكل نتنياهو القانونية؟
من المحتمل أن يكون للمتاعب السياسية التي يعاني منها نتنياهو تأثير كبير على محنته القانونية. فقد أعلن المدعي العام الإسرائيلي نيته توجيه الاتهام لنتنياهو في ثلاثة تحقيقات في الفساد ومن المتوقع أن يوجه له الاتهام رسميا بنهاية 2019.
إلا أن من المقرر عقد جلسة تمهيدية في أكتوبر تشرين الأول يمكن لنتنياهو خلالها الدفاع عن نفسه في مواجهة الاتهامات. وهو ينفي ارتكاب أي مخالفات.
وأشار أنصار نتنياهو من اليمين والأحزاب الدينية إلى تأييدهم لفكرة منحه حصانة برلمانية. لكن من المرجح أن يثير ذلك انتقادات شعبية وأصبح الآن مستبعدا فيما يبدو.
وإذا حدث وأصبح نتنياهو رئيسا للوزراء فلن يلزمه القانون بالتنحي. وليس من المتوقع أن يضغط عليه حلفاؤه اليمينيون والدينيون للاستقالة حتى إذا وجهت إليه اتهامات رسمية. لكنه قد يواجه ضغوطا أكبر على المستويين السياسي والشعبي للاستقالة إذا ما اضطر للدخول في حكومة وحدة وطنية مع جانتس.
وأشار بعض المحللين إلى احتمال إبرام صفقة يتنحى فيها نتنياهو عن المناصب العامة تماما مقابل تخفيف الاتهامات الموجهة إليه.