الكونغرس يقر إنفاق 130 مليون دولار في المنطقة الآمنة بسوريا توافقاً مع تركيا

كشف موقع Al-Monitor الأمريكي عن دعوة الكونغرس الأمريكي، لوزارة الخارجية في مقترح ميزانية صدر يوم الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول، إلى إنفاق 130 مليون دولار في العام المقبل 2020، على استعادة استقرار سوريا، وهو ما يُمثِّل ضربةً لجهود إدارة دونالد ترامب التي تهدف إلى إزالة هذه النفقات من مقترح ميزانية العام المقبل.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/19 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/19 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/ رويترز

كشف موقع Al-Monitor الأمريكي عن دعوة الكونغرس الأمريكي، لوزارة الخارجية في مقترح ميزانية صدر يوم الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول، إلى إنفاق 130 مليون دولار في العام المقبل 2020، على استعادة استقرار سوريا، وهو ما يُمثِّل ضربةً لجهود إدارة دونالد ترامب التي تهدف إلى إزالة هذه النفقات من مقترح ميزانية العام المقبل.

الكونغرس يسعى إلى تقديم مساعداتٍ لاستعادة استقرار سوريا

وحسبما قال الموقع الأمريكي، فإن المقترح الذي قدَّمته لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ يشمل تخصيص 25 مليون دولار لبرامج داخل ما يُسمَّى بالمنطقة الآمنة التي تعمل الولايات المتحدة على إقامتها مع تركيا في شمال شرق سوريا.

وحسب الخطة، أيضاً أكَّد المشرعون على أهمية "تعاون تركيا مع شركاء دوليين ومحليين في جميع جوانب تقديم المساعدة وتوفيرها لجميع السكان داخل المنطقة"، إضافة إلى تقديم خدمات التسجيل وفتح معابر حدودية رئيسية. 

تأتي هذه الخطة التي تم الإعلان عنها بالتوازي مع تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها إنَّ وجود منطقة آمنة موسعة قد يجعلها تستقبل عدداً يتراوح بين مليونين و3 ملايين لاجئ.

وفي كلمة أمام أكاديميين في أنقرة، الأربعاء 18 سبتمبر / أيلول ، قال أردوغان إن تركيا ستتصرف من تلقاء نفسها إذا لم يكن للمنطقة المقرر إقامتها بالتعاون مع الولايات المتحدة في شمال سوريا أي نتائج.

وأضاف "من خلال جعل شرق الفرات مكاناً آمناً وبناء على عمق هذه المنطقة الآمنة، نستطيع إعادة توطين بين مليوني وثلاثة ملايين سوري يعيشون حالياً في بلدنا وأوروبا".

وقال "نريد أن نرى دعماً قوياً من الدول الأوروبية في مسألتي إدلب ومنطقة شرق الفرات. ارتوينا بالكلام ونتوقع أفعالاً".

وقال أردوغان "إذا لم نتمكن من تحقيق السلام في إدلب بسرعة فلن نكون قادرين على تحمل عبء أربعة ملايين سوري يعيشون في تلك المنطقة".

وأضاف "سنبدأ خططنا في غضون أسبوعين ما لم تكن هناك نتيجة نابعة من العمل مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة".

يُذكَر أنَّ الولايات المتحدة سَبَق وأن جمَّدت 230 مليون دولار من مساعداتها لتحقيق الاستقرار في سوريا، لكنَّها تقول إنها جمعت ما يصل إلى 300 مليون دولار للجهود التي يبذلها حلفاؤها وشركاؤها، مثل المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وسيفرض مشروع القانون -إذا جرت الموافقة عليه وتحويله إلى قانون- على إدارة ترامب وضع خطة إنفاق للأموال المخصصة سابقاً.

تأتي خطة المساعدات في فترة تشهد توترات بين أمريكا وتركيا بسبب الملف السوري

وحسبما قال الموقع الأمريكي، فتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أكَّد فيه مسؤولٌ رفيع المستوى في البنتاغون أنَّ إدارة ترامب ستتمكن من التغلب على التوترات بينها وبين تركيا للحفاظ على منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، لكنَّه أشار إلى أنَّ التفاصيل الأساسية حول هذه المساعي لم توضَع حتى الآن. 

فيما صرَّح كريستوفر ماير، الذي يقود الفريق التابع للبنتاغون الذي يهدف إلى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، للصحفيين الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول، بأنَّ المنطقة الناشئة تُركِّز على المدن الواقعة بين مدينتي تل أبيض ورأس العين على طول الحدود السورية مع تركيا. لكنَّ ماير رفض ذِكر عمق المنطقة الذي يعد نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وأنقرة.

وفي السياق نفسه، قال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية لموقع Al-Monitor في الأسبوع الماضي إنَّ وحدات حماية الشعب الكردية تراجعت عن الحدود حوالي 5 كيلومترات و14 كيلومتراً في بعض الأماكن، وتنازلت عن إدارة هذه المناطق لمجالس عسكرية محلية.

لكنَّ ماير ذكر أنَّه على الرغم من إزالة معاقل وحدات حماية الشعب، وإجراء دورياتٍ استطلاعية بطائرات مروحية ودورياتٍ برية، وإنشاء مركز عمليات مشترك يضم قادة عسكريين أمريكيين وأتراكاً، بقيت "قواتٌ أمنية" كردية في المنطقة.

وقال: "تركيا دولةٌ شريكة في حلف الناتو بالطبع. ونحن هنا نتقبل مواقف أحد حلفائنا القائمين منذ فترةٍ طويلة ونعرف كيف نتعامل معه. فهل ستكون هذه عملية سهلة تماماً؟ ربما لا، لكننا نحاول تنفيذ شيء يساعد في طمأنة المخاوف الأمنية الكبرى لدى تركيا".

وأضاف: "هل تُبرَم اتفاقاتٌ خلف الأبواب المغلقة في بعض الأحيان؟ بالتأكيد. ولكن ما نركز عليه هو ما طلبته تركيا سراً وعلانية، وهو تطهير حدودها"، ورفض ماير ذكر مواعيد محددة لتطبيق هذه الآلية مكتفياً بالقول إنَّ معظم العناصر تسير وفقاً "للوقت المحدد".

فضلاً عن استمرار أمريكا في تقديم أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية

ففي الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة تقديم "أسلحة ومركبات مصممة خصيصاً" لقوات سوريا الديمقراطية، حسبما ذكر ماير، مما يمنح تركيا تحديثات شهرية عن حالة هذه المعدات، من أجل تكوين قواتٍ يمكنها التصدي لتنظيم داعش بمفردها، وهذا شرطٌ أساسي وضعته أمريكا للقضاء على التنظيم. 

ولكن في ظل استبعاد احتمالية أن تعزز إدارة ترامب من الوجود الأمريكي في سوريا، تجد القوات التي تدربها الولايات المتحدة ويهيمن عليها الأكراد صعوبةً في احتواء سجناء داعش في مخيم الهول وغيره من مرافق الاحتجاز. 

إذ صرَّح قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي مؤخراً بأنه مستعد لتنفيذ مهمة القضاء على داعش بنفس عدد القوات الأمريكية الموجودة بالفعل في سوريا.

وقال ماير إنَّ الولايات المتحدة تُقدِّم مستشارين لمساعدة شركائها في سوريا في السيطرة على السجناء، لكنَّ حلفاء أمريكا سيحتاجون إلى بذل جهدٍ لتحقيق النجاح، الذي وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه تحدي "أجيال".

وأضاف ماير: "لقد حدث انخفاضٌ كبير في هذه الإمدادات لأنَّ هذه لم تعد عملية قتالية كبرى"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى دعم لوجستي وأشكال أخرى من الدعم من المجتمع الدولي للتعامل مع التهديد المتزايد الذي يُشكله مقاتلو داعش.

في المقابل تحاول تركيا إنهاء النقاش حول المنطقة الآمنة في سوريا

فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيبحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضاً خطط إقامة ما تصفه تركيا بالمنطقة الآمنة على الحدود مع سوريا الممتدة لنحو 450 كيلومتراً من نهر الفرات وحتى الحدود العراقية. وتهيمن وحدات حماية الشعب السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على أغلب تلك المنطقة.

وبدأت الدولتان في تسيير دوريات عسكرية مشتركة في المنطقة لكن أردوغان يقول إن واشنطن تتلكأ في عملية تعتبرها تركيا ضرورية في إبعاد وحدات حماية الشعب، التي صنفتها جماعة إرهابية، عن حدودها.

وحذرت تركيا من أنها ستتصرف بشكل منفرد إذا لم تتم إقامة المنطقة الآمنة هذا الشهر مما زاد من احتمالات قيام أنقرة بثالث توغل عسكري تركي في شمال سوريا في غضون ثلاث سنوات.

وأثار تحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب في سوريا غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وتواجه تركيا تمرداً منذ عقود في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية وتخشى من تزايد القوة العسكرية الكردية على حدودها الجنوبية.

وقال الرئيس "تركيا هي التي تقاتل تلك الجماعات الإرهابية.. نحن شريككم في حلف شمال الأطلسي. تعطونهم أسلحة مجاناً لن تبيعوها بالمال لحليفتكم" في إشارة لتزويد الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب بالأسلحة.

وتدعم روسيا وإيران الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة جماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة به. وساندت كل من الولايات المتحدة وحلفاء عرب وأوروبيين وتركيا جماعات مختلفة من المعارضة المسلحة.

واستعاد الأسد السيطرة على أغلب الأراضي التي خسرها في المراحل المبكرة من الصراع الدائر منذ أكثر من ثماني سنوات وتعهد باستعادة كل شبر من البلاد بما يشمل محافظة إدلب في شمال غرب البلاد التي تخضع لسيطرة مقاتلين متشددين أجانب وسوريين مع بعض جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة.

وتقول تركيا إنها أنفقت 40 مليار دولار حتى الآن على استضافة السوريين وتصف اتفاقاً أبرمته مع الاتحاد الأوروبي لتزويدها بستة مليارات يورو لدعم تلك الجهود بأنه غير كاف وتنفيذه بطيء للغاية وهي رسالة سوف يكررها للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الأمم المتحدة.

علامات:
تحميل المزيد