نقل موقع Middle east eye عن مسؤول مخابرات عراقي كبير أن الضربات التي شلت صناعة النفط السعودية، صباح السبت 15 سبتمبر/أيلول، ما أجبرها على خفض إنتاجها من النفط الخام إلى النصف، تم بواسطة طائرات إيرانية أُطلقت من قواعد الحشد الشعبي في جنوب العراق.
إيران تستهدف السعودية من الأراضي العراقية
وقال المسؤول إن الهجمات على المنشأتين الرئيسيتين في أرامكو شرقي المملكة العربية السعودية، كانت رداً على الغارات الإسرائيلية بطائرات من دون طيار على قواعد لعناصر إيرانية محسوبة على الحشد الشعبي في أغسطس/آب، والتي تم تنسيقها وتمويلها من قبل السعوديين.
وقال: "يأتي الهجوم الأخير لسببين: رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة وحلفائها مفادها أنه طالما استمر حصارها لإيران فلن يحظى أي شخص بالاستقرار في المنطقة، أما السبب المباشر الثاني فهو الانتقام الإيراني القوي من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي شنتها الطائرات بدون طيار على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في سوريا وضد قواعد الحشد الموالية لإيران".
وأضاف المسؤول: "هذه الهجمات الإسرائيلية للطائرات بدون طيار كانت مدعومة ومموّلة من قبل السعوديين. وهذا هو السبب في أن الهجوم الأخير كان الأكثر دماراً، في حين أن الهجمات السابقة كانت أكثر رمزية وألحقت أضراراً طفيفة".
يُذكر أنه في أغسطس/آب، تم إطلاق 5 هجمات بطائرات بدون طيار على ميليشيا الحشد التي درّبتها إيران في قواعد كردية خاضعة لسيطرة المناطق التابعة للقوات الديمقراطية السورية شمال شرق سوريا، حسب ما أوردته "الشرق الأوسط" في ذلك الوقت.
وقد ضربت الطائرات بدون طيار قواعد ومخازن أسلحة وقافلة تابعة لحشد الشعبي، ما أسفر عن مقتل مقاتل وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وقالت المخابرات العراقية إن الضربات خُططت عندما زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، قوات سوريا الديمقراطية في سوريا خلال يونيو/حزيران.
طائرة بدون طيار شوهدت فوق قصر الكويت
ورفض مسؤول المخابرات العراقية تحديد القواعد التي أطلقت منها طائرات السبت.
وقد أكد المسؤول العراقي أن المسافة بين جنوب العراق وحقول النفط السعودية كانت تقارب نصف المسافة التي كان يجب أن تطيرها الطائرات بدون طيار لو تم إطلاقها من قواعد الحوثيين في شمال اليمن.
وقال إن الطائرات بدون طيار طارت ما بين 500 كيلومتر و600 كيلومتر، أما لو كانت قد أطلقت من قواعد الحوثيين فكان يتعين عليهم تغطية مسافة تتراوح بين 1100 كيلومتر و1300 كيلومتر.
وقد كان مسار طيران الطائرات بدون طيار المتجه جنوباً غرباً من العراق إلى حقول النفط الشرقية بالمملكة العربية السعودية، إما أنه سيتجه عبر البحر أو عبر المجال الجوي الكويتي.
لذلك، فحسبما ذكرت وسائل الإعلام الكويتية يوم السبت أن طائرة بدون طيار بطول ثلاثة أمتار كانت تحلق فوق قصر دار سلوى وسط مدينة الكويت، كانت نتاجاً طبيعياً لعبور الطائرات المسيّرة المجال الجوي الكويتي.
وقالت صحيفة "الراي" إن طائرة بدون طيار طولها ثلاثة أمتار، جاءت من البحر، نزلت على ارتفاع 250 متراً فوق القصر.
تصريحات رجل الاستخبارات تؤكد انفراد عربي بوست
كانت مصادر خاصة لـ "عربي بوست" كشفت أن الهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي البلاد، يعد "أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير"، وتم عبر تنسيق مباشر بين الحوثيين "أنصار الله" وقوة "حزب الله" العراقي، وذلك في أول استهداف حقيقي للأمن القومي السعودي من الأراضي العراقية.
يأتي هذا في الوقت الذي نفت فيه بغداد في بيان رسمي استخدام أراضيها لشن هذا الهجوم، وأكد البيان التزام الحكومة بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه.
طائرات مسيرة من البصرة
وأوضحت تلك المصادر المقربة من "قوة حزب الله العراقي" والتي رفضت الكشف عن اسمها، أنّ ثلاث طائرات مسيرة من طراز "رقيب"، التي يصنعها "حزب الله" العراقي، انطلقت من مدينة البصرة جنوبي العراق، وتحديداً من صحراء السماوة التي تقع إلى الغرب من البصرة.
وباتت مناطق الجنوب العراقي معقلاً للميليشيات والجماعات المسلحة الإيرانية، بعد أن تحولت المحافظة إلى مقاطعة تُدار من قبل هذه الميليشيات التي تتلقى توجيهاتها من إيران مباشرة.
وأضافت المصادر أن الطائرات المسيرة حملت رؤوساً متفجرة استهدف فيها ستة معامل للنفط في محافظة بقيق، وانطلقت بحسب ما أكده المصدر عند الساعة 5:45 فجراً من الأراضي العراقية باتجاه الأراضي السعودية.
وأنكرت الحكومة العراقية أن يكون الهجوم قد شُن من أراضيها، وقالت في بيان: "ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المُسيرة".
في حين قالت أمريكا إن مصدر الطائرات ليس اليمن
حيث قال مسؤول أمريكي كبير، الأحد، إن نطاق ودقة الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين يظهران أنها لم تكن من تنفيذ الحوثيين، وأنها جاءت من اتجاه غربي-شمالي غربي وليس اليمن في الجنوب.
وقال المسؤول لرويترز: "لا يوجد شك في أن إيران مسؤولة عن هذا. مهما تحاول أن تغير ذلك، لا مجال للهروب. لا احتمال آخر. الدليل يشير إلى أنه لا يوجد اتجاه آخر غير مسؤولية إيران عن هذا".
في المقابل نفت إيران مسؤوليتها عن القصف
حيث نفت إيران اتهامات أمريكية لها بتنفيذ هجمات على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو السعودية تنذر بتعطيل إمدادات الطاقة العالمية، كما حذرت طهران، الأحد، من أن القواعد وحاملات الطائرات الأمريكية بالمنطقة تقع في مرمى صواريخها.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن هجوم أمس السبت الذي عطل أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط أي أكثر من 5% من الإمدادات العالمية. لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتهم إيران التي تتحالف مع جماعة الحوثي، بشن الهجوم.
ومن المتوقع أن يدفع الهجوم بطائرات مسيّرة على منشأتين، إحداهما أكبر معمل لتكرير الخام في العالم، أسعار النفط للارتفاع بما بين 5 و10 دولارات للبرميل يوم الاثنين مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وفي تصريحات للتلفزيون الحكومي، نفى عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاتهامات الأمريكية ووصفها بأنها "فارغة". وحذر قائد بارز بالحرس الثوري من أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لحرب "شاملة".
وقالت شركة أرامكو السعودية الحكومية إن الضربات خفضت إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يومياً، في الوقت الذي تستعد فيه أرامكو لطرح أوليّ عام لأسهمها في البورصة من المتوقع أن يكون الأكبر في العالم.