اتفاق تركي روسي إيراني على قائمة اللجنة الدستورية لسوريا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019، عن الموافقة على قائمة اللجنة الدستورية السورية، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة، وموسكو، وطهران، اتفقت على مباشرة اللجنة لأعمالها في أقرب وقت.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/16 الساعة 18:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/16 الساعة 18:20 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني - رويترز

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019، عن الموافقة على قائمة اللجنة الدستورية السورية، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة، وموسكو، وطهران، اتفقت على مباشرة اللجنة لأعمالها في أقرب وقت. 

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد بعد قمة ثلاثية جمعت رؤساء تركيا، وروسيا، وإيران، في مدينة أنقرة، لمناقشة الملف السوري، والتطورات الأخيرة في إدلب التي شهدت تصعيداً كبيراً من قبل نظام بشار الأسد وحليفته روسيا. 

وقال بوتين إنه تم اتخاذ قرار تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا في هذه القمة، مشيراً إلى أنه "يجب أن تبدأ اللجنة عملها بشكل فوري في جنيف"، وأضاف أنه تمت الموافقة على لائحة اللجنة. 

وكانت قائمة أعضاء اللجنة الدستورية محل خلاف دائم، حيث من المفترض أن تتألف من ثلث الأعضاء التابعين للنظام، وثلث للمعارضة، وثلث آخر من ممثلين عن المجتمع المدني، وهذا الثلث الأخير كان جوهر الخلاف. 

ومن جانبه، حث الرئيس التركي أردوغان على ضرورة بدء اللجنة الدستورية لعملها، وقال: "اللجنة ستبدأ أعمالها في جنيف على الفور ويمكنني القول إنه لم تبق عوائق أمام عملها".

وبدوره قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إنه تم "تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا بالكامل"، لكن بينما قال بوتين إن هدف اللجنة صياغة دستور جديد لسوريا، قال روحاني: "ونأمل أن تبدأ اللجنة عملها في أسرع وقت ممكن وأن تشرع في تدقيق الدستور".

المنطقة الآمنة

ومن ناحية ثانية، شدد أردوغان في تصريحاته أيضاً على ضرورة إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، وقال في هذا الصدد: "هدفنا النهائي منع تقسيم سوريا من خلال إنشاء ممر للسلام في شمال البلاد"، مؤكداً أنه ينبغي التركيز على العودة "الآمنة والطوعية" للسوريين إلى بلادهم. 

واعتبر أردوغان أن "ممر السلام" ضمن المنطقة الآمنة المُزمع إنشاؤها في شرق الفرات، سيمكن من إعادة نحو 3 ملايين لاجئ سوري إلى تلك الأراضي. 

وأعرب عن استعداد تركيا لبناء مناطق سكنية جديدة للسوريين الراغبين بالعودة، وقال: "نحن في تركيا على استعداد للاضطلاع بجميع المسؤوليات المتعلقة بهذا الصدد".

وتريد تركيا إقامة منطقة آمنة شرق الفرات، بعد طرد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية من المنطقة، وتتلقى هذه القوات دعماً من أمريكا، فيما تعتبرها أنقرة إرهابية. 

وقال أردوغان إنه تم القضاء في سوريا على تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأضاف أن "الخطر الرئيسي الآن هو وحدات حماية الشعب الكردية".

مسار أستانا

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، قال بوتين إن بلاده وضعت مع تركيا وإيران "أساس الحل الدائم في سوريا"، بحسب تعبيره، واعتبر أن مسار أستانا حول سوريا، بضمانة روسيا وتركيا وإيران، يعد "الآلية الأكثر فعالية التي تساهم في عملية إيجاد حل بسوريا".

وفي ذات السياق، قال أردوغان: "أعتقد أن قمة أنقرة ستدفع بمسار أستانا خطوة جديدة ومتقدمة نحو الأمام، ومسار أستانا يعتبر المبادرة الوحيدة القادرة على إيجاد حلول مجدية وملموسة لإخماد الحريق المشتعل في سوريا".

وأضاف: "نحن متفقون تماماً على الحفاظ على وحدة سوريا السياسية ووحدة ترابها والحفاظ على السلام ميدانياً وإيجاد حل سياسي دائم للنزاع، وسنتناول في القمة مستجدات الأوضاع في إدلب وشرق الفرات وما آلت إليه الأمور في المسار السياسي ووضع اللاجئين".

التصعيد في إدلب

وفيما يتعلق بإدلب، أعرب بوتين عن قلقه من الوضع في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب (شمال غرب) ومنطقة شمال شرق سوريا، وقال إنه تم الاتفاق مع أردوغان على اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر في إدلب، دون أن يكشف عنها. 

وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها لاتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.

إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/أيلول 2018 بمدينة سوتشي الروسية على تثبيت "خفض التصعيد".

كما أسفرت الهجمات عن نزوح نحو مليون و42 ألف مدني إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية.

تحميل المزيد