اعتذر الشيخ حمزة يوسف، أحد العلماء المسلمين البارزين في أمريكا، عن "أيِّ ألم تسبَّب فيه" بعد التعليقات التي أدلى بها عن اللاجئين السوريين، في شريط فيديو يعود تاريخه إلى عام 2016، والذي ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذكر موقع Middle East Eye البريطاني، أنه في بيان مصوَّر مدته 10 دقائق، صدر الجمعة 13 سبتمبر/أيلول 2019، قال يوسف إنه "من البغيض" الاعتقاد أنه كان بإمكانه السخرية من أولئك الذين تأثروا بالعنف في سوريا.
وقال: "أطلب المغفرة من أي شخص أساء فهم ذلك وشعر بالإهانة (يقصد تعليقاته)، لأن هذه لم تكن نيتي أبداً" .
حمزة يوسف يثير غضب السوريين
وظهر يوسف في الفيديو الذي أثار الغضب وهو يضحك، قبل أن يقول: "كيف تبدو لكم تلك الثورة؟"
ويضيف في التسجيل الذي صُور في إحدى المحاضرات الصوفية في تركيا منذ 3 سنوات: "هل تعلمون ما هو شعار الثورة السورية؟ (الشعب السوري ما بينذل)" . هذا كان شعارهم، كانوا جميعاً يصيحون به في الشوارع، الآن كل هؤلاء الأبرياء الفقراء يتذللون إلى غير المسلمين ليسمحوا لهم بدخول بلادهم، إنهم يفرون عبر المحيطات بالقوارب. إن الله قادر على إذلال من يشاء" .
وأضاف في إشارة إلى الانتفاضة السورية ضد بشار الأسد، التي خلَّفت ما لا يقل عن 400 ألف قتيل "من أهان السلطان أهانه الله" .
قبل أن يعود للاعتذار و "الندم"
وفي المقابل قال يوسف في بيانه الجمعة: "لقد تطرّقت بالحديث إلى منطقة أعتقد أنني أشعر بالندم لخوضي فيها"، مضيفاً أنه لم يكن ليسخر أبداً من المشاكل التي يواجهها الشعب السوري.
"أكثر ما أزعجني هو أن مقطع الفيديو كان يحمل عنواناً يشير إلى سخريتي من الضحايا… هذا من أكثر الأشياء التي نراها في حياتنا ظلماً" .
كانت ردود الأفعال على اعتذاره، الذي يبدو أنه كان مدفوعاً بموجة من الغضب بسبب تعليقاته على سوريا، سريعة.
فعبر مواقع التواصل الاجتماعي كان هناك بعض الذين رحَّبوا ببيانه، لكن آخرين رفضوا قبول هذا البيان كاعتذار.
وقال رجا عبدالحق، المدير التنفيذي لمجلس القيادة الإسلامية في نيويورك: "المشكلة ليست في إيذاء مشاعر الناس، المشكلة تكمن في نهجه المنظم في تقويض نضال المسلمين من أجل الكرامة" .
تحليله للثورة السورية هو المشكلة
وأوضح عبدالحق لـMiddle East Eye: "لم تكن تصريحاته المثيرة للمشاكل بشأن سوريا وفلسطين عَرَضية، إنها تتماشى مع نهجه في التعامل مع القضايا التي تمسّ العلاقة بين المظلومين والظالمين، ويتجلَّى ذلك في علاقته الوثيقة جداً بالإمارات العربية المتحدة، التي تقود القوى المعادية للثورة في الشرق الأوسط" .
"إن تحليله السياسي والديني للثورة السورية هو المشكلة، وليس فقط إيذاءه لمشاعرنا بما أطلق عليه السخرية من اللاجئين، مشكلتنا ليست أنه يسخر من اللاجئين، مشكلتنا هي أنه يعطي غطاءً دينياً لجرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري" .
وقد تعرَّض يوسف في السابق لتدقيق شديد من قبل المسلمين الأمريكيين، بسبب ارتباطه الوثيق بحكومة الإمارات العربية المتحدة، وصمته إزاء الحظر الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
في يونيو/حزيران، أعلن عن انضمام يوسف إلى لجنة جديدة، وهي لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف التابعة لوزارة الخارجية، وهي الخطوة التي أثارت المزيد من الغضب لدى المسلمين الأمريكيين.
وفي الجزء الأخير من بيانه قال يوسف: "كان هناك أشخاص يتطلعون إلى الاستفادة من أي خطأ ارتكبته" . وأضاف: "آمل فقط أن يجد الناس مرة أخرى في قلوبهم مكاناً للمغفرة، هذا ما أشعر أننا بحاجة إليه أكثر من أي شيء آخر" .