كشف موقع Stuff النيوزيلندي، عن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية، أنه في عام 2017، سحبت الولايات المتحدة من روسيا مصدراً مهماً تابعاً لوكالة الاستخبارات المركزية، كان قد قدَّم معلومات عن تدخل الكرملين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
واشنطن تسحب عميلاً مهماً لها في روسيا
وحسب الموقع النيوزيلندي، فقد جاءت تلك العملية، التي عُرِفت باسم "هروب تسلّلي"، في أعقاب مخاوف متزايدة بين المسؤولين الأمريكيين من أن تكتشف الحكومة الروسية هذا الشخص، الذي لم تعرف هويته.
وقال المسؤولون الحاليون والسابقون، الذين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويّاتهم، إن عملية إخراج الجاسوس حدثت في وقتٍ ما بعد اجتماع انعقد في المكتب البيضاوي، في مايو/أيّار 2017، حين كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلومات سرية للغاية بشأن مكافحة الإرهاب، إلى وزير الخارجية الروسي وسفير روسيا في الولايات المتحدة.
وبحسب المصادر، أثار هذا الكشف قلق المسؤولين الأمنيين في الولايات المتحدة، لكن ذلك لم يكن السبب وراء قرار إخراج عميل وكالة الاستخبارات المركزية.
أوردت شبكة CNN الأمريكية أنباء سحب الجاسوس لأوّل مرّة، فيما رفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق.
وقد كان دوره كشف تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وطالما كان المسؤولون الأمريكيون يشعرون بالقلق من احتمال تعرض المصادر الروسية لخطر الانكشاف منذ خريف عام 2016، حين أكدت إدارة أوباما لأول مرة أن روسيا سرقت رسائل بريد إلكتروني صادرة عن اللجنة الوطنية الديمقراطية، وعن حساب رئيس حملة هيلاري كلينتون، جون بوديستا، ونشرتها علناً.
وفي أكتوبر/تشرين الأوّل 2016، قالت وزارة الأمن الداخلي ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية في بيان مشترك، إن وكالات الاستخبارات "واثقة من أن الحكومة الروسية أدارت" حملة القرصنة.
وجاء في البيان "نعتقد أن كبار المسؤولين في روسيا هم وحدهم الذين يمكنهم التصريح بهذه الأنشطة" .
وذكرت صحيفة The Washington Post أن المسودات السابقة للبيان اتّهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الإشارة إلى اسمه، ولكن أُزيلت الإشارة إليه لاحقاً خوفاً من أن يحمل ذلك خطورة على المصادر والأساليب المتّبعة للخطر.
ولا أحد يعرف حتى الآن أين يقيم الجاسوس الروسي الذي تم سحبه
وفي يناير/كانون الثاني 2017، نشرت إدارة أوباما تقييماً مفصلاً، ألقت اللوم بشكل لا لبس فيه على الكرملين، وخلصت إلى أن "بوتين أمر بحملة نفوذ"، وأن هدف روسيا كان تقويض الثقة في العملية الديمقراطية الأمريكية، والإضرار بفرص كلينتون في الفوز.
وقال مسؤول أمريكي: "هذا عملٌ رائع للغاية لمجتمع المخابرات، إذ إنه أكثر تحديداً بكثير مما تراه عادة، ومن المتوقع للغاية أن تُخضِع أجهزة الاستخبارات الروسية جواسيس المخابرات الأمريكية المحتملين في البلاد لمستوى أعلى من التدقيق" .
وتابع المسؤول أنه: "من المحتمل جداً أن يكون جهاز المخابرات الأمريكي وضع في الحسبان بالفعل إخراج أي جواسيس أمريكيين من البلاد، ممن كانوا بصدد الخضوع لمستويات متزايدة من التدقيق" بعد نشر التقييم. وقال المسؤول إن جزءاً من الأمر كان يعتمد على اعتراض الاتصالات والذكاء البشري، وإن الروس "سيُجرون بلا شك مراجعة بشأن مَن كانوا في دائرة بوتين المقرّبة ولديهم فرصة للوصول إلى المعلومات" .
في العام الماضي، سافر عملاء روس إلى إنجلترا، واستخدموا غاز الأعصاب لمحاولة قتل الضابط السابق في المخابرات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، الذي أصبح جاسوساً بريطانياً، بحسب ما يشير إليه مسؤولون أمريكيون وبريطانيون. وفي عام 2006، قتل عملاء روس ضابط المخابرات السابق ألكسندر ليتفينينكو في لندن، بوضع مادة مشعة في الشاي، وذلك بحسب تحقيق بريطاني.
قال المسؤولون الحاليون والسابقون إن عملية الهروب التسللي هي عملية منهجية لم يثرها عادةً حدثٌ واحد؛ إذ يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لترتيب شؤون الجاسوس، وربما أفراد الأسرة، كي يخرج سراً من البلاد ويُعاد توطينه.
وأوضح أحد كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين أنَّ العمل جاسوساً أو عميلاً أمرٌ خطيرٌ، ومع ازدياد خطر الانكشاف "ليس من المفاجئ أن يتم إخراج هؤلاء الأشخاص، وهذا هو الخبر السار" .
وتجدر الإشارة إلى أن الموقع الحالي للجاسوس الروسي ليس معروفاً.