قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، إن الولايات المتحدة تعطل تنفيذ اتفاق لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا وأعلن مجدداً استعداد أنقرة للتحرك على نحو منفرد إذا اقتضى الأمر لطرد المقاتلين الأكراد.
واتفق البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي على إقامة ما تطلق عليه أنقرة منطقة آمنة على طول الحدود الجنوبية لتركيا وطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من هناك. ونفذت الدولتان أول دورية برية مشتركة في المنطقة يوم الأحد 8 سبتمبر/أيلول 2019.
تركيا تريد العمل مع أمريكا لكن "صبرها ينفد"
وتريد تركيا، التي تصنف وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية، أن يتسع نطاق العمليات بسرعة إلى مسافة 32 كيلومتراً بعيداً عن حدودها وبالتالي إقامة منطقة تسيطر عليها قواتها.
وقال جاويش أوغلو إن بلاده تريد العمل مع الولايات المتحدة لكن صبرها ينفد، وأضاف للصحفيين "نعم هناك بعض الدوريات المشتركة، لكن فيما عدا ذلك فإن الخطوات التي اتُخذت أو التي قيل إنها اتُخذت ليست سوى خطوات شكلية".
وتابع في أنقرة "نحن نرى أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة تعطيل.. وتحاول حمل تركيا على الاعتياد على عملية التعطيل هذه".
وقال الوزير كذلك إن نهج الولايات المتحدة حتى الآن يخدم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا أكثر مما يخدم تركيا.
وكانت الوحدات الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأثار الدعم الأمريكي لمقاتليها غضب تركيا وتسبب في توتر العلاقات بين البلدين.
جاءت تصريحات الوزير بعدما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان في مطلع الأسبوع أن تركيا ترفض حماية واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية مضيفاً أن البلدين الحليفين يواجهان خلافات "في كل خطوة" من محادثات المنطقة الآمنة.
وأضاف أردوغان أن تركيا ستتحرك بمفردها ما لم تتم إقامة المنطقة الآمنة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول وهو تحذير كرره جاويش أوغلو الثلاثاء.
خاصة مع تدفق موجة مهاجرين جديدة
زادت حدة القتال في إدلب بشمال غرب سوريا في الأسابيع القليلة الماضية مما عزز مخاوف بشأن موجة أخرى من اللاجئين الفارين إلى تركيا.
وقال أردوغان إن تركيا ترغب في إعادة مليون من بين 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم بلاده إلى المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سوريا. وحذر من أن أنقرة سوف "تفتح البوابات" إلى أوروبا إذا لم تحصل على دعم دولي.
وقال خلال غداء مع وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس اليوم الثلاثاء إن تركيا لا يمكنها تحمل موجة هجرة جديدة من سوريا.
وأضاف "ننتظر من الولايات المتحدة أن تساندنا في حربنا على الإرهاب وجهود إقامة مناطق آمنة يمكن أن يعود اللاجئون لها".
وأشار إلى أن أنقرة "تقدر بشدة" تعاونها مع واشنطن في سوريا.
وقال "إرسال 50 ألف شاحنة من المعدات والذخيرة حتى الآن إلى الإرهابيين يزعجنا. ضد من ستستخدم هذه (الأسلحة)؟ ضد تركيا. لا يمكننا قبول ذلك كشريك استراتيجي".