قال مسؤول يمني، الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2019، إن مسؤولين من الحكومة بدأوا محادثات غير مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين الذين تدعمهم الإمارات في مدينة جدة السعودية بهدف إنهاء القتال في عدن وغيرها من محافظات جنوب اليمن.
وأشارت وكالة رويترز إلى أن مسؤولاً إماراتياً صرّح في وقت سابق بأن بلده على ثقة بأن اجتماع جدة سينجح في توحيد الجانبين ضد ما أطلق عليه الانقلاب الحوثي.
لا حوار مع الانفصاليين الجنوبيين
غير أن وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري شدد، الأربعاء، على رفض الحكومة الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي "تحت أي ظرف كان"، مؤكداً أن التفاوض لن يكون إلا مع الإمارات "إن أرادت".
وقال الميسري في تسجيل صوتي حصلت الأناضول على نسخة منه: "لم ولن يتم أي حوار مع المجلس الانتقالي، باعتباره أداةً عسكرية مع الإماراتيين، والحكومة لن تحاور أو تفاوض إلا صاحب تلك الأدوات، وليس الأدوات نفسها".
وتأتي تصريحات الميسري عقب وصول وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول، إلى جدة، استجابة لدعوة الرياض للحوار مع الحكومة اليمنية، إثر التطورات الأخيرة في جنوبي اليمن.
وأكد الوزير أن الحكومة اليمنية "ستعود إلى عدن لا محالة، سواء كان ذلك بالسلم أو بالحرب"، وأن الجيش الوطني "مستعد للقيام بالمهمة".
وجدّد الميسري اتهام الإمارات بقصف قوات الجيش في منطقة العلم، بين محافظتي أبين وعدن جنوبي البلاد، وقال إن ذلك تم "تحت مبررات واهية وكاذبة".
والخميس الماضي سيطر الانفصاليون على المحافظتين بدعم من طيران إماراتي استهدف مواقع للجيش اليمني؛ ما أسفر عن سقوط نحو 300 بين قتيل وجريح، حسب بيان لوزارة الدفاع اليمنية.
وأقرّت الإمارات بشن تلك الغارات، لكنها برّرت ذلك بأنها استهدفت "مجموعات إرهابية مسلحة" رداً على مهاجمتها قوات التحالف في مطار عدن.
والثلاثاء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، دعمه الدعوة التي وجهتها السعودية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لحضور حوار جدة.
بعد فشل الحوار الأول الذي دعت إليه السعودية
وفي 20 أغسطس/آب الماضي وصل وفد المجلس الانتقالي إلى جدة، استجابةً لدعوة الرياض للتفاوض مع الحكومة اليمنية الشرعية، غير أنه غادر بعدها بيومين دون إجراء الحوار.
وأرجع مصدر حكومي يمني حينها، للأناضول، مغادرة وفد الانتقالي إلى فشل إجراء المشاورات مع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، بسبب عدم التزام "الانتقالي" بشرط الحكومة المتمثل في انسحاب قواته من المواقع والمرافق الحكومية التي سيطرت عليها في مدينة عدن، قبل منتصف أغسطس/آب الماضي.
وتشهد المحافظات اليمنية الجنوبية حالياً، اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي، الذي يُطالب بانفصال الجنوب، وقوات الحكومة الشرعية.
وللعام الخامس على التوالي يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.