استمعت المحكمة إلى حادثة خضوع الموظفين الملكيين في بريطانيا، للحجر الصحي، بعد إرسال أحد المتعصبين للعرق الأبيض رسالة تحتوي على سم زائف إلى الملكة إليزابيث.
وبناءً على ذلك، أُطلقت إجراءات الحماية من الأخطار الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، بعد أن أرسل مَن يسمى بـ"قاتل المسلمين"، طرداً مُرفقاً برسالة تقول: "المهرجون آر قادمون إليك"، بحسب ما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الإثنين 2 سبتمبر/أيلول 2019.
إقرار بالذنب
واستمعت محكمة أولد بيلي البريطانية إلى واقعة إرسال ديفيد بارنهام (36 عاماً) رسائل مماثلة تحتوي على مسحوق أبيض إلى تريزا ماي، رئيسة الوزراء في ذلك الحين، واثنين من الأساقفة ووزارة الداخلية في أكتوبر/تشرين الأول 2016، في إشارة واضحة لأنباء حول شن مجموعة من الأشخاص في زي مهرجين مجموعة من الهجمات.
وظل سكَّان أحد القصور الملكية، الذي يُعتقد أنه قصر باكنغهام، في حالة من القلق حول صحتهم وسلامة زملائهم، وفُصل بعضهم عن بقية الموظفين لساعات لحين الانتهاء من تحديد المادة التي احتوت عليها الرسالة.
واستمعت المحكمة أيضاً لاتهام بارنهام بنشر الرعب والقلق من خلال حملة كراهية "يوم عقاب المسلمين".
وعبَّر أيضاً اللورد حسين من حزب الديموقراطيين الأحرار، عن "صدمته الكاملة" من تلقيه إحدى الرسائل السامة، التي أُعيد إرسالها إلى عنوانه من مجلس اللوردات بينما كان مريضاً.
وكتب في بيان عن مدى تأثر الضحية الذي قُرِأ في المحكمة: "بينما كنت أقرؤها للمرة الأولى، شعرت بصدمة كاملة مما تحتويه إلى جانب الخوف، لا على نفسي وحسب؛ بل على أسرتي ومنزلي وجميع المسلمين الآخرين".
وأضاف: "لقد عشت في هذه البلد لمدة 47 عاماً، ولم أر أو أقرأ من قبل أي شيء كهذا".
وأقر بارنهام، من مدينة لينكولن، بأنه مذنب بـ 15 جريمة تتعلق بمئات الرسائل المكتوبة بين يونيو/حزيران 2016 ويونيو/حزيران 2018.
واعترف بارنهام أيضاً بالتشجيع على القتل، وإعداد خدع تحتوي على مواد ضارة وقنابل، وإرسال رسائل بهدف التسبب في الذعر، وتشجيع الجرائم.
واستمعت المحكمة لادعاءات بارنهام بأنه لم يتذكر كتابة خطاب للملكة.
رسائل وصلت لمسؤولين
وكانت أنشطة بارنهام قد اجتذبت اهتمام السلطات لأول مرة في يوليو/تموز 2016 عندما اعتُرضت سبع رسائل في مركز بريد مدينة شيفيلد، وُوجد أنها تحتوي على مسحوق أبيض غير ضار.
واكتُشف أن إحدى عشرة رسالة أخرى قد وصلت إلى وجهتها بالفعل.
واحتوت أيضاً رسالة موجهة إلى ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء السابق، على كلمتي "الله أكبر"، فيما احتوت رسائل إلى نواب البرلمان والمساجد على "الباكستانيون خنازير".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، نصت المزيد من الرسائل التي تحتوي على مسحوق أبيض على أن "المهرجين آر قادمون إليك"، وكان من المخطط أن تُرسل إلى الملكة ورئيسة الوزراء.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، أرسل بارنهام رسالة إعجاب إلى ديلان روف، وهو متعصب للعرق الأبيض مسؤول عن إطلاق النار على تسعة سود من أبناء الأبرشية، وقتلهم في مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية.
وقال روف: "أردت فقط أن أشكرك على فتح عيني. منذ أن أطلقت ما أطلق عليه "تطهيراً"، شعرت بشعور مختلف حول ما يمكن أن تطلق عليه "الوعي العرقي"".
رسائل إلى المساجد
وفي فبراير/شباط 2007، أُرسلت رسائل إلى عدد من المساجد والمراكز الإسلامية حول البلاد.
واحتوت الرسالة المرسلة إلى مسجد شارع بيركلي في مدينة هال على رسمٍ لسيف مع صليب معقوف يقطع رأس شخص ما، مع كلمات "ستُذبحون قريباً جداً". وترك الكاتب توقيع: "قاتل المسلمين".
وفي 2018، أرسلت سلسلة من رسائل "يوم عقاب المسلمين" مكتوبة على آلة كاتبة إلى عدد كبير من الناس، تشجع على العنف في يوم 3 أبريل/نيسان 2018، الموافق لعيد ميلاد روف.
وقد أُلقي القبض على بارنهام من خلال الحمض النووي، وخط اليد والبصمات الموجودة على الرسائل.
وأشار القاضي أنتوني ليونارد، مستشار الملكة، أنه سيتوصل إلى النطق بالحكم اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول 2019.