قال الجيش الإسرائيلي، الأحد 25 أغسطس/آب 2019، إنه كان يتابع منذ عدة أشهرٍ خطة إيران لشن هجماتٍ ضد إسرائيل من الأراضي السورية.
وأكد المتحدث باسم القوات الإسرائيلية رونان مانيلس للصحفيين: "يقف وراء هذا المخطط [قائد فيلق القدس] قاسم سليماني"، نقلاً عن صحيفة Haaretz الإسرائيلية.
ووفقاً لبيان مانيلس، فإن "خطة الإيرانيين كانت تقضي بإرسال العديد من الطائرات دون طيارٍ إلى إسرائيل، مسلحةً بمتفجراتٍ لقتل الإسرائيليين. طائراتٌ من تلك التي شاهدناها في العراق وسوريا واليمن".
من جهته قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن سليماني أشرف بنفسه على العملية، ودرب النشطاء الإيرانيين الذين كان يُفترض أن يضطلعوا بها.
تجهيزات إيرانية لتنفيذ هجمات
وكان مانيلس قد قال منذ عدة أسابيع إن طائرةً إيرانيةً قد حطت في مطار دمشق و "على متنها مستشاري أمنٍ إيرانيين، وأعضاء في ميليشياتٍ شيعيةٍ، ومعداتٍ لاستخدامها في الهجمات".
ثم أقام الفريق قاعدةً له في معسكرٍ يديره فيلق القدس، وبدأ -وفقاً للجيش الإسرائيلي- في التخطيط للهجوم.
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أربعةً من أعضاء الفريق وصلوا بمعداتهم الخميس 22 أغسطس/آب 2019 إلى منشأةٍ في قرية إرنة بهضبة الجولان. وأضاف أن إسرائيل أحبطت الهجمات، لكن الخلية استطاعت أن تحتفظ بالطائرات.
وقال مانيلس كذلك إن هذه الحادثة كان يجب أن يُعلن عنها، مفسراً اتخاذ إسرائيل إجراءً استثنائياً بإعلانها عن الهجمات. وأضاف أن إسرائيل مستعدةٌ "دفاعياً وهجومياً"، إذ إن هذه الواقعة لم تنتهِ بعد، "وقد تحدث تصعيداتٌ".
إسرائيل تعترف بهجومها على الأراضي السورية
وفي خطوةٍ قلما تتكرر اعترفت إسرائيل بشنها هجوماً داخل الأراضي السورية ليلة السبت 21 أغسطس/آب 2019؛ لإحباط اعتداءاتٍ بطائراتٍ دون طيارٍ خطط لها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقد أبلغ نشطاء سوريون معارضون عن وقوع ثلاث وفياتٍ جراء الهجوم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم الفاشل كان يستهدف إطلاق العديد من الطائرات دون طيارٍ على أهدافٍ في شمال إسرائيل.
في المقابل فقد أوردت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية ILNA أن قيادياً بالحرس الثوري الإيراني قد نفى، اليوم الأحد 2 أغسطس/آب، أن تكون الغارات الإسرائيلة قد أسقطت أية أهدافٍ إيرانيةً في سوريا.
وأوردت الوكالة نفسها كذلك أن القيادي بالحرس الثوري وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام اللواء محسن رضائي قد قال: "تلك كذبةٌ ولا أساس لها من الصحة.. إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لا يملكان القوة لمهاجمة مراكز إيران المختلفة، ومراكز استشاراتنا [العسكرية] لم تمسّ بسوءٍ".
غير أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يُعد منظمةً معارضةً، قال إن اثنين من عناصر حزب الله وثالثاً إيرانياً قد قُتلوا في الهجوم.
كان حزب الله قد زعم في وقتٍ لاحقٍ من الليلة الماضية أن طائرتين إسرائيليتين دون طيارٍ قد سقطتا في بيروت.
إسرائيل تتجهز تحسباً لهجمات انتقامية
وقد نشرت قوات الدفاع الإسرائيلية، تحسباً لأي هجماتٍ انتقاميةٍ بالصواريخ، دفاعاتٍ جويةً شمال إسرائيل. غير أن السلطات لم تصدر أي تعليمات سلامةٍ خاصةٍ للمقيمين.
كان التلفزيون الرسمي السوري قد أذاع في وقتٍ مبكرٍ أخباراً عن انفجاراتٍ في سماء دمشق، وقال إن الدفاعات الجوية قد اعترضت "أهدافاً معاديةً".
وفي أعقاب اعتراف قوات الدفاع الإسرائيلية بالهجوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أكرر: ليس لدى إيران حصانة في أي مكانٍ.. لقد أعطيت التعليمات بالاستعداد لأي سيناريو. سنستمر في اتخاذ مواقف ضد إيران ووكلائها بتصميمٍ ومسؤوليةٍ لحماية الأمن الإسرائيلي".
يأتي الهجوم الأخير في خضم اتهاماتٍ لإسرائيل بشن غاراتٍ جويةٍ على أهدافٍ إيرانيةٍ في العراق خلال الأسابيع الماضية.
وخلال العام الماضي، نُسبت لإسرائيل العديد من الغارات التي استهدفت الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني في سوريا.
ومؤخراً أذاع التلفزيون السوري أن صواريخ إسرائيليةً قد استهدفت محافظة غرب القنيطرة مطلع أغسطس/آب الجاري.
من جهتها نشرت صحيفة the New York Times الأمريكية تقريراً استشهدت فيه بمسؤولٍ بارزٍ في الاستخبارات الأمريكية كان قد قال إن إسرائيل مسؤولةٌ عن عدة هجماتٍ وقعت في العراق. واقتبس التقرير كذلك شهادة مسؤولٍ بارزٍ في أحد أجهزة الاستخبارات بالشرق الأوسط قال إن إسرائيل كانت مسؤولةً تحديداً عن هجوم وقع يوم 19 يوليو/تموز شمال بغداد على قاعدةٍ قال إن الحرس الثوري الإيراني كان يستخدمها "لنقل الأسلحة إلى سوريا".