هاجم القائد السابق لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وشن هجوماً لاذعاً ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي تدعمه الرياض، واصفاً إياه بـ "رجل الغدر والخيانة".
وجاء ذلك في تغريدات كتبها خلفان على حسابه الرسمي في موقع تويتر، مساء الجمعة 23 أغسطس/آب 2019، ما أثار ردود فعل غاضبة من سعوديين عبروا عنها في هاشتاغ "ضاحي خلفان يسيء للمملكة".
وبدأت حكومة اليمن في التشكيك بالتحالف الذي تقوده السعودية وتدعمه الإمارات بصفتهما شريكين في المنطقة، ودعمت السعودية والإمارات حكومة الرئيس اليمني المنفي عبدربه منصور هادي، باعتبارها جزءاً من تحالف ضد التمرد الذي تقوده جماعة الحوثيين.
لكن انفصاليين من الجنوب مدعومين من أبوظبي انقلبوا على الحرس الرئاسي الذي تدعمه الرياض، وسيطروا على قصر هادي المهجور في جنوبي مدينة عدن الساحلية، بعد أسبوع من الصدامات الدامية. وفي يوم الثلاثاء 13 أغسطس/آب، عقد المجلس الانتقالي الجنوبي مؤتمراً حاشداً وتعهد بالسيطرة على جنوب اليمن، في تمهيد لانفصال تام.
خلفان يهاجم هادي
وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها خلفان التحالف الذي تقوده السعودية بهذه الطريقة، ويأتي هذا الهجوم على خلفية اتهامات الحكومة اليمنية للإمارات، بدعم الانفصاليين في الجنوب، الذين شنوا هجمات وسيطروا على مواقع ومراكز تابعة للحكومة في عدن.
وقال خلفان: "يا قيادة التحالف.. أنتم قادة ونحن لا نفهم شيئاً.. تحاربون الإخوان في مصر وتركيا وتحتضنونهم في اليمن، وتنسون أن للأفاعي سماً قاتلاً. أي منطق بالله عليكم.. الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي مصدوم من هذا التناقض". وأضاف في تغريدة أخرى: "التحالف هل له عقل يفكر ياترى.؟؟".
وانتقد خلفان دعم التحالف للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ووجّه كلامه للتحالف قائلاً: "الوقوف مع هادي وقوف مع من لا يليق بحكم اليمن. هذه ينبغي ألا تغيب عن التحالف.. فإذا آمنتم بهذه المقولة. فمعنى الشرعية المزعومة له كلام انتهى.. عفا عليها الزمن".
واعتبر خلفان أن من يقاتل إلى جانب هادي فإنه يقاتل "مع رجل غدر وخيانة"، وأضاف أن "دعم الشرعية لا يعني هادي. ولكن يعني أن من يكون رئيساً في اليمن يكون رئيساً منتخباً. وهادي سقطت رئاسته شرعاً وقانوناً ودستوراً".
ووصف خلفان الرئيس اليمني هادي ونائبه علي محسن الأحمر بأنهما من "كبار تجار الحروب"، وقال إن "هذا معروف"، بحسب تعبيره. وأضاف أن "تثبيت هادي.. ودعم هادي ايها التحالف مخالف تماماً لإرادة الشعب اليمني.. خذوها مني".
دعوة لانسحاب الإمارات
وجدد انتقاده لقادة التحالف في تغريدة لاحقة، وقال: "قيادة التحالف.. وينكم يا جماعة.. أنتم مع العالم والا غير. عايشين معنا والا في عالم آخر.. هادي غير صالح لليمنين".
وأشار خلفان إلى أن الإمارات "الوحيدة التي ليست لها مصلحة في الحرب باليمن إلا مصلحة واحدة الوقوف مع إخوان نورة (يقصد بها السعودية).. والا ليست لدينا حدود مع اليمن يمكن أن تكون هنا أو هناك ولذلك ما عندنا طمع في شيء كما تدعي الشرعية".
ودعا خلفان القوات الإماراتية للعودة إلى أراضيها عبر قوله: "أيها الإماراتيون عودوا للوطن فأنتم ضربتم المثل الأعلى في التضحية من أجل الصديق.. وحينما تكون الأمور هكذا.. أصبح لزاماً علينا ترك القتال بصف هادي الذي لا يستحق".
ودعا أيضاً إلى ضرورة سحب الإمارات لدعمها لهادي على جميع المستويات، وأضاف فيما إشارة للسعودية: "من أراد أن يكون مع هادي فليكن معه، أما نحن فقد طيبنا النفس من التعامل مع هذه الأشكال الانهزامية".
ورأى القائد السابق لشرطة دبي أن قوات الشرعية "لن تدخل صنعاء ولو حاربت الحوثيين 20 عاماً"، وقال إن "ذلك لسبب بسيط الجماعة مستنفعين.. مناصب ورواتب.. وفنادق.. على أمل أن الحوثي يقبل التفاوض.. والحوثي لن يفاوض.. لأن الأمر في إيران"، وفق تعبيره.
وانتقد خلفان كذلك قناة "الحدث" السعودية، وقال إن "قوات الشرعية تقوم بعمليات وهمية، وتعمل على نشرها عبر الحدث. وهي أحداث كاذبة".
انتقادات للإمارات
وأثار دعم الإمارات للمجلس الانتقالي في عدن انتقادات حادة من قبل الحكومة اليمنية، التي حملت الإمارات، "المسؤولية الكاملة" عن التمرّد المسلح لقوات المجلس الانتقالي وما ترتب عليه في العاصمة المؤقتة عدن.
وجاء ذلك في بيان أصدرته الحكومة بختام اجتماعها الاستثنائي يوم الثلاثاء الماضي، برئاسة معين عبدالملك رئيس الوزراء، وكان لافتاً أن البيان صدر من الحكومة وهي في العاصمة السعودية الرياض.
وقال البيان إن "دعم وتمويل الإمارات للتمرد المسلح يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وأهداف تحالف دعم الشرعية".
وفي وقت سابق، اتهم وزير الثقافة اليمني مروان دماج، الإمارات بـ "تمويل حملة إعلامية ودعائية لتعميق الكراهية بين اليمنيين".
وقال دماج في صفحته على فيسبوك إنه "منذ بداية الأحداث جرى دعم وتمكين ميليشيا مناطقية انفصالية على حساب الحكومة الشرعية جنوب البلاد"، في إشارة إلى دعم الإمارات للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأضاف أن الأوضاع الخاصة والصعبة للدولة اليمنية والحكومة الشرعية جرى استغلالها لفرض قواعد غير عادلة، مع التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأردف: "تم خلق أوضاع في الجنوب لمنع تحوله إلى نموذج أفضل من مناطق سيطرة جماعة الحوثي".