قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة 23 أغسطس/آب بأن هجمات قوات نظام الأسد في شمال غرب البلاد تسبب أزمةً إنسانية كبرى وتهدد الأمن القومي التركي.
اتصال هاتفي بين أردوغان وبوتين بسبب إدلب
وسيطرت قوات الأسد السورية على جيب من الأراضي وطوقت مقاتلي المعارضة وموقعاً عسكرياً تركياً واستعادت بلدات خسرتها في بدايات الحرب.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ بوتين، حليف بشار الأسد، بأن الهجمات انتهكت وقفاً لإطلاق النار في إدلب وألحقت الضرر بالجهود الرامية إلى حل الصراع في سوريا.
فيما قالت منظمات حقوقية ومصادر من المعارضة السورية إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا إلى الحدود التركية خلال الأيام القليلة الماضية مع توغل قوات الأسد أكثر داخل آخر معقل رئيسي للمعارضة.
وتقر المعارضة بأن معظم مقاتليها فروا من خان شيخون لكنهم يتصدون بقوة لقوات الأسد التي تمكنت من انتزاع موطئ قدم لها في المدينة.
فيما قالت تركيا أنها متمسكة بسياستها في إدلب
حيث أكدت الحكومة التركية مجدداً هذا الأسبوع على عزم أنقرة التمسك بجميع مواقعها العسكرية الاثني عشر في إدلب، وأبلغ مسؤول أمني كبير رويترز بأن تركيا تقف إلى جانب قواتها على الأرض.
وقال المسؤول "أي موقع مراقبة يحتاج الدعم فسنقدمه له".
وقال أوزغور أونلوهيسارجيكلي من صندوق مارشال الألماني "مواقع المراقبة التركية لم تُنشأ لتدافع عن نفسها وواحد على الأقل منها طوقته قوات بشار الأسد".
وبدت العلاقات التركية الروسية الشهر الماضي أقوى من أي وقت مضى مع تسلم أردوغان شحنة من منظومة صواريخ إس-400 الروسية المتطورة، على الرغم من التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على أنقرة وضغط واشنطن لوقف الصفقة.
لكن بعد ستة أسابيع فقط بدت خلافات موسكو وأنقرة بشأن شمال غرب سوريا شديدة بصورة لا يمكن التوفيق بينها وباتت استراتيجية تركيا في إدلب في دائرة الخطر.
وألقت روسيا بثقلها وراء الحملة، التي بدأت تتصاعد في أواخر أبريل/نيسان، وشنت آلاف الغارات والضربات الجوية على شمال حماة وجنوب إدلب الخاضعين لسيطرة المعارضة فيما وصفه خبراء عسكريون غربيون وشخصيات معارضة بأنه تطبيق "لاستراتيجية الأرض المحروقة".