بريطانيا ستواجه نقصاً بالوقود والغذاء والدواء إذا غادرت الاتحاد الأوروبي دون اتفاق

أظهرت وثائق حكومية مسربة لصحيفة The Sunday Times البريطانية أن المملكة المتحدة ستواجه نقصاً بالوقود، والغذاء، والدواء، إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، إذ ستتسبب هذه الخطوة في تكدس بالموانئ وفرض قيود مشددة على الحدود في أيرلندا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/18 الساعة 09:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/18 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
محتجون ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - رويترز

أظهرت وثائق حكومية مسربة لصحيفة The Sunday Times البريطانية أن المملكة المتحدة ستواجه نقصاً بالوقود، والغذاء، والدواء، إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، إذ ستتسبب هذه الخطوة في تكدس بالموانئ وفرض قيود مشددة على الحدود في أيرلندا.

وتكشف الوثائق المعنونة باسم Operation Yellowhammer أو "المطرقة الصفراء"، وهي ملف سري قدَّمه مكتب مجلس الوزراء البريطاني في شهر أغسطس/آب الجاري، عن الجوانب التي قد تكون أكثر عُرضةً للخطر، إذا تركت بريطانيا الاتحاد بلا اتفاق في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وجاء في تلك التوقعات أن 85٪ من الشاحنات التي تستخدم المعابر الرئيسية على ضفتي القنال الإنجليزي "قد لا تكون جاهزة" لدفع رسوم جمارك فرنسية، بما يعني أن الاضطرابات في الموانئ قد تستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل أن تتحسن حركة نقل البضائع.

وكذلك يُمكن أن تتعرَّض حوالي 85% من الشاحنات المتجهة إلى فرنسا لتأخير مدته 60 ساعة، وقد يستغرق وصول تدفق حركة المرور إلى 75% من المستويات الحالية حوالي 3 أشهر.

تضرر في الإمدادات الطبية

وستنخفض إمدادات الغذاء الطازج، مما سيؤدي إلى زيادة الأسعار وانخفاض تنوُّع الأطعمة، بينما قد تتصادم سفن الصيد مع بعضها البعض بسبب التكدُّس، إذ من المتوقع أن تصب حوالي 300 سفينة أجنبية شباكها بطريقة غير قانونية في المياه البريطانية في اليوم الأول من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وسوف تكون الإمدادات الطبية كذلك "عُرضةَ لتأخيرات مطوَّلة هائلة"، لأنَّ ثلاثة أرباع الإمدادات الطبية البريطانية تأتي من الاتحاد الأوروبي، وفقاً للصحيفة البريطانية. 

وأضافت الصحيفة أن الحكومة تعتقد أيضاً أنه من المرجح فرض قيود على حركة التنقل بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا إذ ستثبت الخطط الحالية لتجنب عمليات التفتيش الموسعة أنها غير قابلة للاستمرار.

وبالإضافة إلى ذلك، تتحدث الوثائق عن احتمالية اندلاع المظاهرات وإغلاق الطرق وحدوث إضرابات واعتصامات. 

وتوضِّح التفاصيل المُسرَّبة من عملية Operation Yellowhammer، حالة من الاستياء المتصاعد بسبب افتقار الحكومة إلى الوضوح بشأن خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ أسوأ التوقعات في الوثائق السرية المُسرَّبة تتعلق بمرضى داء السكري والأطفال المصابين بالسرطان.

إذ تتطلَّب بعض الأدوية، بما في ذلك الأنسولين واللقاحات المضادة للإنفلونزا وبعض عقاقير اللوكيميا الجديدة، نقلاً خاضعاً لدرجة حرارة مضبوطة عن حدٍّ معين، لذا فتأخيرات السفن في الموانئ قد تجعل العديد من هذه الأدوية غير صالحٍ للاستخدام. 

وتُحذِّر الوثائق كذلك من أنَّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصُّل إلى اتفاق سيُسفر عن مشكلاتٍ أمام "الوقاية من تفشي الأمراض والسيطرة عليها". 

وقال مصدرٌ حكومي بارز للصحيفة: "هذا ليس مشروع الخوف، بل التقييم الأكثر واقعية للعواقب التي قد يواجهها الشعب في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي دون التوصُّل إلى اتفاق. وهذه ليست أسوأ التوقُّعات، بل سيناريوهات محتملة بسيطة معقولة" .  

ضعوط على جونسون

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن التقرير الذي "أعده مكتب مجلس الوزراء هذا الشهر… أعطى لمحة نادرة عن الخطط السرية التي تعدها الحكومة لتجنب انهيار كارثي للبنية التحتية للبلاد" .

وأضافت أن "الملف الذي يحمل تصنيف رسمي-حساس، بما يعني أن الاطلاع عليه يتطلب تصريحاً أمنياً، مهم للغاية لأنه أكثر التقييمات شمولاً لمدى استعداد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق" .

ومن المقرر أن يبلغ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذا الأسبوع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأنه ليس بوسع البرلمان البريطاني وقف خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.

ويتعرض جونسون لضغوط من الساسة من مختلف الأطياف السياسية في بريطانيا لمنع انسحابها دون ترتيبات، وتعهد زعيم المعارضة جيريمي كوربين قبل أيام بالإطاحة بحكومة جونسون في أوائل سبتمبر/أيلول لتأخير خروج البلاد من التكتل.

ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان المشرعون البريطانيون متحدين بما يكفي لاستخدام البرلمان البريطاني لمنع الخروج دون اتفاق، أو ما إذا كانت لديهم تلك الصلاحية، ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة في حال حدوثها هي الأهم في المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

ويقول معارضو الخروج دون اتفاق إنَّه سيكون كارثةً لبريطانيا التي تعد إحدى أكثر ديمقراطيات الاتحاد الأوروبي استقراراً.

ويؤكدون إنَّ الخروج العشوائي سيضر بالنمو العالمي، ويُربك الأسواق المالية، ويُضعِف ادِّعاء لندن بأنَّها أبرز المراكز المالية العالمية. 

وعلى الجانب الآخر، يقول مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إنَّ الخروج دون اتفاق قد يُحدِث اضطراباً على المدى القصير، لكنَّ الاقتصاد سوف يزدهر إذا تحرَّر ممَّا اعتبروه تجربة تكامل محكومٌ عليها الفشل أدَّت إلى تخلُّف أوروبا عن الصين والولايات المتحدة.

تحميل المزيد