«محبوسون مثل الحيوانات».. ابنة مسؤولة سابقة تحت الإقامة الجبرية تطالب بإنقاذ مسلمي كشمير

ناشدت ابنة أحد أبرز السياسيين في كشمير المجتمع الدولي للتحرك ضد حملة فرض القيود غير المسبوقة على ملايين المواطنين في الإقليم، محذرة من أن الكشميريين "محبوسون مثل الحيوانات".

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/16 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/17 الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش
إمرأة كشميرية تبكي خلال تشييع جنازة شاب قتل على يد قوات الأمن الهندية في كشمير/ سبتمبر 2018، رويترز

ناشدت ابنة أحد أبرز السياسيين في كشمير المجتمع الدولي للتحرك ضد حملة فرض القيود غير المسبوقة على ملايين المواطنين في الإقليم، محذرة من أن الكشميريين "محبوسون مثل الحيوانات"، ويعاملون كما لو كانوا "طعمة للمدافع".

وقالت إلتيجا مفتي، ابنة رئيسة الوزراء السابقة محبوبة مفتي، في حديث إلى صحيفة The Guardian البريطانية، أثناء خضوعها للإقامة الجبرية، متحدية بذلك إجراءات حظر الاتصال التي فرضتها الحكومة الهندية، إنّ ما يصل إلى 25 من أفراد الأمن المسلحين قد أحاطوا بمنزلها، الأسبوع الماضي، مضيفة أن جميع مداخل المنزل مغلقة.

وقالت إنه لا يوجد سند قانوني لاعتقالها، لكن جرى إبلاغها بأن تعليقاتها السابقة في وسائل الإعلام التي تنتقد فيها تحركات الهند إزاء كشمير أغضبت المسؤولين، مضيفة أنها حُرمت من حقها في الحصول على محامٍ ومنعت من مقابلة زائريها.

الهند وضعت قادة كشمير تحت الإقامة الجبرية

وقد وُضعت والدتها رهن الإقامة الجبرية في المنزل، قبل ساعات من إعلان الحكومة الهندية، في 5 أغسطس/آب، أنّها ستسحب الوضع الخاص الذي يحظى به إقليم كشمير. ويُعتقد أنها قد اقتيدت إلى سجن مؤقت. وذكرت تقارير اعتقال حوالي 500 شخص، بقصد منع الاضطرابات.

نجلة السياسية الكشميرية المحتجزة
نجلة السياسية الكشميرية المحتجزة

وقالت إلتيجا إنها كان تخشى أن يؤدي حديثها في وسائل الإعلام إلى سجنها، لكنها اختارت أن تناشد العالم من أجل اتخاذ موقف قبل انعقاد الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية كشمير، والتي من المتوقع عقدها اليوم الجمعة 16 أغسطس/آب.

وأضافت إلتيجا، التي استطاعت التحدث إلى صحيفة The Guardian من منزلها: "أخبروني بوضوح شديد: في البداية (نسعى) لضمان عدم قدرتك على إيصال صوتك إلى الخارج، وألا يسمعك أحد، أما إن فعلتِ (ما مُنعتِ عنه)، فاستعدي لتحمل عواقب ذلك. ستكون هذه العواقب احتجازي إلى أجل غير مسمى، ولن يكون لي الحق في حضور محامٍ أو حتى القدرة على التواصل معه" .

وتابعت: "أشعر بالخوف حقاً على حياتي، لا أعتقد أنني آمنة بعد الآن لأنني لا أثق في تلك الحكومة. حتى الطريقة التي لاحقوا بها الممثلين المنتخبين كانت مخيفة للغاية" .

بعد إسقاط قانون الحكم الذاتي عن الإقليم

وجادلت والدتها بأن كشمير والهند قد يجمعهما مستقبل مشترك، وهي وجهة نظر يعتقد كثيرون في كشمير أن مصداقيتها قد انتهت تماماً.
يجرد قرار دلهي ولاية كشمير وجامو المتنازع عليها من أي مقومات للحكم الذاتي، ويلغي دستورها وعلَمها، ويُسقط القوانين التي منعت الغرباء من شراء الأراضي، وسيجري أيضاً  تقسيم الإقليم إلى منطقتين. 

لذا يعتقد العديد من مواطني كشمير أن التغييرات تشكل بالنسبة لهم تهديداً وجودياً، وسوف تتغير التركيبة السكانية للإقليم الوحيد ذي الأغلبية المسلمة في البلاد.

وقال بي. في. آر سوبرامانيام، السكرتير العام لجامو وكشمير، يوم الجمعة، إنه نُفذت "بضع اعتقالات وقائية" للأفراد "وفقاً لأحكام القانون" .

وقال أيضاً إن القيود المفروضة على خطوط الهاتف الأرضية ستُخفف خلال الأيام المقبلة، إلا أنه لا يتضح متى ستُستأنف خدمات الهاتف المحمول.

وفرض "سجن" على مسلمي كشمير

تعرَّض ملايين الأشخاص في جميع أنحاء كشمير إلى انقطاع غير مسبوق في خدمات الاتصالات منذ يوم 5 أغسطس/آب، فأصبح الإقليم من دون خدمات الإنترنت أو الهاتف المحمول أو الهاتف الأرضي، في إطار الإجراءات الاحترازية التي وصفها مسؤول في الأمم المتحدة بأنها قاسية.

وهناك مخاوف على السكان الأكثر ضعفاً في كشمير. وقالت إلتيجا إن الناس في الإقليم يعاملون كما لو كانوا "طعمة للمدافع"، ولا يستطيعون  إيجاد الإمدادات الطبية وربما ينفد الطعام لديهم.

وقالت: "اتركوا الناس لحال سبيلهم، أطلقوا سراحهم"، مضيفة أن كشمير بركان على وشك الانفجار. 

وتابعت: "هناك غضب واضح… في اليوم الذي يُرفع فيه حظر التجول هذا، أشعر بأن كل هذا الغضب سوف يفيض إلى شوارع كشمير. ولن يكون أمراً تُحمد عقباه" .

وقالت: "الناس في شدة الغضب. إنهم يستشيطون غضباً من الطريقة التي جُرّدوا بها من حقوقهم… ومما زاد الأمر سوءاً هو تقييدكم لهم مثل الحيوانات، لكنهم ليسوا حيوانات، إنهم بشر" .

وأضافت أن قطع الاتصالات جعل الجميع في حالة ضعف، وقالت: "لم يذبحوا دولتنا ويقسموها إلى نصفين فحسب، بل جرَّدونا من كرامتنا أيضاً" .

وقال سوبرامانيام إن 12 من أصل 22 منطقة في الإقليم كانت تعمل بشكل طبيعي، في ظل بعض القيود الليلية المحدودة في خمس من هذه المناطق. مع ذلك، فإن قطع الاتصال يعني أنه لا يمكن التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وأضاف أن القيود ستُرفع في الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى فتح بعض المدارس عقب عطلة نهاية الأسبوع، مشيراً إلى أنه ستُرفع القيود المفروضة على الحركة في كل منطقة على حدة.

متابعة دقيقة لتحركات الجميع

وكتبت إلتيجا إلى وزير الداخلية الهندي، أميت شاه، يوم الخميس 15 أغسطس/آب، تسأل عن الأسباب القانونية التي احتُجزت بسببها. فكتبت تقول: "هل التعبير عن الألم والعذاب والإهانة التي تعرّضنا لها يعد جريمة؟"

وقالت إن هناك سيارة عسكرية قابعة عند البوابة الأمامية خارج منزلها، مضيفة: "في كل مرة أخرج فيها إلى الحديقة لأستنشق الهواء قليلاً يوجد رجل يتصل بهم على جهاز اتصال لاسلكي، ويخبرهم بأنني خرجت" . وكان هناك ثلاث إلى أربع ضابطات، تعتقد إلتيجا أنهن موجودات للقبض عليها إذا حاولت الفرار.

ومع مُضي أكثر من 11 يوماً منذ اعتقال والدتها تقول إلتيجا: "أفتقدها بشدة، وهناك أوقات أحلم بها، وأتخيل أننا في حال أكثر سعادة"، مضيفة: "لم تعد الهند تستطيع الادعاء بأنها أكبر دولة ديمقراطية في العالم. ليس بعد كل ما مرت به كشمير وتحمَّلته في الأسبوعين الماضيين" .

علامات:
تحميل المزيد