قاطع نعيق طائرٍ محاولات متكررة من أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لتسجيل مقطعٍ مصورٍ يجدِّد فيه بيعته للجماعة الإرهابية، وفق ما ذكرته صحيفةThe Independent البريطانية.
ويُظهر المقطع الذي صوَّره فرع داعش في اليمن رجلاً جالساً على الأرض يثني قدمه أسفله، وهو يراجع ورقةً بها ملاحظات، قبل أن يشرع في القسم الذي يحجبه على الفور صوت الطائر.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أنَّ الجهادي، المعرَّف باسم أبو محمد العدني، يظهر أيضاً وهو يكافح للتغلب على توتره. إذ تكرَّر نسيانه لعباراته، وفي إحدى اللحظات يظهر صوت أحد المقاتلين الآخرين وهو يقول له: "ابقَ هادئاً، واسترخِ!" .
القاعدة نشر الفيديو للسخرية من داعش
وقالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد، التي نشرت المقطع، إنَّ تصويره كان في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2017، وإنَّ تنظيم القاعدة نشره في وقت سابق من هذا الأسبوع، ضمن سعيه للسخرية من غريمه الإقليمي تنظيم داعش.
ومن المحتمل أن يكون مقاتلو تنظيم القاعدة قد عثروا على اللقطة المقتطعة، بعد اجتياحهم لمعسكر في إحدى المحافظات اليمنية، التي يفقد داعش سيطرته عليها.
وقد غرَّدت كيندال قائلة: "حجب طائر شجاع، بلا هوادة، محاولة داعشي تجديدَ بيعته للخليفة"، في إشارة منها إلى التنظيم التابع لداعش في اليمن. وتابعت: "زادت ذاكرة القائد الضعيفة المشكلات… ولم تظهر هذه اللقطات المعيوبة في المقطع الرسمي لهذا الحدث المهيب الذي نُشر في نهاية يوليو/تموز" .
لاحقاً، قالت كيندال لصحيفة The Independent البريطانية: "من الأشياء المثيرة بالنسبة إليَّ هنا أن القاعدة تصيغ روايات مضادة أفضل مما نفعل نحن، باستخدام الفكاهة والسخرية بشكل محلي وذكي للغاية" .
بينما بدأ التنظيم يُعيد بناء قدراته
تأتي هذه اللقطات المحرجة مع عودة تنظيم داعش، الذي كان يعيد بناء قدراته بثبات، للظهور من جديد، بعد الهزيمة التي تلقَّاها في سوريا والعراق في مارس/آذار هذا العام.
ومنذ ذلك الوقت، عكف التنظيم على تشكيل "خلايا لاستعادة نشاطه" في سوريا، نفذت بحسب تقرير حكومي أمريكي عمليات اغتيال، وهجمات انتحارية، وعمليات اختطاف وإشعالٍ متعمَّد للمحاصيل.
وقد حمَّل المفتش العام لوزارة الدفاع قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا مسؤولية جزئية عن عودة التنظيم الإرهابي إلى الحياة، إذ "قلَّل من الدعم المتاح للقوات السورية الشريكة، في وقت احتاجت فيه قواتها للمزيد من التدريب والتجهيز للاستجابة لعودة داعش" .
ويعد ذلك تناقضاً مباشراً لتأكيد ترامب المتكرر على أنَّ داعش قد هُزم، وإشارة إلى أن استراتيجية الرئيس قد تتيح للتنظيم في الحقيقة مساحة لإعادة بناء قدراته.