أفادت وكالة أنباء Associated Press الأمريكية، نقلاً عن وسائل إعلام روسية، بأنَّ روسيا أمرت بإجلاء السكان الذين يعيشون بالقرب من نطاق منطقة التجارب العسكرية، حيث أسفر اختبار مشتبه به لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية عن انفجار مميت، ثم أُلغي الأمر لاحقاً لأسباب غامضة.
صدرت تعليمات مبدئية لسكان قرية نيونوكسا بالانتقال إلى أماكن أخرى بسبب أنشطة عسكرية غير مُحدّدة. وحسبما أفادت شبكة CNN الأمريكية، سيجري إجلاء السكان بالقطار.
وقد أعلنت روسيا، الثلاثاء 13 أغسطس/آب 2019، أن مستويات الإشعاع ارتفعت من 4 إلى 16 مرة عن المستويات الطبيعية في مدينة سفرودفنسك، شمالي البلاد وقت وقوع انفجار بقاعدة عسكرية الأسبوع الماضي.
"انفجار فاشل" أودى بحياة 5 علماء
دُفن 5 علماء نوويين روسيين يوم الإثنين 12 أغسطس/آب 2019 بعد مقتلهم في انفجار وقع الأسبوع الماضي أدى أيضاً إلى ارتفاع مؤقت في مستويات الإشعاع النووي في المناطق المجاورة القريبة.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات والخبراء الغربيون أنَّهم كانوا يعملون على صاروخ كروز يُدعى 9M730 Burevestnik يعمل بالطاقة النووية، وهو نوع من القذائف الفتَّاكة يشير إليها حلف شمال الأطلسي (الناتو) باسم SSC-X-9 Skyfall، وفق موقع Business Insider الأمريكي.
وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة له بعد ظهر يوم الإثنين الماضي، إلى ما أسماه "بالانفجار الصاروخي الفاشل في روسيا" بأنَّه انفجار ناجم عن صاروخ "Skyfall"، مؤكداً أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنَّ هذا هو آخر مستحدثات تكنولوجيا الصواريخ التي قد تباهى بها الرئيس الروسي فلاديمير بويتن -على الرغم من حقيقة أنَّها غير ناجحة.
فيما رفضت روسيا الإفصاح عما إذا كان الاختبار النووي الفاشل الأسبوع الماضي قد تضمَّن صاروخ Burevestnik.
بعد تفاخر بوتين بصاروخ "لا يقهر"
تفاخر بوتين في مارس/آذار من العام الماضي 2018 بأنَّ الصاروخ الذي لم يكشف عن اسمه آنذاك "لا يقهر"، مؤكداً بكل فخر أنَّ السلاح "غير محدود المدى، ولديه مسار غير متوقع وقدرة على تجاوز الاعتراض" . ولكن حتى الآن، شكَّل السلاح تهديداً أكبر على الشعب الروسي من أي خصمٍ محتمل.
ومن جانبه، قال أليكسي ليخاتشوف، رئيس المؤسسة الحكومية للطاقة الذرية "روس آتوم"، الإثنين 12 أغسطس/آب، إنَّ أفضل طريقة لتكريم ذكرى القتلى هي "مزيد من العمل على الأسلحة الجديدة" .
ومن غير الواضح حالياً ما إذا كان أمر الإخلاء الذي صدر يوم أمس الثلاثاء 13 أغسطس/آب مرتبطاً بخططٍ لإجراء اختباراتٍ إضافية.
وتعليقاً على انفجار الأسبوع الماضي، قال الكرملين يوم أمس إنَّ "الحوادث تقع مع الأسف" .
حوادث مكررة في روسيا
جديرٌ بالذكر أنَّ الجيش الروسي أصبح يتعرَّض مراراً لحوادث خطرة. ففي الأسبوع الماضي فقط، كانت هناك اختبارات صاروخية فاشلة، ثم انفجر مستودع ذخيرة في قاعدةٍ أخرى مرتين.
وفي هذا الصدد، قال جيفري إدموندز، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وعضو مجلس الأمن القومي الأمريكي، مؤخراً لموقع Business Insider، إنَّ المشكلة تكمن في أنَّ روسيا غالباً ما تجمع بين الرغبة في المخاطرة وبنيةٍ تحتية عسكرية عفا عليها الزمن لا يمكنها دعم تلك الثقافة، ما يخلق بيئةً تزداد فيها احتمالية وقوع الحوادث.