أعلنت روسيا، الثلاثاء 13 أغسطس/آب 2019، أن مستويات الإشعاع ارتفعت من 4 إلى 16 مرة عن المستويات الطبيعية في مدينة سفرودفنسك، شمالي البلاد وقت وقوع انفجار بقاعدة عسكرية الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن هيئة مراقبة الأحوال الجوية (روسغيدرومينت) أن ذلك الارتفاع كان مؤقتاً وارتبط بالانفجار الذي وقع يوم 9 أغسطس/آب 2019، وعادت الأمور إلى مستوياتها الطبيعية. وأضافت الهيئة أنه ليست هناك مخاطر صحية على سكان المنطقة حالياً.
انفجار صاروخ يكشف عن تهديد بإشعاع نووي
وكانت مؤسسة "روس آتوم" الروسية للطاقة النووية قد أعلنت، السبت 10 أغسطس/آب، أن صاروخاً انفجر أثناء الاختبار، دون الكشف عن تفاصيل حول نوعية ذلك الصاروخ.
وقالت المؤسسة في بيان نقلته وسائل إعلام محلية: "تم اختبار الصاروخ على منصة بحرية وبعد الانتهاء من الاختبار، اشتعل الوقود الصاروخي، ثم أعقبه انفجار" . وأضافت أن الانفجار أسفر عن مقتل شخصين وجرح 15 آخرين.
وفي السياق، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ذلك الانفجار، الإثنين 12 أغسطس/آب، قائلاً إن الولايات المتحدة "تعلم الكثير" عن ذلك الانفجار.
وقال ترامب عبر حسابه على تويتر: "تعلم الولايات المتحدة الكثير عن الانفجار الصاروخي في روسيا .. لدينا تكنولوجيا مماثلة لكنها أكثر تقدماً" .
وأضاف: "لقد تسبب الانفجار في إثارة قلق الناس حول المنشأة وما بعدها.. أمر غير جيد" .
الغموض الروسي يزيد الرعب في الداخل والخارج
وعاد شبح انفجار مفاعل تشيرنوبيل من جديد؛ إذ حدث انفجار نووي قاتل في قاعدة صواريخ روسية، مما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا الانفجار وما علاقة قاعدة الصواريخ بالانفجارات النووية، وما حقيقة السلاح النووي السري الذي تحضره روسيا؟
ولم يكن توقيت الانفجار الذي جاء بعد فترة قصيرة من عرض مسلسل تشيرنوبيل الشهير هو الأمر المثير للقلق فقط.
ولكن لأن طريقة تعامل السلطات الروسية مع الانفجار والتي ظهرت للمتابعين أنها لا تختلف كثيراً مع طريقة تعامل الاتحاد السوفيتي مع كارثة تشيرنوبيل في الثمانينيات هو ضاعف قلق السكان المحليين.
فبعد أيام من الصمت المطبق كشفت موسكو بعض تفاصيل الانفجار الذي وقع بقاعدة لإطلاق الصواريخ: طابع نووي وقتلى.
وحاولت السلطات الروسية كعادتها التقليل من خطورته، بيد أن حذف مقال لبلدية المدينة التي وقع بالقرب منها الانفجار رفع مستوى الشكوك.
قاعدة تعود للخمسينيات، ومستويات الإشعاع 20 ضعفاً
ولم تنشر السلطات حتى الآن سوى القليل من التفاصيل عن الحادث في قاعدة نيونوكسا التي افتتحت في 1954، والمتخصصة في اختبار الصواريخ للأسطول الروسي. وتجرى فيها خصوصاً تجارب حول الصواريخ الباليستية.
وإذا كان الجيش الروسي ومتحدث باسم الحكومة الإقليمية أعلنا الخميس أنه "لم يحصل تلوث إشعاعي"، فإن بلدية مدينة سيفيرودفينسك، التي يبلغ عدد سكانها 190 ألف نسمة وتبعد حوالي 30 كلم عن القاعدة، أكدت على موقعها على الإنترنت أن أجهزة الاستشعار لديها "سجلت ارتفاعاً للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة". لكن الخبر سرعان ما سحب من على موقع بلدية المدينة، كما لم يحدد أيضاً المستوى الذي بلغه النشاط الإشعاعي.
وصرح المسؤول في الدفاع المدني المحلي، فالنتين ماغوميدوف، لوكالة أنباء تاس، بأن مستوى الإشعاع ارتفع إلى 2٫0 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة ثلاثين دقيقة، مشيراً إلى أن الحد الأقصى المقبول للتعرض للنشاط الإشعاعي هو 0٫6 ميكروسيفيرت في الساعة.