فتاة تتحدى بوتين وتصبح رمزاً للمقاومة ضده في روسيا

بينما يتحاشى المحتجون الاقتراب منهم، تتربع الفتاة الروسية الشابة أولغا ميسيك وهي جالسة أمام شرطة الشغب المُدججة، لتبدأ في قراءة الدستور الروسي في تحدٍ منها للشرطة وللسلطة الحاكمة في روسيا، الأمر الذي جعلها تمثل رمزاً للمقاومة ضد الرئيس فلاديمير بوتين.

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/09 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/09 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
الفتاة الروسية أولغا ميسيك - مواقع التواصل

بينما يتحاشى المحتجون الاقتراب منهم، تتربع الفتاة الروسية الشابة أولغا ميسيك وهي جالسة أمام شرطة الشغب المُدججة، لتبدأ في قراءة الدستور الروسي في تحدٍ منها للشرطة وللسلطة الحاكمة في روسيا، الأمر الذي جعلها تمثل رمزاً للمقاومة ضد الرئيس فلاديمير بوتين. 

والصورة التي التُقطت لـ أولغا انتشرت على شبكة الإنترنت بشكل كبير بعد الدقائق الأولى من نشرها، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأربعاء 7 أغسطس/آب 2019، إن الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً أصبحت من أبرز رموز الحركة المؤيدة للديمقراطية في روسيا.

وأشارت بي بي سي إلى أن البعض قارن بين هذه الصورة وصورة "رجل الدبابات" الشهيرة في ساحة تيانانمن في العاصمة الصينية بكين، الذي وقف في وجه الدبابات عام 1989، وحازت صورته شهرة واسعة.

اعتقالات كثيرة للمجتجين

وقالت أولغا لـ بي بي سي إن الأوضاع في روسيا في الوقت الراهن شديدة الاضطراب، وأضافت أن "السلطات تفزع لدى رؤية متظاهرين سلميين وتستدعي لملاحقتهم تعزيزات عسكرية من مختلف أنحاء البلاد. لقد تغيرت عقلية الناس، كما أرى".

واعتقلت الشرطة الروسية بداية الأسبوع الفائت أكثر من 800 شخص من المشاركين في احتجاج بالعاصمة موسكو للمطالبة بانتخابات حرة، بينهم الناشطة البارزة ليوبوف سوبول، واعتبرت السلطات أن المظاهرات غير قانونية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

ويقول نشطاء روس إن الدستور الروسي يكفل لهم حق الاحتجاج، لكن السلطات تقول إنه تلزم موافقتها المسبقة على توقيت الاحتجاج وموقعه.

وبينما يمثل موضوع الانتخابات الحرة سبباً رئيساً للتظاهر، فإنه بالنسبة لـ أولغا -التي تتطلع للالتحاق بجامعة موسكو لدراسة الصحافة- فإن احتجاجها ليس مقتصراً على الانتخابات المقبلة فحسب، بل لتسليط الضوء على الانحراف عن الدستور الذي وضُع في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، والذي يثمّن حقوق الإنسان في الشعب الروسي.

وقالت أولغا إنها لا تناصر حزباً سياسياً بعينه، وأضافت: "أتبنى اتجاهاً محايداً إزاء ألكسي نافالني وقادة معارضة آخرين، لكنني أدعم محاولاتهم".

وكانت أولغا في السادسة عشرة عندما شاهدت تظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على مقترحات برفع سن التقاعد من 55 إلى 60 للسيدات ومن 60 إلى 65 للرجال. ووجدت أولغا في نفسها حافزاً للانضمام إلى المتظاهرين.

وقالت: "لا يتعلق الأمر باقترابي من سن التقاعد من عدمه، لكنني رأيت مطالبهم عادلة. وكان استيائي من السياسيين لأن الرئيس بوتين نفسه كان قد وعد بعدم رفع سن التقاعد، ثم وقّع على مشروع القانون ليصير قانوناً في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018".

اعتقال مئات المحتجين في موسكو – رويترز

اعتقال أولغا

وفي السابع والعشرين من يوليو/تموز وقفت أولغا بين الآلاف في تظاهرة غير مصرّح بها في موسكو احتجاجاً على التضييق على نشطاء المعارضة في انتخابات الدوما. وكان العديد من قادة المعارضة البارزين قد اعتُقلوا قبل خروج التظاهرة.

وجلست متربعة على الأرض ومن ورائها عناصر الشرطة المدججة بالعصيان، وسحبت أولغا نسخة من دستور روسيا الذي أُقرّ عام 1993 وأخذت تقرأ منه.

تقول أولغا: "قرأت عليهم أربع فقرات. أولاها تتحدث عن الحق في التظاهر السلمي، والثانية تتحدث عن حق كل شخص في المشاركة في الانتخابات، والثالثة عن حق الجميع في حرية التعبير، والرابعة عن أهمية إرادة الشعب وقوته في نهضة البلاد".

وحظيت صور أولغا في المظاهرة بآلاف المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي. وبعدما غادرت أولغا المكان بعد القراءة، تعرضت للاعتقال وهي في طريقها لمحطة مترو الأنفاق.

وتعرضت أولغا للاحتجاز أربع مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتقول إنها لم تخرج عن السلمية في أي من مشاركاتها في التظاهرات.

ولم تتلق أولغا معاملة سيئة من الشرطة، لكنها تقول إنهم أنكروا عليها زيارة الطبيب عندما قالت إنها تشعر بالمرض. وقد أفرجوا عنها بعد اثنتي عشرة ساعة بغرامة قدرها 305 دولارات لمشاركتها في تظاهرة غير مرخص بها.

وقال مراقبون إن وجود الشرطة في هذا الاحتجاج كان من بين أكبر المرات التي انتشرت فيها في مظاهرة من هذا القبيل. وقطعت السلطات خدمة الإنترنت في بعض المناطق وطوقت الشرطة مساحات من وسط موسكو لمنع الناس من التجمع.

تحميل المزيد