فشلت لجنة الوساطة التي عينتها المحكمة العليا بالهند في التوصل إلى تسوية في قضية مسجد "بابري" التاريخي، المتنازع عليه بين المسلمين والهندوس الذين يريدون تحويله إلى معبد.
خلاف على ملكية مسجد تاريخي في الهند.. والحكومة تفشل في حسم الأمر
هذا وقد أعلنت المحكمة العليا في الهند، اليوم الجمعة، أنها ستبدأ اعتباراً من 6 أغسطس/آب الجاري عقد جلسات استماع يومية في قضية الطعن المقدمة ضد حكم المحكمة العليا في "الله آباد" بخصوص مسجد "بابري" الواقع في مدينة "أيودهيا" شمالي البلاد، حسب قناة "إن دي" الهندية.
وقضت محكمة "الله آباد" العليا في عام 2010 بإعطاء ثلثي أراضي المسجد الذي هُدم في أحداث عنف بين المسلمين والهندوس، إلى منظمات هندوسية وتخصيص الثلث المتبقي من الأرض للمسلمين.
وقالت صحيفة "إنديان إكسبرس" المحلية إن المهلة التي أعطتها المحكمة للجنة الوساطة المؤلفة من 3 أعضاء لكي تجري مشاورات مع الأطراف المعنية انتهت الخميس دون التوصل إلى تسوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة أعلمت جميع الأطراف بأن "الوساطة فشلت، وأن الإجراءات انتهت رسمياً" .
وفي 18 يوليو/تموز الماضي، قضت المحكمة العليا باستمرار الوساطة بشأن المسجد، وطالبت المسؤولين بتقرير حول مخرجات الوساطة بحلول أغسطس/آب، قبل إعلان فشل الوساطة الجمعة.
وفي مارس/آذار 2019 أصدرت المحكمة العليا أمراً بتشكيل لجنة وساطة بهدف حلّ النزاع الطويل الأمد بشأن موقع مسجد بابري الشهير، الذي يريد الهندوس تحويله إلى معبد.
كانت الحكومة قد لجأت للقضاء لحسم الخلاف بين الهندوس والمسلمين
ومطلع يناير/كانون الثاني 2019، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إن أي قرار حول الخلاف بين المسلمين والهندوس بشأن أرض مسجد "بابري" شمالي البلاد، سيجري تقييمه عقب صدور حكم القضاء.
ويدعي الهندوس المتطرفون أن المسلمين هدموا في القرن السادس عشر معبداً للملك "راما" في ولاية "أوتار براداش" شمالي الهند، وبنوا مكانه مسجد "بابري" .
وفي 1949، اقتحمت مجموعة من الهندوس المسجد، ونصبت تمثالاً للملك "راما" داخله، واعتبرته مكاناً متنازعاً عليه، مما جعل الحكومة تغلق المسجد مع بقاء التمثال داخله.
وفي عام 1992، هدم هندوس متطرفون، من ضمنهم قيادات في حزب "باهاراتيا جاناتا" الحاكم حالياً، المسجد؛ ما أثار موجة عنف بين الجانبين في عموم البلاد، خلّفت نحو ألفي قتيل.
ويطالب المسلمون ببناء مسجد جديد مكان مسجد "بابري" الذي يعود تاريخه إلى عام 1526، في حين يدعو الهندوس إلى بناء معبد في المكان بدعوى أن الملك راما الذي يعتبرونه "إلهاً" وُلِدَ فيه.
ويستمر الخلاف بين الطرفين في القضاء منذ نحو 70 عاماً دون الوصول إلى قرار بهذا الخصوص.
يشار إلى أن المسلمين يشكلون أكبر أقلية في الهند، ويمثلون نحو 14% من التعداد السكاني للبلاد البالغ 1.5 مليار نسمة.