إغلاق مركز بحثي مُوالٍ للسعودية في واشنطن بسبب خاشقجي

أغلق مركز المؤسسة العربية، وهو مؤسسة فكرية مُوالية للسعودية مقرّها واشنطن، أبوابه وسط انتقادات متزايدة لتأثير المملكة في السياسات الأمريكية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/31 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/31 الساعة 12:22 بتوقيت غرينتش
الكاتب السعودي الراحل جمال خاشقجي/الأناضول

أغلق مركز المؤسسة العربية، وهو مؤسسة فكرية مُوالية للسعودية مقرّها واشنطن، أبوابه وسط انتقادات متزايدة لتأثير المملكة في السياسات الأمريكية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

وأكد مؤسس المركز البحثي، علي الشهابي، الإغلاق أمس الثلاثاء 30 يوليو/تموز 2019، معللاً إياه بـ "الخلافات الدائرة" بين الجهات المانحة.

وقال الشهابي في تغريدة: "هذا بسبب الخلافات الدائرة بين جهاتنا المانحة التي جعلت من الصعب استمرار العمل".

ولم يقدم معلومات إضافية حول هوية ممولي مؤسسته أو طبيعة الخلافات.

قضية خاشقجي ورَّطت الرياض 

وأكد الشهابي، الذي تعرَّض لانتقادات واسعة النطاق لإسراعه بالدفاع عن الرياض بعد مقتل خاشقجي في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، دعمه لحكام المملكة في سلسلة من التغريدات التي أعلن فيها إغلاق المؤسسة.

وقال إن الإغلاق لا يغير من دعمه لبرنامج "التغيير والإصلاح" الجاري في السعودية، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكتب الشهابي: "أصدر منتقدون أحكاماً غير مكتملة وغير متوازنة حول عهده بتركيزهم على مأساة خاشقجي واعتقالات المعارضين لكنهم اختاروا تجاهُل التغييرات الجذرية التي دفع بها في المجالات الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية".

وقد اكتسب الشهابي سُمعة بأنه يدافع عما "لا يمكن الدفاع عنه" عندما تجاهل عملية قتل خاشقجي باعتبارها "عملية غبية وفاشلة".

وأشاد أيضاً باستجابة دونالد ترامب للأزمة، إذ سعى الرئيس الأمريكي لحماية حلفائه السعوديين من موجة الغضب في واشنطن.

لكن واشنطن مستمرة في دعمها 

وقد أدى مقتل خاشقجي، وهو كاتب مقالات رأي سابق في صحيفة The Washington Post وكان يقيم في ولاية فرجينيا، إلى مزيد من التدقيق في المراكز البحثية وجماعات الضغط الموالية للسعودية في العاصمة الأمريكية.

لكن فيما حاولت المؤسسات الكبرى في واشنطن أن تنأى بنفسها عن الرياض، وشكك بعض أقرب حلفاء ترامب في دفاع الرئيس الأمريكي عن ولي العهد، ظل الشهابي ثابتاً على موقفه في دعمه للمملكة.

وفي الشهر الماضي، امتدح ترامب لإشارته إلى ابن سلمان على أنه "صديق" وقوله إن الحاكم الشاب اضطلع بدور رئيسي في"انفتاح المملكة العربية السعودية".

وكتب شهابي في منشور لاحق: "أصاب ترامب في إبراز حقيقتين رئيسيتين. وهما محاربة محمد بن سلمان للتطرف الوهابي وتمكينه النساء من المشاركة في المجتمع بطريقة كان لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط".

وقال: "إنه يفهم أنه من الغباء التركيز على قضية واحدة فقط وهي مأساة خاشقجي".

ومن المفارقات أن وليد الهذلول، شقيق الناشطة المعتقلة لجين الهذلول، المدافعة عن حقوق المرأة، رحب بإغلاق المؤسسة العربية التي يرأسها الشهابي.

وكتب يقول: "هذا خبر سار لصحة المناقشات السياسية في واشنطن".

ونشطاء ينددون بانتهاكات المملكة لحقوق الإنسان 

وتجدر الإشارة إلى أن محمد بن سلمان رفع الحظر عن قيادة المرأة وحاول تخفيف بعض الأعراف المبالغة في التشدد في  السعودية.

ومع ذلك، شرعت حكومته في شن حملة قمع وحشية على المعارضين واعتقلت العشرات من المدافعات عن حقوق المرأة، بمن فيهم لجين الهذلول، التي تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي في السجن.

وقد ندد المشرعون الأمريكيون مراراً بانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، بما في ذلك احتجاز لجين وغيرها من الناشطين.

ورغم هذا الغضب المتنامي، استمرت المؤسسة العربية في استضافة محللين بارزين وتنظيم الفعاليات في واشنطن.

وأكد الشهابي، بعد 18 يوماً من مقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله، أن "محمد بن سلمان لن يغادر" في سلسلة تغريدات على تويتر قال فيها إن وجود ولي العهد ضروري لاستقرار المملكة.

وأجابت كارين عطية، وهي محررة في صحيفة The Washington Post وعملت مع خاشقجي، تغريدته بقولها: "استمر في صرف تلك الشيكات، يا علي. لن أستوعب أبداً كيف يمكنك النوم ليلاً".

تحميل المزيد