فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 22 يوليو/تموز 2019، بناية سكنية جديدة في حي واد الحمص بالقدس المحتلة. وجرت عملية تفجير البناية المكونة من عدة طوابق، بعد توزيع كمية كبيرة من المواد المتفجرة فيها خلال الساعات الماضية.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية، إلى أنه منذ فجر الإثنين، شرعت جرافات الاحتلال، بهدم عدة مبان في وقت واحد، في وادي الحمص، بحي صور باهر، جنوبي مدينة القدس، بعد إخلاء سكانها منها.
وتدعي سلطات الاحتلال أن البنايات مقامة بدون ترخيص في منطقة يمنع البناء فيها، لكن أصحاب المنازل يؤكدون أنهم حصلوا على رخص بناء، من الجهات المختصة باعتبار أن منطقة البناء واقعة تحت المسؤولية المدنية الفلسطينية.
جرافات الاحتلال الإسرائيلي لهدم منازل الفلسطينيين
وقالت وكالة رويتر الإثنين، إن جرافات يرافقها مئات من الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيلية، دخلت بلدة صور باهر الفلسطينية التي تقع على مشارف القدس الشرقية في منطقة احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967.
ويخشى الفلسطينيون من أن يكون هدم مبان قرب السياج سابقة يتبعها هدم مماثل في بلدات أخرى على طول الجدار الذي يمتد لمئات الكيلومترات داخل الضفة الغربية المحتلة وحولها.
والهدم هو أحدث حلقة في جدل مطول بشأن مستقبل القدس التي يسكنها أكثر من 500 ألف إسرائيلي ونحو 300 ألف فلسطيني.
واجتازت القوات الإسرائيلية قطاعاً من السلك الشائك بالجدار في صور باهر تحت ستار الظلام في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين وبدأت في إبعاد السكان عن المنطقة.
وشرعت جرافات وحفارات آلية في هدم منازل على جانبي الجدار فيما أعدت قوات الأمن مبنى تحت الإنشاء من تسعة طوابق للهدم.
وقال حمادة حمادة، وهو رئيس لجنة الدفاع عن وادي الحمص، المنطقة التي تجري فيها عمليات الهدم، إنهم بدأوا منذ الثانية صباحاً "إخراج السكان بالقوة ويقومون بزرع متفجرات علشان تدمير البنايات".
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قضت في يونيو/حزيران بأن المباني تنتهك حظراً للبناء بالمنطقة. وانتهت يوم الجمعة مهلة مُنحت للسكان لهدم المباني التي يشملها الحكم، أو أجزاء منها.
وقال بعض السكان إن المباني تقع في مناطق تديرها السلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في الضفة الغربية المحتلة.
وقال طارق الوحش (37 عاماً) بصوت متقطع بسبب دوي هدم جرافة لمنزله المؤلف من ثلاثة طوابق والذي لم يكتمل بناؤه بعد، "بنيت هذا البيت حجراً حجراً. كان حلمي أن أسكن فيه".
وأضاف "حصلت على كل التراخيص اللازمة" من السلطة الفلسطينية واعتقدت أنني كنت أفعل الصواب.
رغم مطالب الأمم المتحدة بوقف عمليات "التفجير"
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، إسرائيل بوقف هدم منازل الفلسطينيين بالقدس الشرقية، وقال إنه يتفق مع بيان أصدره مسؤولون أمميون في هذا الصدد، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وتلا المسؤول الأممي بياناً أصدره كل من جيمي ماك جولدريك منسق الأمم المتحدة الشؤون الإنسانية، و"جوين لويس" مديرة عمليات الضفة الغربية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا) و"جيمس هينان" رئيس مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ودعا البيان إلي وقف أعمال الهدم الجماعي في حي صور باهر بالقدس الشرقية.
وقال المسؤولون الأمميون، في بيانهم، "نتابع عن كثب التطورات في منطقة صور باهر بالقدس حيث يواجه سبعة عشر فلسطينياً، من بينهم تسعة لاجئين فلسطينيين، خطر النزوح ويخاطر أكثر من 350 آخرين بفقدان ممتلكاتهم، بسبب اعتزام السلطات الإسرائيلية هدم 10 مبان، بما في ذلك حوالي 70 شقة، بسبب قربها من الجدار الفاصل في الضفة الغربية.
بعد رفض المحكمة العليا في إسرائيل طلب السكان
ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية (أعلى هيئة قضائية)، الأحد الماضي، التماساً قدمه السكان لإلزام السلطات الإسرائيلية بوقف هدم منازلهم مؤقتاً.
وتدعي السلطات الإسرائيلية أن البنايات مقامة بدون ترخيص في منطقة يمنع البناء فيها، لكن السلطة الفلسطينية تؤكد أن أصحاب المنازل حصلوا على رخص بناء من الجهات المختصة (الفلسطينية) باعتبار أن منطقة البناء واقعة تحت المسؤولية المدنية الفلسطينية.
ويقع الجزء الأكبر من بلدة صور باهر، جنوبي القدس، ضمن حدود البلدية الإسرائيلية بالقدس، لكن جزءاً كبيراً من أراضيها، بما فيها منطقة الهدم، تقع ضمن حدود الضفة الغربية وأراضيها مصنفة (أ) و( ب).
وتخضع المنطقة ( أ) للسيطرة الفلسطينية الكاملة والمنطقة (ب) للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية. والضفة، حسب "اتفاقية أوسلو"، مقسمة إلى ثلاث مناطق، (أ، ب، ج)؛ حيث تخضع المنطقة (ج) للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.