الآلاف من الشرطة الفرنسية يستعدون لنهائي أمم إفريقيا بين الجزائر والسنغال

سيتواجد الآلاف من رجال الشرطة في شوارع المدن الفرنسية، اليوم الجمعة 19 يوليو/تموز 2019، تحسباً للمباراة النهائية المرتقبة بين منتخبي الجزائر، والسنغال، في نهائي كأس أمم إفريقيا، والمقام في ملعب القاهرة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/19 الساعة 06:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/19 الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش
مشجعون جزائريون في العاصمة الفرنسية باريس - صورة أرشيفية - رويترز

سيتواجد الآلاف من رجال الشرطة في شوارع المدن الفرنسية، اليوم الجمعة 19 يوليو/تموز 2019، تحسباً للمباراة النهائية المرتقبة بين منتخبي الجزائر، والسنغال، في نهائي كأس أمم إفريقيا، والمقام في ملعب القاهرة. 

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الجمعة، إن هذا الانتشار يأتي بعدما اعتقلت الشرطة الفرنسية ما لا يقل عن 200 شخص، عقب احتفالات جرت في مدن فرنسية بعد فوز الجزائر في مباراة نصف النهائي على نيجيريا، يوم الأحد الماضي. 

رفع مستوى الجاهزية

ويوجد في فرنسا -التي احتلت الجزائر لنحو 130 عاماً- عدد كبير من المواطنين مزدوجي الجنسية الجزائرية والفرنسية، وبحسب الصحيفة البريطانية فإن أكثر من نصف لاعبي منتخب الجزائر لكرة القدم ولدوا في فرنسا، وتدربوا فيها. 

وينتقد جزائريون ما يقولون إنه تعامل "بازدواجية" يتعرضون له في فرنسا، ويقولون إنه إذا ما حقق الجزائريون إنجازاً إيجابياً، فإن الإعلام يتحدث عنهم كفرنسيين، وأما في حال ارتكب بعضهم أفعالاً مخالفاً فإن الإعلام يقول عنهم "جزائريون". 

وقال مفوض شرطة العاصمة الفرنسية ديدييه لالمان، في مؤتمر صحفي أول أمس الأربعاء، إنه على هامش فوز الجزائر في الدور ربع النهائي على ساحل العاج (5-4 بركلات الترجيح) في 11 يوليو/تموز "انتشر 650 عنصر شرطة ودرك".

وأشار إلى أن السلطات الفرنسية رفعت مستوى الجاهزية في 14 يوليو/تموز الماضي (العيد الوطني الذي تزامن مع مباراة نصف النهائي بين الجزائر ونيجيريا) إلى 2500 عنصر"، مضيفاً "هذا هو الرقم ذاته الذي سيكون متواجداً مساء الجمعة".

وأوضح أن السلطات الأمنية ستنشر عناصرها لحماية واجهات المباني والمحال التجارية لا سيما عند جادة الشانزليزيه والشوارع المحيطة بها، تفادياً "لحصول مظاهر التخريب والنهب التي طالت بعض المتاجر على هامش احتفالات سابقة خلال البطولة الحالية للمشجعين الجزائريين"، بحسب قوله. 

وقال لالمان "هذا التعبير عن الفرح يجب أن يبقى على ما هو عليه، تعبيراً عن الفرح"، مذكراً بأن الاحتفالات السابقة شهدت تعرض محال ودراجات نارية للنهب والسرقة، وفقاً لما ذكره موقع تلفزيون "فرانس 24". 

اعتقالات في مناسبات رياضية

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية تحدث مصدر في الشرطة عن توقيف شابين للاشتباه بضلوعهما في عمليات السرقة، مشيراً إلى أنه تم العثور على 13 من الدراجات النارية الـ14 التي سرقت.

وقالت صحيفة The Guardian إن شوارع فرنسية امتلأت بسيارات خرج من نوافذها أُناس وهم يلوحون بأعلام الجزائر، فضلاً عن تجمع حشود هتفوا في شارع الشانزيليزيه. 

وتحدثت الصحيفة عن حصول صدام بين عناصر من الشرطة وبعض المشجعين، وانتهى باعتقال عدد منهم في مدينتي مرسيليا وليون.

ومن الشائع اعتقال المئات في فرنسا بعد المناسبات الرياضية المهمة في فرنسا، وفي العام الماضي عندما فازت فرنسا بكأس العالم، تعرض متجر كبير في شارع الشانزيليزيه للتحطيم، واستخدمت حينها الشرطة خراطيم المياه، واعتقلت 292 شخصاً في جميع أنحاء البلاد بين عشية وضحاها. 

اليمين المتطرف

وتستغل أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا تصرفات بعض الجماهير، حيث اعتبر حزب "التجمع الوطني" اليميني الذي تقوده مارين لوبين، أن الاحتفالات التي شهدتها فرنسا خلال بطولة أمم إفريقيا، أظهرت "فشلاً فرنسياً في دمج الأشخاص ذوي الأصول الجزائرية". 

وأشارت صحيفة The Guardian إلى أن حب لوبين طلب من الشرطة إغلاق شارع الشانزيليزيه خلال مباراة الجزائر الأخير الأسبوع الماضي، واقترح أحد أعضاء الحزب بمنع رفع الأعلام الجزائرية والتلويح بها في الشوارع الفرنسية، إلا أن الشرطة رفضت الاقتراح. 

وهاجم اليميني المتطرف روبرت مينارد عمدة مدينة بيزيرز الفرنسية، الجماهير الجزائرية المُحتفلة بفوز منتخبها وهي تحمل الجنسية الفرنسية، وقال إن "المشجعين الذين يحتفلون بفوز الجزائر هم فرنسيون على الورق فقط"، بحسب تعبيره. 

وقال قائد في شرطة باريس، إنه "لا مشكلة للشرطة مع الناس القادمين لإظهار فرحتهم، لكن شريطة ألا يتسببوا بأي ضرر أو تخريب". 

رسالة محرز للجزائريين

وكان نجم المنتخب الجزائري رياض محرز قد ردّ على تغريدة لفرنسي من اليمين المتطرف، تمنى خسارة الجزائر أمام نيجيريا في المباراة التي جمعت الفريقين بنصف نهائي كأس أمم إفريقيا، وحظي رد محرز بانتشار وتفاعل واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي.  

وكتب العضو في التجمع الوطني الفرنسي التابع لليمين المتطرف، جوليا أودول، تغريدة قال فيها إنه يتمنى فوز المنتخب النيجيري على الجزائر، "كي لا يرى الأعلام الجزائرية، ومشاهد العنف، والشغب من قبل الجزائريين في فرنسا".

وردّ محرز على أودول موجهاً كلامه له قائلاً، إن "الركلة الحرة كانت إهداء لك"، مشيراً بذلك إلى الهدف الذي منح الجزائر الفوز، بعد تسديد ضربة حرة من محرز سكنت الشباك.

ونشر محرز –الذي يلعب الآن في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي– في تغريدته علمي فرنسا والجزائر، وكتب بجانبهما: "نحن معاً"، مؤكداً بذلك رفضه الخطاب العنصري من أودول.

وكان محرز قد وجه نداء للجماهير التي خرجت للاحتفال بضرورة "تفادي التخريب والاحتفال بمنطقية"، وهي رسالة بدت أنها موجهة إلى أبناء جلدته في فرنسا، بعد هجوم من اليمين المتطرف ضد هذه الاحتفالات.

ويأمل مشجعو "محاربو الصحراء" اليوم الجمعة في فوز منتخب الجزائر بالنهائي على السنغال، ويوم الإثنين الفائت أعلنت رئاسة الوزراء الجزائرية انطلاق جسر جوي من 28 طائرة مدنية وعسكرية لنقل مشجعين إلى مصر لمؤازرة منتخب بلادهم في النهائي الإفريقي. 

تحميل المزيد