قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 18 يوليو/تموز 2019، إن الولايات المتحدة لا تدرس حالياً فرضَ عقوبات على تركيا، بسبب شرائها منظومة إس-400 الدفاعية الجوي الروسية.
جاء ذلك بعد يوم من قول البيت الأبيض إنَّ شراء تركيا للمنظومة يجعل وجود أنقرة في برنامج المقاتلة إف-35 مستحيلاً.
وذكرت محطة سي.إن.إن ترك التلفزيونية، في وقت سابق، أنَّ المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبَّر عن "قلق" بلاده، اليوم الخميس، من قرار واشنطن استبعاد تركيا من برنامج المقاتلة.
ونقلت المحطة عن إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان قوله، إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن، العضوين في حلف شمال الأطلسي، لا يمكن أن تبقى جيدة في ظلِّ مثل تلك القرارات الأحادية الجانب.
استبعاد تركيا من برنامج طائرات إف-35
ويوم الأربعاء 17 يوليو/تموز 2019، قالت الولايات المتحدة إنَّها ستستبعد تركيا من برنامج المقاتلة إف-35، في خطوة متوقَّعة، كثيراً ما هدَّدت بها واشنطن بعد أن بدأت أنقرة في تسلم نظام دفاع صاروخي روسي متطور، الأسبوع الماضي.
وكانت الأجزاء الأولى من منظومة إس-400 للدفاع الجوي قد وصلت إلى قاعدة مرتد الجوية شمال غربي أنقرة، يوم الجمعة، تنفيذاً لصفقة مع روسيا، سعت الولايات المتحدة على مدى شهور لمنعها.
وقالت إلين لورد، وكيلة وزير الدفاع لعمليات الشراء، في إفادة صحفية يوم الأربعاء: "الولايات المتحدة وشركاؤها في برنامج الطائرة إف-35 متفقون في قرار تعليق مشاركة تركيا في البرنامج، وبدء عملية لاستبعادها رسمياً منه".
وقالت وزارة الخارجية التركية إنَّ الخطوة جائرة، وقد تؤثر على العلاقات بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي.
وقالت لورد إنَّ هذه الخطوة ستُكبِّد الولايات المتحدة ما بين 500 و600 مليون دولار، في صورة تكاليف هندسية غير متكررة.
وأضافت أن تركيا تقوم بتصنيع أكثر من 900 جزء من أجزاء المقاتلة إف-35، وأن سلسلة الإمداد ستنتقل من مصانع تركية إلى أخرى أمريكية بالأساس، بعد شطب المورّدين الأتراك.
وتابعت: "للأسف ستفقد تركيا بالتأكيد وظائف وفرصاً اقتصاديةً مستقبلية، نتيجة هذا القرار… لن تتلقى بعد الآن حصة العمل التي كان من المتوقع أن يزيد حجمها عن تسعة مليارات دولار، والمتعلقة بالمقاتلة إف-35، طيلة البرنامج".
بعد إصرار أنقرة على إتمام صفقة منظمومة إس-400
بعد إعلان البنتاغون، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "ندعو الولايات المتحدة للرجوع عن هذا الخطأ، الذي سيفتح جراحاً لن تندمل في العلاقات الاستراتيجية".
وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، في مؤتمر سنوي عن الأمن، أقامه معهد أسبن في مدينة أسبن بولاية كولورادو الأمريكية، إنه يشعر بالقلق من استبعاد تركيا من برنامج إف-35.
لكنه أردف قائلاً إنه في حين أن منظومة إس-400 لا يمكن أن تصبح جزءاً من دفاعات حلف الأطلسي الجوية والصاروخية، فإن تركيا لديها طائرات وأجهزة رادار ستظل جزءاً من النظام.
وقال: "منظومة إس-400 للدفاع الجوي الروسي لا يمكن أن تندمج في نظام حلف شمال الأطلسي المتكامل للدفاع الجوي والصاروخي، الذي يتعلق بالمشاركة في التقاط صور الرادار، والمشاركة في المراقبة الجوية، والمشاركة في القدرات".
وكان البنتاغون قد وضع بالفعل خطة لاستبعاد تركيا من البرنامج، تشمل وقف تدريب الطيارين الأتراك على الطائرة.
وقالت لورد إنَّ كل قائدي المقاتلة إف-35 الأتراك، والعاملين عليها، لديهم "خطط واضحة" لمغادرة الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يغادروها بحلول نهاية يوليو/تموز.