عقد اجتماعات مريبة مع الروس وتسلّم مواد مخترقة.. وثائق تكشف لقاء أسانج بمسؤولين قبل نشر وثائق ويكيليكس

كشفت تقارير المراقبة المكثفة وسجلات الأمن عن قدرة جوليان أسانج على تشغيل ويكيليكس بمساعدة روسية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/16 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/16 الساعة 14:28 بتوقيت غرينتش
مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج / رويترز

كشفت تقارير المراقبة المكثفة وسجلات الأمن عن قدرة جوليان أسانج على تشغيل ويكيليكس بمساعدة روسية، من داخل سفارة الإكوادور في لندن خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.

وذكرت التقارير التي جمعتها UC Global، وهي شركة أمنية إسبانية خاصة استأجرتها الحكومة الإكوادورية، وحصلت عليها شبكة CNN، كيفية حصول أسانج على مواد مخترقة من عملاء روس عبر مُهرِّبين سلموها له مباشرةً داخل السفارة.

وطرح هذا الاحتمال المستشارُ الخاص لمكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر، خلال تحقيقه في التدخل الروسي بانتخابات عام 2016، وفق ما نشرت صحيفةThe Daily Mail البريطانية.

وأوضحت الوثائق والسجلات الأمنية لسفارة الإكوادور، المصدّق عليها من قبل مسؤول مخابراتي إكوادوري، بالتفصيل مواعيد الاجتماعات المريبة بين أسانج والمسؤولين الروس، والتي كانت لها علاقةٌ وثيقة بنشر وثائق ويكيليكس الخطيرة.

وتُقدِّم الوثائق أيضاً تفاصيل الأجهزة وتحديثات الوصول إلى الإنترنت، التي منحتها الحكومة الإكوادورية لأسانج، قبل تسريب رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي ورئيس حملة هيلاري كلينتون، جون بوديستا.

مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج

وقال موقع ويكيليكس وأسانج مراراً وتكراراً إنَّ مصدر التسريبات المذكورة أعلاه "ليس الحكومة الروسية وليس طرفاً حكومياً"، بالإضافة إلى إنكار أسانج أنَّه يعمل لصالح الكرملين.

وينتظر أسانج، الذي يقضي حالياً عاماً في سجنٍ بريطاني بسبب عدم دفع الكفالة في لندن، معركةً مطولة بشأن التسليم إلى الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالحصول على وثائق مسربة من ضابط مخابرات الجيش الأمريكي السابق، تشيلسي مانينغ، في عام 2010.

وقبل أن تُخرِجه الشرطة البريطانية من السفارة في أبريل/نيسان 2019، تمكَّن أسانج من تطوير نظام امتيازات خاصة منحته سلطة تحديد أشخاص يمكنهم الدخول دون تفتيش.

وكانت لديه القدرة أيضاً على إزالة أسماء الأشخاص من سجل الزوار، حسب تقارير المراقبة.

وفي يونيو/حزيران 2016، أظهرت سجلات الزوار أنَّ أسانج التقى بالروس والأشخاص الذين تربطهم صلات بالكرملين سبع مراتٍ على الأقل.

والتقى مرتين خلال تلك الاجتماعات مع مواطنةٍ روسيّة تُدعى يانا ماكسيموفا، وذلك في وضَح النهار داخل قاعة اجتماعات السفارة.

وعُقِدَت خمسةٌ من تلك الاجتماعات مع كبار الموظفين في شبكة RT، وهي المؤسسة الإعلامية المدعومة من الكرملين والتي تنتشر مكاتبها في جميع أنحاء العالم.

والتقى مرتين، خلال اجتماعاته مع RT، مع رئيس مكتب لندن، نيكولاي بوغاتشيخين. وأظهرت تقارير المراقبة أنَّ بوغاتشيخين أعطى أسانج ذاكرة USB خلال الدقائق الأخيرة من أحد اللقاءات بموافقةٍ من السفير الإكوادوري.

ووجد تقرير مولر أنَّ الشخصيات الرقمية Guccifer 2.0 وDCLeaks اللتين أعلنتا مسؤوليتهما علناً عن اختراق أهداف الديمقراطيين في ربيع عام 2016، ثم نقلتا بعضاً من هذه الملفات إلى ويكيليكس، أُنشئتا فعلياً بواسطة مخترقين من وكالة الاستخبارات العكسرية الروسية، والمعروفة باسم مديرية المخابرات الرئيسية.

وكذلك وجد تقرير مولر أنَّ ويكيليكس اتصلت بشخصيات رقمية روسية في السادس من يوليو/تمّوز، طالبةً بيانات "تتعلق بهيلاري، لأنَّ المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي يقترب، مما سيسمح بتوطيد قاعدة ناخبي بيرني الذين سيُؤيِّدونها لاحقاً"، في إشارةٍ إلى مرشح الانتخابات الرئاسية الأولية آنذاك السناتور الديموقراطي، بيرني ساندرز.

والتقى أسانج مع المخترقين الألمان أندرو مولر-ماغون وبيرند فيكس داخل سفارة الإكوادور لأكثر من أربع ساعات في الـ14 من يوليو/تمّوز عام 2016، وفقاً للسجلات الأمنية، وهو نفس اليوم الذي أرسل فيه المخترقين الذين يمثلون Guccifer 2.0 بيانات إلى ويكيليكس تحت عنوان "الأرشيف الكبير".

المستشارُ الخاص لمكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر/ رويترز

وحدَّد تقرير مولر أنَّ مولر-ماغون بوصفه وسيطاً روسياً محتمل.

ونفى مولر-ماغون، الذي ظهر ضيفاً على قناة RT في برنامجٍ استضاف أسانج عام 2012، حيازة المواد المخترقة التي نُشرت في النهاية على موقع ويكيليكس.

وفي الـ18 من يوليو/تمّوز، حين انطلق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في كليفلاند، غادر أحد حراس سفارة الإكوادور موقعه لاستلام شيء ما من رجل ملثم يرتدي نظارة شمسية وحقيبة ظهر، بحسب ما أظهرته صور المراقبة.

ووجد تقرير مولر في اليوم نفسه أنَّ المخترقين الروس تلقوا إخطاراً من ويكيليكس باستلام الملفات التي ستُنشر قريباً.

ونشرت ويكيليكس أكثر من 20 ألف ملف من اللجنة الوطنية الديمقراطية في الـ22 من يوليو/تمّوز، وهي الملفات التي تكشف تفضيل هيلاري كلينتون على ساندرز، مما أدَّى إلى اضطراباتٍ خلال المؤتمر الديمقراطي التالي في فيلادلفيا أجبرت رئيسه، النائب ديبي واسرمان شولتز من فلوريدا، على الاستقالة.

وبعد خمسة أيام، قال دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة آنذاك: "روسيا، إذا كنت تستمعين، أتمنى أن تتمكَّني من العثور على 30 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة"، في إشارةٍ إلى رسائل البريد الإلكتروني المرسلة عبر السيرفر الخاص لهيلاري والتي لم تسنح الفرصة باستردادها إبان التحقيق في تعاملها مع الرسائل السرية.

وفي غضون ساعات من ذلك التصريح، حاول الروس اختراق مكتب هيلاري للمرة الأولى.

وأفاد تقرير مولر أنَّ المُخترق "DCLeaks"، الذي حدده التقرير بأنَّه اسم مستعار لشخصٍ روسي، اتصل في وقتٍ لاحق بـWikiLeaks. وقدَّم وثائق إضافية قائلاً: "لن يخيب ظنك، أعدك بذلك"، قبل أن يُرسِل 50 ألف رسالة بريد إلكتروني من البريد الوارد لجون بوديستا.

وقدّر مولر أن البيانات ربما تكون قد نُقلت في الـ19 من سبتمبر/أيلول، وهو يوم تظهر فيه السجلات الأمنية أنَّ أسانج التقى بمولر-ماغون، ورأى الحراس أسانج يقوم بتحديث كابلات الكمبيوتر في سفارة الإكوادور.

وبدأ تسريب رسائل بودستا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ونُشرت يومياً تقريباً قبل الانتخابات.

وفي حالتين على الأقل، نشرت شبكة RT مقالات تتعلَّق بدفعة بريد إلكتروني جديدة من ويكيليكس قبل أن ينشرها الموقع.

والمغزى هنا هو أنَّ الكرملين وويكيليكس كانا ينسقان الجهود وراء الكواليس، وهو ما نفاه الجانبان.

تحميل المزيد