أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن استعداد بلاده لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشرط أن ترفع العقوبات التي فرضتها على طهران وتعود إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه.
روحاني يبدي الموافقة على إجراء مفاوضات مع واشنطن
حيث قال روحاني في خطاب أذاعه التلفزيون الرسمي، الأحد، 14 يوليو/تموز: "نؤمن دائماً بالمحادثات.. إذا رفعوا العقوبات، وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة، وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أمريكا اليوم والآن، وفي أي مكان".
وشدد الرئيس الإيراني على أن صبر بلاده حيال الموقف الأمريكي الرافض للاتفاق لن يكون بلا نهاية.
وفي وقت سابق الأحد، قال روحاني في خطاب بمحافظة خراسان الشمالية: "جاهزون للتفاوض في كل وقت إن كانوا صادقين، وإذا رفعوا مقاطعتهم عنا"، وأضاف موجهاً حديثه إلى واشنطن: "الخروج من الاتفاق لم يكن فكرتنا، وأنتم الذين لم تلتزموا بتعهداتكم".
وأردف: "مررنا بظروف قاسية، ولكن وضعنا الحالي أفضل من الوضع قبل شهرين.. قمنا بتغيير سياسة الصبر الاستراتيجي باستراتيجية التعامل بالمثل، والخطوة مقابل الخطوة".
واستطرد: "لصبرنا حدود ولا يمكن أن نستمر في الصبر إلى ما لا نهاية".
لكن بعد إلغاء العقوبات الأمريكية على البلاد
فقد انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، قبل عام من الآن وفرضت عقوبات على الأخيرة؛ ما تسبب بتصاعد التوتر في المنطقة، وسط تهديدات إيرانية بالعمل على وقف صادرات الخليج النفطية والتحلل من التزاماتها النووية تدريجياً.
وتتهم الولايات المتحدة ودول خليجية إيران باستهداف ناقلتي نفط قرب هرمز، في يونيو/حزيران الماضي، ومحطتين لضخ الخام في السعودية قبل ذلك بأقل من شهر، فضلاً عن دعم جماعة "الحوثي" اليمن؛ وهو ما تنفيه طهران.
وأُبرم الاتفاق النووي عام 2015، بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا؛ بالإضافة إلى ألمانيا، ورُفعت بموجبه عقوبات دولية عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.
إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبرت أن الاتفاق "سيئ"، وخرجت منه بهدف التفاوض على صيغة جديدة بقيود أكبر، تشمل البرامج الصاروخية والتدخلات الإقليمية لإيران.
فيما يطالب الاتحاد الأوروبي بضرورة الالتزام بالاتفاق النووي
وقد جددت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، "التزامها" بالاتفاق النووي الإيراني، معربة عن "انزعاجها الشديد من هجمات وقعت في مياه الخليج وأماكن أخرى ومن الوضع المتدهور للأمن في المنطقة".
وفي بيان مشترك، قالت الدول الثلاث إن الوقت حان "للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار"، بحسب قناة "يورونيوز".
وتشهد المنطقة توتراً متصاعداً بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.
واتخذت طهران تلك الخطوة، الشهر الماضي، مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.
كما تتهم دول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية، وهو ما نفته طهران، وعرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج.
وفي 4 يوليو/تموز الجاري، أعلنت حكومة جبل طارق، إيقاف ناقلة نفط تحمل الخام الإيراني إلى سوريا، واحتجاز حمولتها.
وأوضحت أن سبب الإيقاف "انتهاك" الناقلة للحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا.
وفي اليوم نفسه، استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران، روب ماكير، للاحتجاج على احتجاز الناقلة.