وسط مخاوف من «انتقام إيراني».. شرطة جبل طارق تلقي القبض على قبطان الناقلة الإيرانية المحتجزة

قالت شرطة جبل طارق إنها ألقت القبض على قبطان ومسؤول ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" بتهمة خرق العقوبات الأوروبية على سوريا، مضيفة أنها صادرت منها وثائق وأجهزة إلكترونية.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/11 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/11 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق/ رويترز

قالت شرطة جبل طارق إنها ألقت القبض على قبطان ومسؤول ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" بتهمة خرق العقوبات الأوروبية على سوريا، مضيفة أنها صادرت منها وثائق وأجهزة إلكترونية.

وكانت قوة بحرية بريطانية احتجزت الناقلة، في الأسبوع الماضي، قبالة منطقة جبل طارق، للاشتباه في خرقها العقوبات الأوروبية بنقل نفط إلى سوريا.

وقالت الشرطة في بيان، الخميس 11 يوليو/تموز 2019، "إن التحقيق لا يزال جارياً، وإن (غريس 1) لا تزال محتجزة".

مخاوف أمنية على السفن البريطانية في مضيق هرمز

وقال مصدر أمني، الخميس، إن بريطانيا لا تنوي تخصيص مرافقة أمنية لكل سفينة تجارية بريطانية تمر بمضيق هرمز، وذلك بعد تدخُّل سفينة حربية بريطانية لمنع ثلاث سفن إيرانية من اعتراض مسار ناقلة تابعة لشركة "بي بي".

وأضاف المصدر أن بريطانيا رفعت يوم الثلاثاء 9 يوليو/تموز 2019، مستوى أمن السفن إلى الدرجة (3)، وهي أعلى درجة، وذلك بالنسبة للسفن التي ترفع عَلم بريطانيا في المياه الإيرانية.

تعزيزات عسكرية بريطانية قرب خليج عُمان/ رويترز
تعزيزات عسكرية بريطانية قرب خليج عُمان/ رويترز

وقال المصدر البريطاني: "إن المستوى 3 في الملاحة يوازي المستوى (الحرج)، ويعني وجود خطر كبير…". وأضاف: "سنكون حازمين في الدفاع عن المصالح البحرية البريطانية بالخليج، لكن لا نسعى مطلقاً لتصعيد الموقف مع إيران" 

بعد محاولة اعتراض إيرانية لثلاث سفن

قالت الحكومة البريطانية إن ثلاث سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل ناقلة تشغلها شركة "بي بي" البريطانية، في مضيق هرمز، لكنها انسحبت بعد تحذيرات من سفينة حربية بريطانية.

وحثت بريطانيا السلطات الإيرانية على "تهدئة الوضع في المنطقة"، بعد الاقتراب من ناقلة النفط العملاقة "بريتيش هيريتدج" التي تشغلها شركة "بي بي" وترفع عَلم جزيرة آيل أوف مان.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في بيان: "السفينة الحربية (مونتروز) اضطرت إلى التمركز بين السفن الإيرانية و(بريتيش هيريتدج)، ووجهت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها".

وحدثت الواقعة بعد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من عزمه على زيادة العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران "بشكل كبير"، في إطار جهوده لحمل طهران على تقييد برنامجها النووي وتغيير نهجها الإقليمي.

وسط تهديدات بعد احتجاز الناقلة الإيرانية

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات التي استهدفت الملاحة منذ منتصف مايو/أيار 2019، في أهم شريان ملاحي لصناعة النفط بالعالم، وهي اتهامات ترفضها طهران، لكنها أثارت مخاوف من اندلاع صراع عسكري مباشر بين الخصمين القديمين.

واتخذت المواجهة المتصاعدة بين إيران والغرب منحى آخر، الأسبوع الماضي، عندما احتجزت قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية الناقلة الإيرانية (غريس 1) قبالة ساحل جبل طارق، للاشتباه في أنها تخرق عقوباتٍ فرضها الاتحاد الأوروبي بنقل نفط إلى سوريا.

وقال قائد عسكري إيراني كبير، الخميس، إن بريطانيا والولايات المتحدة ستندمان على احتجاز الناقلة الإيرانية، وذلك بعد أيام من تصريحات رئيس أركان القوات المسلحة بأن احتجاز السفينة لن يمر دون رد.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رفضه التقرير البريطاني، ووصفه المزاعم الواردة فيه بأنها "لا قيمة لها".

ممر ملاحي رئيسي يتحكم في أسواق النفط

تصاعدت التوترات في الخليج خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ بدأت إيران عدم التقيد بشروط الاتفاق النووي الذي أبرمته مع قوى عالمية عام 2015.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، العام الماضي، وأعادت فرض العقوبات على إيران؛ وهو ما دفع إيران فعلياً إلى الخروج من أسواق النفط الرئيسية وأجبرها على إيجاد طرق غير تقليدية لبيع النفط الخام، وهو مصدر دخلها الرئيسي.

وحرم ذلك طهران من الفوائد الاقتصادية التي كانت تحصل عليها مقابل تحجيم برنامجها النووي، وتقول الجمهورية الإسلامية إنها لن تعود إلى الامتثال التام بالاتفاق إلا بعد رفع العقوبات وعودة واشنطن إلى الاتفاق.

وقال بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي"، لدى سؤاله عن الوضع في الخليج، خلال ندوة في تشاتام هاوس بلندن، الأربعاء 10 يوليو/تموز 2019: "علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن سفننا".

وقال متحدث باسم الشركة إنها لن تعلق على الحادث الأخير، لكنه أضاف: "نشكر البحرية الملكية لدعمها".

ويمكن أن يؤدي التصعيد في مضيق هرمز، الذي يربط منتِجي النفط في الشرق الأوسط بالأسواق في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها، إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.

تحميل المزيد