ذكرت ثلاثة مصادر غربية مطلعة أن إطلاق إيران سراح نزار زكا، رجل الأعمال اللبناني الحاصل على إقامة أمريكية دائمة، شهر يونيو/حزيران 2019 بعد أربع سنوات قضاها في السجن استهدف التمهيد لمحادثات أمريكية إيرانية.
بيد أن تلك البادرة لم تكن كافية لواشنطن التي لم تتجاوب معها.
وقال مصدر عن الإفراج عن زكا في 11 يونيو/حزيران وعن القرار الأمريكي عدم السعي إلى محادثات مع طهران "لقد كانت فرصة ضائعة".
وقال مصدر إيراني ثان، مطلع وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إيران أطلقت سراح زكا كإشارة على رغبتها في تهدئة التوتر الذي يغذي المخاوف من نشوب حرب، ووصف الإفراج عنه بأنه "بادرة لحسن النوايا".
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على ما إذا كانت واشنطن قد ضيعت فرصة للحوار مع إيران بعد الإفراج عن زكا، وقال إذا أرادت إيران خفض التوتر فعليها الإفراج عن مواطن أمريكي.
وقال المتحدث لرويترز "إذا كانت إيران تريد خفض التوتر والحوار مع حكومة الولايات المتحدة فعليها القيام
بلفتة إنسانية مثل إطلاق سراح أحد مواطنينا الأمريكيين الأبرياء الذين تحتجزهم رهائن".
ورفض المسؤولون الإيرانيون القول إن كانت تلك مفاتحة من جانب إيران أو ما هي التنازلات التي تريدها طهران من واشنطن.
اتهم بالتجسس لصالح أمريكا
واُحتجز زكا في إيران عام 2015 وحُكم عليه في 2016 بالسجن عشر سنوات، ودفع غرامة 4.2 مليون دولار لـ "تآمره على الدولة".
وزكا خبير في تكنولوجيا المعلومات، ولديه تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة، واختفى في إيران في عام 2015 بعد تلقيه دعوة من مسؤول حكومي لحضور مؤتمر هناك.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية في وقت لاحق أن الحرس الثوري اعتقله لوجود صلات بينه وبين أجهزة الأمن الأمريكية.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2016 إلى إخلاء سبيله، وقالت إنه محتجز ظلماً.
وأفرجت السلطات الإيرانية عن خمسة مواطنين أمريكيين في تبادل للسجناء، بعد عام من إبرام اتفاق نووي بين إيران وقوى كبرى كان بمثابة تحسن حذر في العلاقات بين واشنطن وطهران. لكن التوترات بين البلدين
تصاعدت من جديد منذ انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018.