شهادة أخرى يفجرها معتقل سابق في سجون النظام السوري تكشف جانباً مختلفاً من معاناتهم، وتزيح الستار عن الأسماء التي يطلقها جلّادوه على أدوات التعذيب والاضطهاد بسجونه وأقبيته.
عماد أبو راس، المعتقل الذي شهد أهوال التعذيب في سجون الأسد، قال لـ "الأناضول" إن من بين أدوات التعذيب المستخدمة هناك المسماة "الأخضر الإبراهيمي"؛ وهي عبارة عن قضيب بلاستيكي سميك أخضر اللون.
وأوضح أن القضيب يشبه ما يُستخدم في الصرف الصحي، وهو من أكثر أدوات التعذيب المستخدمة في سجون وأفرع المخابرات التابعة للنظام.
الأخضر الإبراهيمي في سجون النظام السوري
وتابع أبو راس، الذي قضى 3 سنوات في معتقلات النظام، أن عناصر النظام ومحقِّقيه في أفرع المخابرات والسجون هم من أطلقوا هذا الاسم على قضيب التعذيب؛ "استهزاء بالأخضر الإبراهيمي ومهمته بين عامي 2012 و2014 كمبعوث دولي إلى سوريا".
وخلال الفترة المذكورة، عُيِّن الجزائري "الأخضر الإبراهيمي" مبعوثاً مشتركاً للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، قبل أن يستقيل من منصبه فيما بعد، عقب فشله في تحقيق أي تقدم.
ولفت إلى أنّ "عناصر النظام كانوا يقولون للمعتقلين: هذه من منجزات الأخضر الإبراهيمي، وهم يشيرون إلى القضيب الأخضر".
وكشف أبو راس أنه تعرض للضرب بهذه الأداة في فرع المخابرات الجوية في حمص، وإدارة المخابرات الجوية العامة في حي المزة بدمشق، وتعتبر من أكثر أدوات التعذيب التي يستخدمها محققو وجلّادو النظام.
وأشار إلى أن محققي النظام كانوا يتفنون في استخدام ذلك القضيب في الضرب على أنحاء الجسد كافة؛ وهو ما يسبب ندبات لا تزول في كل جزء يستهدفه وفي ذاكرة من تعرَّض للضرب به.
وأسماءُ آخرين على أدوات تعذيب السجناء
ولفت أبو راس إلى أن أسماء أدوات التعذيب لم تقتصر على "الأخضر الإبراهيمي"، بل امتدت لتشمل دبلوماسيين ومراقبين دوليين، مثل محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا في عام 2011، حيث توجد أداة للتعذيب أطلق عليها محققو النظام اسم "الأسود الدابي".
وتابع أن هذه الأداة "الأسود الدابي" موجودة فقط في سجن صيدنايا (بمحافظة ريف دمشق) ومستخدمة منذ عام 2008، ومنحها محققو النظام هذا الاسم بعد ترؤس السوداني "الدابي" لبعثة المراقبين العرب؛ استهزاء به وبمهمته.
و "الأسود الدابي" عبارة عن جزء من إطار سيارة، طوله متر أو متر ونصف المتر، وعرضه نحو 20 سنتيمتراً، وتوضع في مقدمته قبضة، ويُضرب المعتقل به بكلتا اليدين؛ نظراً إلى طوله وثقله، وغالباً ما يُضرب المعتقل به على قدميه.
وذكر أبو راس أن هناك أداة أخرى شهيرة أطلق عليها محققو النظام اسم "الأشقر النرويجي" نسبة إلى النرويجي روبرت مود، رئيس بعثة المراقبة الدولية في سوريا عام 2012.
مثل قضيب "الأشقر النرويجي"
وأضاف أن "الأشقر النرويجي" هو قضيب من السليكون أصفر اللون وشفاف، طوله أقل من متر، وهو أقل استخداماً من "الأخضر الإبراهيمي"، لكنه أكثر إيلاماً ويترك آثاراً دائمة في جسد المعتقل عكس "الأخضر الإبراهيمي"، الذي قد تزول آثاره مع الزمن.
من جانبه، قال طارق مدني، وهو معتقل سابق قضى 7 أشهر في سجون النظام، إن "الأخضر الإبراهيمي هو أكثر الأدوات التي يستخدمها المحققون، ويبلغ قطره نحو 2.5 سنتيمتر، وهو سميك جداً، ولذلك يكون الضرب به مؤلماً جداً".
وأوضح أن "الأخضر الإبراهيمي لا يُستخدم فقط خلال التحقيق، بل يُستعمل لضرب المعتقلين كذلك خلال الذهاب للحمام، أو الدخول والخروج" من المعتقل.