حكومة جبل طارق تحتجز ناقلة نفط عملاقة متجهة للنظام في سوريا

قالت حكومة جبل طارق، الخميس 4 يوليو/تموز 2019، إنها احتجزت الناقلة العملاقة (جريس 1)، للاشتباه في أنها تحمل نفطاً خاماً إلى سوريا، في عملية ذكر مصدر قضائي أنها قد تكون أول اعتراض من نوعه بموجب عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/04 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/04 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
السفينة التي حاصرتها حكومة جبل طارق/رويترز

قالت حكومة جبل طارق، الخميس 4 يوليو/تموز 2019، إنها احتجزت الناقلة العملاقة (جريس 1)، للاشتباه في أنها تحمل نفطاً خاماً إلى سوريا، في عملية ذكر مصدر قضائي أنها قد تكون أول اعتراض من نوعه بموجب عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي.

وتفيد بيانات ريفنيتيف أيكون لتتبع مسارات السفن، أنَّه جرى تحميل الناقلة بنفط خام إيراني، يوم 17 أبريل/نيسان 2019.

 وإذا تأكد أنها كانت تحاول تسليم هذه الشحنة إلى سوريا فقد يمثل هذا انتهاكاً أيضاً للعقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية.

وقالت حكومة جبل طارق في بيانٍ، إنَّ لديها أسباباً وجيهة تدعوها للاعتقاد بأنَّ الناقلة (جريس 1) تحمل شحنة من النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا.

وقال رئيس وزراء جبل طارق، فابيان بيكاردو: "تلك المصفاة مملوكة لكيان خاضع لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا". وأضاف: "بموافقة منّي، سعت هيئة الميناء وسلطات إنفاذ القانون لإشراك مشاة البحرية الملكية في تنفيذ هذه العملية".

العقوبات على الحكومة السورية 

بدأ تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي على الحكومة السورية، في مايو/أيار 2011، بعد فترةٍ وجيزةٍ من بدء حملة دامية على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، تحوَّلت فيما بعد إلى حرب أهلية طويلة.

وتخضع أيضاً إيران، وهي حليف وثيق للأسد، لعقوبات أمريكية تهدف إلى وقف جميع صادراتها النفطية. وقد فرضت هذه العقوبات بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العام الماضي، من الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى دولية مع إيران عام 2015.

أزمة وقود في سوريا 

فيما عانت المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة من نقص حادٍّ في الوقود في وقت سابق من هذا العام، نتيجة لما وصفه الأسد بالحصار الاقتصادي. 

وفي شهر مايو/أيار، تسلمت سوريا أول إمدادات نفطية أجنبية منذ ستة أشهر، مع وصول شحنتين، إحداهما من إيران، وفقاً لما قاله مصدر مطلع على الأمر في ذلك الوقت.

ونشرت حكومة جبل طارق، الأربعاء 3 يوليو/تموز 2019، لوائح تتيح تطبيق العقوبات على السفينة وشحنتها.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نرحب بهذا التصرف الحازم من جانب سلطات جبل طارق، والعمل على تطبيق نظام العقوبات الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا".

وكشفت رويترز في وقت سابق أن (جريس 1) كانت واحدة من أربع ناقلات تشارك في شحن زيت الوقود الإيراني إلى سنغافورة والصين، في انتهاك للعقوبات الأمريكية.

وتظهر بيانات ريفنيتيف أيكون، أن السفينة قطعت طريقاً أطول مروراً بالطرف الجنوبي لإفريقيا، بدلاً من عبور قناة السويس بمصر.

وجرى توثيق أنَّه جرى تحميل (جريس 1) بزيت الوقود في العراق، في ديسمبر/كانون الأول، رغم أن الميناء العراقي لم يسجل توقفها به، وكانت أنظمة التتبع بها مغلقة. وعاودت الناقلة الظهور بالقرب من ميناء بندر عسلوية الإيراني، وهي محملة بالكامل.

الحرب الاقتصادية بين إيران وأمريكا

وتظهر بيانات الشحن أن سعة الناقلة تبلغ 300 ألف طن، وأنها ترفع علم بنما، وتشغلها شركة (آي شيبس ماندجمنت)، التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها.

واتَّهمت إيران إدارة ترامب بشنِّ "حرب اقتصادية" عليها، من خلال حملة لوقف جميع صادراتها النفطية، وذلك في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، الذي قال ترامب إنَّ به ثغرات خطيرة لصالح طهران.

وقالت مصادر في صناعة النفط، إن صادرات الخام الإيراني بلغت حوالي 300 ألف برميل يومياً أو أقل، في أواخر يونيو/حزيران، وهو جزء ضئيل مقارنة بأكثر من 2.5 مليون برميل كانت إيران تشحنها يومياً، في أبريل/نيسان 2018، أي قبل شهر من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.

وتعهَّدت إيران بالتحرر شيئاً فشيئاً من القيود التي يفرضها الاتفاق على قدرتها على تخصيب اليورانيوم، إلى أن يصبح بمقدورها بيع هذه الكمية من النفط مرة أخرى. وتقول طهران إن هذا هو أقل ما يمكن أن تتوقعه من الاتفاق الذي يعرض عليها مكاسب اقتصادية مقابل تقييد قدراتها النووية.

وتصاعدت المخاوف من اندلاع حرب، بعدما أدت المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران إلى شنِّ هجمات على ناقلات نفط في الخليج، وإسقاط إيران لطائرة استطلاع عسكرية أمريكية مسيَّرة، وإلى التخطيط لتوجيه ضربات جوية أمريكية لإيران، ألغاها ترامب في اللحظات الأخيرة. وترفض إيران الدخول في مفاوضات حول فرض قيود أكثر صرامة على نشاطها النووي وسلوكها على الصعيد الإقليمي.

تحميل المزيد