قالت مصادر مطلعة على الإجراءات القضائية إن من المقرر أن تمثل معتقلات سعوديات الخميس 17 يونيو/حزيران 2019 أمام القضاء، بعد توقف استمر شهرين لقضية سلطت الأضواء دولياً على سجل المملكة في حقوق الإنسان.
وذكرت المصادر أن من بين المعتقلات اللاتي سيمثلن أمام المحكمة في الرياض الأكاديمية عزيزة اليوسف، وهي في الستينيات من العمر، والداعية المحافظة رقية المحارب. ومن المتوقع أيضاً حضور المدونة إيمان النفجان.
والمعتقلات الثلاث ضمن مجموعة تضم نحو 12 امرأة اعتقلتهن السلطات في الأسابيع السابقة والتالية لرفع حظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة المحافظة خلال يونيو/حزيران 2018.
ما الاتهامات الموجهة إليهن؟
لم يتم الإعلان إلا عن القليل من الاتهامات الموجهة إليهن، لكن تتعلق اتهامات موجهة على الأقل لبعضهن بالاتصال بصحفيين أجانب ودبلوماسيين وجماعات معنيّة بحقوق الإنسان.
وقال النائب العام السعودي العام الماضي إن الناشطات اعتقلن للاشتباه في إضرارهن بمصالح السعودية وتقديم الدعم لعناصر معادية في الخارج.
وأدى اعتقال الناشطات، وحديث بعضهن عن تعرّضهن للتعذيب وهو ما تنفيه المملكة، إلى تصاعد انتقادات في الغرب لحليف رئيسي في الشرق الأوسط بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي العام الماضي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ويبدو اعتقالهن جزءاً من حملة قمع أوسع نطاقاً تستهدف المعارضة التي ضمّت عشرات آخرين من النشطاء والمثقفين ورجال الدين على مدى العامين الماضيين حتى مع تخفيف السعودية بعضاً من القيود الاجتماعية وسعيها لإصلاح الاقتصاد.
رسالة للمعارضين
وحصلت عزيزة ورقية وإيمان في آذار/مارس على إفراج مؤقت بشرط حضور جلسات المحاكمة التالية. وأفرجت السلطات عن أربع ناشطات أخريات بنفس الشروط. وما زالت بقية الناشطات في السجن.
ولم يتضح ما إذا كانت الناشطات الأخريات اللاتي حضرن جلسات سابقة، بمن في ذلك الناشطة الحقوقية لجين الهذلول والأستاذة الجامعية هتون الفاسي، سيمثلن في جلسة محاكمة جديدة.
ومنعت السلطات الدبلوماسيين الأجانب والصحفيين من دخول قاعة المحكمة، ولم يرد مركز التواصل الحكومي السعودي هذا الأسبوع على طلب للتعليق على القضية.
ويرى نشطاء ودبلوماسيون أن المقصود من اعتقالهن قد يكون توجيه رسالة للنشطاء بعدم الدفع بمطالب لا تتسق مع جدول أعمال الحكومة.
وتؤكد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبعض الدول الغربية أن ولي العهد أصدر أمراً بقتل خاشقجي، الذي كان مقرباً من الأسرة الحاكمة ثم تحول إلى منتقد للأمير محمد بن سلمان، كما كان يكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست. وينفي المسؤولون السعوديون ذلك.
ودعت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2019، القادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين التي ستنطلق غداً الجمعة في اليابان، إلى الضغط على السعودية لتحمّل "المسؤولية كاملة"، عما وصفته بأنه قتل برعاية الدولة لخاشقجي.