دفعت صورة السلفادوري أوسكار ألبيرتو مارتينيز (25 عاماً)، وطفلته الرضيعة فاليريا، ذات العامين، وهما يطفوَان مغمورَي الرأس على ضفاف نهر ريو غراندي الحدودي بين المكسيك والولايات المتحدة، دفعت المنظماتِ العالميةَ ورؤساءَ بعض الدول للتحرُّك في خطوات وتصريحات داعمة للمهاجرين.
ترامب يشعر بالأسف
علَّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصورة المؤثرة للمهاجر السلفادوري، رداً على سؤال الصحفيين بالقول: "يؤسفني أن أراها"، مضيفاً عن المهاجر الغريق أنه "ربما كان شاباً رائعاً".
فيما شنَّ ترامب هجوماً على الديمقراطيين في الكونغرس، قائلاً إن "مصرع المهاجر والطفلة كان من الممكن تجنُّبه، لكن الديمقراطيين لم يمرِّروا التشريعات التي يَعتبر ترامب أنها ستمنع الناس من الإقدام على مثل هذه الخطوات الخطيرة".
إلا أنَّ عدداً من الديمقراطيين حمَّلوا دونالد ترامب وسياساته مسؤولية مصرع المهاجر؛ إذ يعمل ترامب على بناء جدارٍ للحدِّ من "الهجرة غير القانونية وتهريب المخدرات"، على الحدود مع المكسيك، ودائماً ما يتعرَّض لانتقادات بسبب سياساته المناهضة للهجرة، التي توصف بالعنصرية تجاه المهاجرين.
المفوضية السامية تناشد العالم للتحرُّك
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المجتمعَ الدوليَّ لاتخاذ خطوات تجاه أزمة اللاجئين في أمريكا الشمالية، عقب حادثة غرق أبٍ وابنته الرضيعة وهما يحاولان الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ودعت المفوضية، في بيان صدر في ساعة متأخرة الأربعاء 26 يونيو/حزيران "جميع دول المنطقة لاتخاذ إجراءات فورية ومنسّقة، من أجل منع الحوادث المأساوية المشابهة من الوقوع".
وأضاف: "عرضت مفوضية اللاجئين أيضاً مقترحات من أجل تحسين وتقوية عملية معالجة طلبات اللجوء في الولايات المتحدة، ومن ضمنها طلبات الموجودين في مراكز الاحتجاز".
فيما قال المفوض السامي للاجئين فيليبو غراندي: "موت أوسكار وفاليريا يمثل الفشل في مواجهة العنف واليأس الذي يدفع الأشخاص لخوض رحلات خطيرة، على أمل الوصول لحياة آمنة كريمة".
و "يونيسف" تدعو واشنطن لحماية أطفال المهاجرين
دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) واشنطن، الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2019، إلى اتخاذ إجراءات للحفاظ على سلامة أطفال المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأعربت المديرة العامة لـ "يونيسف"، الأمريكية هنريتا فور، في بيانٍ، عن "القلق الشديد حيال أوضاع الأطفال المهاجرين على الحدود الأمريكية مع المكسيك، بعد أن واجهوا بالفعل رحلات محفوفة بالمخاطر".
وحذَّرت فور من أنَّ "بعض الأطفال يتم إيواؤهم في مرافق غير مجهّزة لتلبية احتياجات السكان المستضعفين".
وتابعت: "كما اتَّضح من وفاة فاليريا، البالغة من العمر عامين، توجد حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات منسقة لمواجهة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، والحفاظ على سلامة الأطفال".
وعقَّبت فور بقولها إن "هذه الصورة المفزعة (…) هي علامة صارخة على الأخطار التي تواجه المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة".
وأضافت أن "التقارير الأخيرة الواردة من بعض مرافق الإيواء قاتمة. لا ينبغي أن يكون الأطفال في بيئات غير آمنة يمكن أن تسبب ضغوطاً سامّة وأضراراً على نموهم الصحي لا يمكن إصلاحها".
ومضت قائلة: "هذا وضع خطير يتطلب عملاً وتمويلاً عاجلاً لتزويد الأطفال والأسر بالخدمات والدعم الأساسيين".
كما تحرَّكت المكسيك
فيما توسلت وزيرة الخارجية السلفادورية ألكساندرا هيل إلى مواطنيها؛ كي يبقوا ويعملوا مع الحكومة في محاولاتها لحلِّ مشاكل الاقتصاد، التي تدفع الكثيرين للتفكير في الهجرة شمالاً.
وأضافت: "بلادنا في حالة حدادٍ مرةً أخرى. أتوسل إليكم، إلى كل العائلات، والآباء، لا تُخاطروا. الحياة أثمن من ذلك بكثيرٍ". وقالت إن الحكومة تعمل مع السلطات المكسيكية لاسترجاع رفاتهما.
من جهته، قال الرئيس السلفادوري المنتخب حديثاً، ذو الأصول الفلسطينية، نجيب أبوكيلة، إن الحكومة ستدعم عائلتهما مالياً.
احتجاز المهاجرين على الحدود الأمريكية
وصل أكثر من سبعة آلاف شخص من أمريكا الوسطى إلى الحدود الأمريكية، عبر الأراضي المكسيكية، لكن تم احتجازهم من قبل قوات أمن الحدود.
وللصدفة، وافق مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2019، على مشروع تمويل بقيمة 4.5 مليار دولار، لتقديم حزمة مساعدات عاجلة لآلاف الأسر المهاجرة والعالقة على الحدود.
وتابعت فور: "زرت، الأسبوع الماضي، أطفالاً وعائلات من شمال أمريكا الوسطى في ملجأ للمهاجرين في تيخوانا، المكسيك. لم يرغب أحد في مغادرة بلدانهم، لكن بكل سهولة لم يكن لديهم خيار أمام تهديدات العصابات أو الفقر".