ارتفع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأميركي مع بداية تعاملات الثلاثاء 14 أغسطس/آب 2018/ مقارنة مع أسعار الإثنين.
وانحدر سعر صرف الدولار إلى 6.4241 مقابل الليرة، بعد أن بلغ مع بدء تعاملات الإثنين 7.2169 ليرة.
يأتي صعود الليرة التركية، عقب حزمة قرارات أصدرها البنك المركزي التركي، صباح الإثنين، من أجل تدعيم الأسواق المالية، ومنحها مرونة نقدية أعلى.
وأعلن البنك المركزي التركي، في بيان له أمس، أن هذه الإجراءات ستخلق مرونة أكبر للجهاز المصرفي في إدارة السيولة.
وخفض البنك المركزي نِسب متطلبات احتياطي الليرة التركية بمقدار 250 نقطة أساس، لجميع فترات الاستحقاق دون استثناء.
كذلك، أعلن عن خفض نسب الاحتياطي لمتطلبات الفوركس غير الأساسية، بمقدار 400 نقطة أساس، لاستحقاقات عام وحتى ثلاثة أعوام.
وإضافة إلى الدولار الأميركي، يمكن استخدام اليورو الأوروبي كعملة مقابلة لاحتياطات الليرة التركية، بموجب آلية خيارات الاحتياطي.
أميركا تراقب وضع تركيا "من كثب"
وكان كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض قال الإثنين 13 أغسطس/آب 2018، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تراقب الوضع المالي في تركيا "من كثب"، وذلك بعد التراجع الحاد الذي شهدته العملة التركية مقابل الدولار في الأيام الأخيرة.
وأبلغ هاسيت، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، تلفزيون "إم إس إن بي سي"، قوله: "نراقب الوضع من كثب. وزير الخزانة (ستيفن) منوتشين يراقبه من كثب".
وأضاف أن قرار ترمب مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب التركي ليس سوى "جزء ضئيل" من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، ما يعني أن تراجع العملة 40% مؤشر على أن العديد من العوامل الأساسية للاقتصاد لا تعمل على النحو الصحيح، حسبما قال.
وأردوغان اتهم واشنطن بـ"طعن تركيا في الظهر"
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ينسب تراجع الليرة التركية إلى "مؤامرة" أميركية، الإثنين، واشنطن بالسعي الى طعن تركيا "في الظهر" غدراً. وقال في خطاب من أنقرة: "من جهة، أنتم معنا في حلف الأطلسي، ومن جهة أخرى تحاولون طعن شريككم الاستراتيجي في الظهر.. هل هذا مقبول؟!".
وأضاف أن ديناميكية الاقتصاد التركي متينة وقوية، رداً على ما يتردد من شائعات عن ضعف الوضع المالي للبلاد. وأضاف أردوغان، في كلمة أمام سفراء بلاده بالخارج: "حيتان النظام العالمي لن يتمكنوا من النيل من مكتسباتنا التي رويناها بدمائنا".
وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حرباً اقتصادية من جانب قوى دولية؛ ما تسبَّب في تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم بالبلاد.
ومعلقاً على تراجع الليرة أمام الدولار، قال أردوغان: "ما نشهده اليوم لا يشبه أزمات 1994 أو 2001 أو 2007؛ بل نواجه في الحقيقة وضعاً مختلفاً للغاية".
وتابع: "تمسُّكنا بمصالحنا الوطنية هو أهم أسباب تعرُّضنا لسلسلة من الهجمات الإرهابية والاقتصادية".
ولفت إلى عدم وجود أي مبرر منطقي لاتخاذ مواقف معادية كالحالية في المجالات كافة تجاه دولة مثل تركيا، دفعت أثماناً كبيرة بصفتها حليفة في "الناتو".
وروسيا تظهر بينما يشتد الخلاف التركي – الأميركي
وفي حين يشتد الخلاف التركي-الأميركي ظهر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، ليقول إن "روسيا ترغب في أن يكون التبادل التجاري مع تركيا بالعملة الوطنية، ولا بد من دراسة الأمر بعناية".
جاء ذلك خلال تصريحات صحافية للمتحدث بموسكو، الإثنين 13 أغسطس/آب 2018، تعليقاً على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول استخدام تركيا العملة الوطنية في التبادلات التجارية الدولية.
وأضاف بيسكوف أن روسيا تدعم استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية، وتقوم منذ فترة طويلة بدراسة الأمر على أعلى المستويات.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أيضاً سبق له أن طرح استخدام العملات الوطنية في التبادلات التجارية الدولية.
_________
اقرأ أيضا
أردوغان لأميركا: تحاولون طعننا غدراً من الظهر وأنتم معنا في حلف الأطلسي