قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الخطوات أحادية الجانب التي تتخذها الولايات المتحدة ضد بلاده تلحق الضرر بمصالح أميركا وأمنها فقط.
جاء ذلك في مقالة كتبها لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تحت عنوان "كيف ترى تركيا الأزمة مع الولايات المتحدة"، السبت 11 أغسطس/آب 2018.
وأضاف أردوغان أن على واشنطن أن تتخلى عن فكرتها الخاطئة، وأن العلاقات بين الطرفين يمكن أن تكون مخالفة لمبدأ الند للند، وأن تتقبل وجود بدائل أمام تركيا.
وأكد أنه في حال لم يبدل المسؤولون الأميركيون هذه النزعة أحادية الجانب والمسيئة فإن بلاده ستبدأ بالبحث عن حلفاء جُدد.
وأوضح أن تركيا والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان وحليفان في الناتو منذ 60 عاماً، وأنهما جابها معاً الصعوبات المشتركة في فترة الحرب الباردة وما بعدها.
تركيا ساعدت أميركا مرات عديدة
وأضاف: "هرعت تركيا لمساعدة الولايات المتحدة في كل وقت على مدى أعوام.. قواتنا قاتلت معهم في كوريا.. وفي أحلك أوقات أزمة الصواريخ مع كوبا، ساهمنا من أجل تهدئة الأزمة من خلال السماح للولايات المتحدة بنشر صواريخ جوبيتر على أراضينا".
وأشار إلى أن بلاده أرسلت قواتها إلى أفغانستان من أجل إنجاح مهمة الناتو، عندما كانت الولايات المتحدة تنتظر أصدقاءها وحلفاءها من أجل الرد على من نفذوا هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
من جهة أخرى، لفت أردوغان إلى أن الولايات المتحدة لم تفهم مخاوف الشعب التركي، ولم تكنّ له الاحترام.
وبيّن أن الشراكة بين البلدين واجهت في الآونة الأخيرة اختباراً لخلافات سببها الولايات المتحدة، وأبدى أسفه لأن جهود بلاده لتصحيح هذا التوجه الخطير ذهبت أدراج الرياح.
وتابع قائلاً: "إن لم تستطع الولايات المتحدة إثبات أنها بدأت باحترام السيادة التركية وتفهم المخاطر التي يواجهها شعبنا فإن شراكتنا قد تكون عرضة للخطر".
وعلى صعيد آخر، لفت أردوغان إلى أن تركيا تعرضت لهجوم في 15 يوليو/تموز 2016، على يد عناصر منظمة "غولن" بزعامة فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا.
وأضاف أن عناصر المنظمة حاولوا تنفيذ انقلاب ضد الحكومة التركية، موضحاً أن الشعب تدفق إلى الشوارع في تلك الليلة، وهو يحمل المشاعر نفسها التي شعر بها الأميركيون بعد هجمات بيرل هاربور و11 سبتمبر.
"لم تعلنوها صراحة بأنه انقلاب"
وأوضح أن 251 بريئاً، من بينهم صديقه المقرب أرول أولجوك وابنه، دفعوا ثمناً باهظاً من أجل حرية البلد، مضيفاً: "ولو كُتب النجاح لسرية الموت التي جاءت لقتلي أنا وأسرتي، لكنت أنا أيضاً معهم".
وأكد أن الشعب التركي طالب الولايات المتحدة بإدانة هذا الهجوم بلهجة صريحة، وإعلان تضامنها مع الحكومة التركية المنتخبة، إلا أنها لم تفعل، وكان موقفها من الحادث بعيداً عن رضا الأتراك.
واستطرد قائلاً: "عوضاً عن الوقوف إلى جانب الديمقراطية التركية دعا المسؤولون الأميركيون بلغة متحفظة إلى استمرار الاستقرار والسلام في تركيا. وكأن ذلك لم يكن كافياً، ولم يتحقق أي تقدم في الطلبات التي قدمتها تركيا من أجل تسليم فتح الله غولن، بموجب اتفاقية بين البلدين".
ومنذ أسابيع تتوتر العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية على خلفية قضية القس الأميركي أندرو برانسون المتهم بالإرهاب والتجسس.
تغريدة ترمب والتوتر بين أنقرة وواشنطن
وأمس الجمعة، قال ترمب في تغريدة عبر حسابه بتويتر إن "الليرة التركية تتراجع بسرعة أمام الدولار الأميركي".
وأعلن أنه صدَّق على مضاعفة الرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم القادم من تركيا.
وذكر أن الرسوم "ستكون بعد الآن بمعدل 20% في الألومنيوم، و50% في الصلب".
ووجَّهت الخارجية التركية نقداً شديداً للإدارة الأميركية، في أول رد رسمي من الحكومة التركية على قرار ترمب بشأن زيادة الرسوم الجمركية على الصادرات التركية.
وقال الناطق باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، إنّ "فرض الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب ضرائب إضافية على صادراتنا من الفولاذ والألومنيوم لا يمكن أن يتوافق مع رزانة دولة".
جاء بيان الخارجية التركية، الجمعة 10 أغسطس/آب 2018، حيث أشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن ترمب تجاهل قواعد منظمة التجارة العالمية من خلال فرضه ضرائب إضافية على الصادرات التركية من الفولاذ والألومنيوم.
وأضاف بيان الخارجية التركية أن على الولايات المتحدة "أن تعلم أنها لن تحقق أي نتائج بشأن التعاون عبر هذه العقوبات والضغوط، وأنها ستُلحق الضرر فقط بعلاقاتنا الحليفة، التي اكتُسبت بعد اجتياز اختبارات قاسية".
وأضاف متحدث الخارجية التركية: "سيتم الرد بما يلزم على جميع الخطوات التي اتُّخذت حتى اليوم وفي المستقبل، ضد تركيا (من قِبل الولايات المتحدة)".
ولفت أقصوي إلى أن تركيا تسعى دائماً لحل المشاكل عبر الدبلوماسية، والحوار، والتفاهم المتبادل، وحُسن النية.
اقرأ أيضاً
"ليرتهم تنزلق أمام دولارنا القوي".. ترمب يتخذ إجراءََ جديداََ للضغط على الاقتصاد التركي