اشتكت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الخميس 9 أغسطس/آب 2018، هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بسبب عنوان نشرته على صفحتها الإلكترونية حول التصعيد في غزة.
وكتب إيمانويل نخشون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، في تغريدة على حسابه في تويتر: "بي بي سي هذه شكوى رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية".
.@BBCWorld this is a formal complaint by @IsraelMFA .This title is a deliberate misrepresentation of reality ( that's the polite equivalent of " this is a LIE", if you don't get it). Israelis were targeted by Hamas and IDF acts to protect them.Change it IMMEDIATELY!!! @IsraelMFA pic.twitter.com/pqjXuopXgO
— Emmanuel Nahshon (@EmmanuelNahshon) August 9, 2018
وأرفق تغريدته بصورة عن خبر نشرته هيئة الإذاعة البريطانية عنوانه: "غارات جوية إسرائيلية تقتل امرأة حاملاً وطفلتها".
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية تشير بذلك إلى إعلان وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد إيناس خماش، 23 عاماً، حامل، وطفلتها بيان، سنة ونصف السنة، في غارة إسرائيلية على غزة".
وكتب نخشون: "هذا العنوان هو تحريف متعمد للواقع".
وأضاف: "لقد تم استهداف الإسرائيليين من قبَل حماس والجيش الإسرائيلي تحرك لحمايتهم".
وتابع المتحدث الإسرائيلي: "غيّروا العنوان فوراً".
وكثيراً ما تشتكي وزارة الخارجية الإسرائيلية وسائل إعلام دولية خلال تغطيتها للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وقُتل 3 فلسطينيين بينهم طفلة رضيعة وأمها، ليل الأربعاء الخميس 9 أغسطس/آب 2018، في قطاع غزة، إثر عشرات الغارات الإسرائيلية العنيفة بعد إطلاق نحو 8 قذائف صاروخية من القطاع وفق الجيش الإسرائيلي ومصادر فلسطينية.
وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في القطاع، إن الغارات كانت من العنف بحيث اهتزت لها أرجاء القطاع، وأعادت إلى الأذهان حرب 2014 الأخيرة.
الوالد أصيب بجروح متوسطة… الشهيدة الطفلة بيان أبو خماش (سنة ونصف)، التي استشهدت مع والدتها إيناس (23 عامًا) وهي حامل في شهرها التاسع، جراء قصف الاحتلال لمنزل العائلة وسط غزة الليلة الماضية.
Gepostet von شبكة قدس الإخبارية am Mittwoch, 8. August 2018
وقال أستاذ العلوم السياسية جمال الفاضي: "لم ينَم أحد. هذه الليلة كانت الأعنف من حيث قوة الضربات الجوية الإسرائيلية منذ حرب 2014".
طفلة وأمها الحامل من بين الضحايا
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، إن 3 "شهداء" سقطوا جراء الغارات هم "الطفلة الرضيعة بيان محمد خماش، التي تبلغ من العمر عاماً ونصف العام ووالدتها إيناس محمد خماش (23 عاماً) وهي حامل والتي أصيب زوجها محمد بجراح متوسطة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي منطقة الجعفراوي بمخيم النصيرات في المحافظة الوسطى". وقتل كذلك علي الغندور (30 عاماً) العضو في كتائب القسام، في غارة إسرائيلية قرب بيت لاهيا في شمال غزة. وأوضح القدرة أنّ الغارات خلفت 15 جريحاً، بينهم اثنان في حالة خطرة.
صور | دمار أحدثه صاروخ للمقاومة سقط على مبنى داخل مستوطنة "سديروت" المحاذية لقطاع غزة
Gepostet von شبكة قدس الإخبارية am Mittwoch, 8. August 2018
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنّ "غرفة العمليات المركزية (التي تضم المجموعات العسكرية للفصائل الفلسطينية) قصفت برشقات صاروخية المغتصبات الصهيونية"، متحدثة عن "80 صاروخاً وقذيفة هاون حتى الصباح".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره ليلاً: "حتى الآن، تم تحديد ما يقرب من 70 عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية واعتراض نظام القبة الحديدية 11 منها".
وسقطت معظم هذه القذائف في مناطق غير مأهولة، لكن اثنين سقطتا على مدينة سديروت حيث أصيب شخص بجروح طفيفة بالشظايا، ونُقل آخرون إلى المستشفى في حالة الصدمة، وفق الأجهزة الطبية الإسرائيلية.
وعرضت قناة التلفزيون الإسرائيلية صور منزل وسيارات متضررة في سديروت، في حين دوَّت صافرات الإنذار في عدة بلدات قريبة من القطاع لدعوة السكان للنزول إلى الملاجئ.
القبة الحديدية تفشل بالتصدي لصاروخ أطلق من قطاع غزة
شاهد| القبة الحديدية تفشل في التصدي لصاروخ أطلق من قطاع غزة
Gepostet von شبكة قدس الإخبارية am Mittwoch, 8. August 2018
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن سلاح الجو "نفذ 40 طلعة ضربت 140 هدفاً". وفي بيان سابق قال الجيش إنه نفذ الغارات "رداً على إطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة"، وإنه استهدف "مواقع إرهابية" لحركة حماس التي تسيطر على القطاع، بينها "مجمعات تدريب وورش لصنع الأسلحة".
الابتعاد عن الهاوية
وأكدت المصادر الأمنية في قطاع غزة أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت عشرات الغارات الجوية التي استهدفت مواقع ومراكز تابعة خصوصاً لحركة حماس في مناطق مختلفة في قطاع غزة، أسفرت عن أضرار كبيرة.
ودعت الأمم المتحدة الى التهدئة معربة عن أسفها، خصوصاً لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وقال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف في بيان: "أشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في أعمال العنف بين غزة وإسرائيل، خاصة إطلاق عدد كبير من الصواريخ باتجاه بلدات في جنوب إسرائيل".
ودعا ملادينوف جميع الأطراف إلى "الابتعاد عن حافة الهاوية"، وقال إنه سبق أن حذر من أن الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية في غزة "تنذر بصراع مدمر لا يريده أحد"، مضيفاً: "لقد تعاونت الأمم المتحدة مع مصر وجميع الأطراف المعنية في جهد لم يسبق له مثيل لتجنب مثل هذا التطور، جهودنا الجماعية منعت الوضع من الانفجار حتى الآن".
وقال مصدر مصري لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّ "مصر والأمم المتحدث تجريان اتصالات مع كافة الأطراف المعنية، وتبذلان جهوداً مكثفة لاحتواء التصعيد وإعادة الهدوء".
وأطلقت الصواريخ من غزة بعد غارة إسرائيلية قتل فيها عنصران من كتائب عز الدين القسام التي توعدت إسرائيل بـ "دفع الثمن".
وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أن قيادة الجيش أقرت بأن الغارة تقررت بعد أن قدر الجيش "عن طريق الخطأ" أن إطلاق النار على جنوده صدر من ذاك الموقع.
وأكدت حماس أن المقاتلين القتيلين كانا يشاركان في تدريب، وأن الغارة وقعت في حين كان وفد من المكتب السياسي للحركة لا يزال في القطاع.
تصعيد قبل التهدئة
وغادر وفد الخارج غزة متوجهاً إلى القاهرة لإبلاغ المسؤولين المصريين بردّ الحركة على مقترحات قدّمتها مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة لتهدئة طويلة المدى مع إسرائيل وتحقيق المصالحة الفلسطينية. وعقد قادة حماس عدة اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في غزة لم يرشح عنها شيء.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الحكومة الأمنية المصغرة ستجتمع الخميس لمتابعة مناقشة شروط التهدئة المحتملة.
يتصاعد التوتر منذ أشهر بين إسرائيل وحماس اللتين خاضتا منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة في القطاع المحاصر منذ 2006 والذي يزداد سكانه فقراً مع معاناة يومية جراء البطالة والانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء.
ويتظاهر الفلسطينيون منذ 30 مارس/آذار في إطار "مسيرات العودة" على الشريط الحدودي مع إسرائيل، لا سيما أيام الجمعة للاحتجاج على الحصار والمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من أراضيهم، إثر النكبة وقيام دولة إسرائيل في 1948.
وقتل 163 فلسطينياً على الأقل منذ نهاية مارس/آذار برصاص الجنود الإسرائيليين خلال الاحتجاجات الحدودية.
وقتل جندي إسرائيلي في 20 يوليو/تموز خلال عملية للجيش بالقرب من السياج الفاصل هو الأول الذي يُقتل في المنطقة منذ 2014.