قال مسؤولون في ألمانيا إن تونسياً، يُعتقد أنه كان حارساً شخصياً لأسامة بن لادن، تم ترحيله من ألمانيا الجمعة 13 يوليو/تموز 2018، بعد أكثر من 10 سنوات على رفض طلبه للجوء للمرة الأولى.
والرجل البالغ من العمر 42 عاماً ويُعرف باسم سامي. أ، أقام في ألمانيا أكثر من 20 عاماً. لكن وجوده أثار مزيداً من الاستياء في الأشهر القليلة الماضية، في حين تشدد ألمانيا إجراءاتها ضد طلبات اللجوء المرفوضة.
تأكيد تونس بتسلُّم العيدودي
وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية آنغريت كورف، للصحافيين، في أعقاب تقرير بصحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار: "يمكنني أن أوكد أن سامي أ. أُعيد إلى تونس هذا الصباح (الجمعة)، وتم تسليمه للسلطات التونسية".
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن محكمة في مدينة غيلسنكيرشن قضت الخميس 12 يوليو/تموز 2018، بعدم ترحيله وأيدت احتمال تعرُّضه "للتعذيب والمعاملة غير الإنسانية". لكن القرار الذي أُرسل بالفاكس تلقته السلطات الفيدرالية صباح الجمعة، بعد أن كانت الطائرة التي تقله إلى تونس قد أقلعت، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
من جهته، أكّد الناطق الرّسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس (مجمع قضائي خاص بقضايا الإرهاب) سفيان السليطي، أن بلاده تسلّمت الجمعة 13 يوليو/تموز 2018، رسمياً من ألمانيا، سامي العيدودي الحارس السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وتابع السليطي في تصريح لـ"الأناضول"، أن "النّيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق قضائي، وأنه تم الاحتفاظ بالعيدودي بالثكنة الأمنية في القرجاني بالعاصمة تونس".
مخاوف من تعرضه للتعذيب بتونس
وكان الرجل اعترض على ترحيله، بالقول إنه قد يتعرُّض للتعذيب في تونس. ونظراً إلى اعتباره يمثل تهديداً أمنياً لعلاقاته المفترضة بمجموعات إسلامية، كان سامي أ. لسنوات يبلّغ الشرطة بمكان وجوده، لكن لم توجَّه إليه أي تهم. ونفى أن يكون حارساً شخصياً سابقاً لزعيم تنظيم القاعدة بن لادن، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.
غير أن قضاة كانوا ينظرون في قضية إرهاب عام 2015 بمدينة مونستر الألمانية، قالوا إنهم يعتقدون أن سامي أ. تلقى تدريبات في معسكر لـ"القاعدة" بأفغانستان عامي 1999 و2000، وإنه من فريق الحراس الشخصيين لابن لادن.
وكانت السلطات الألمانية قد رفضت طلبه اللجوء للمرة الأولى في 2007، لكن محاولات المدّعين طرده صدّتها مراراً المحاكم، التي لفتت إلى خطر التعذيب في تونس.
ومهَّد حكم قضائي يتعلق بتونسي آخر متهم بالمشاركة في الهجوم عام 2015 على متحف باردو في تونس، الطريق أمام طرد سامي أ.
وفي تلك القضية، قرر القضاة أن المتهم لا يواجه خطر عقوبة الإعدام؛ إذ إن تونس علَّقت تطبيق تلك العقوبة منذ 1991.
واستغل وزير الداخلية المحافظ، هورست زيهوفر، القرار الذي يعد الأول من نوعه، للقول إنه يأمل أن يكون سامي أ. هو التالي، داعياً مسؤولي الهجرة لجعل القضية "أولوية".
راتب شهري من الحكومة الألمانية
وتصدرت صحيفة "بيلد" الحملة ضد وجود سامي أ. في ألمانيا، مؤكدة أنه يحصل على مبلغ 1200 يورو شهرياً تقريباً من نظام الرعاية الاجتماعية، ما أثار استياء بشكل خاص.
وعاش الحارس الخاص لزعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، في ألمانيا منذ عام 1997، وكشفت الحكومة الإقليمية عن قيمة الراتب بعد أن قدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد طلب إحاطة بشأن الرجل، ويدعى سامي أ، تونسي الجنسية.
ولم يذكر الإعلام الألماني اسم الرجل بالكامل لدواعي السرية.
وينفي الرجل أي صلة بالأعمال الجهادية، واستُبعد ترحيله إلى تونس؛ بسبب مخاوف تعرضه للتعذيب. وكان 3 على الأقل من الطيارين الذين نفذوا الهجوم الانتحاري في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، أعضاء في خلية تابعة لتنظيم القاعدة، مقرها هامبورغ بشمال ألمانيا.
ويقول شاهد عيان إن سامي عمل شهوراً في عام 2000 كأحد أفراد الحرس الخاص لابن لادن في أفغانستان. وينفي الرجل أي صلة بالأمر، لكن قضاة بمحكمة مدينة دوسلدورف يصدقون الشاهد.
زوجة و4 أطفال
وكان سامي يعيش مع زوجته الألمانية وأطفاله الأربعة بمدينة بوخوم في غرب ألمانيا.
والتحق بعدد من الدورات الدراسية بمجال التكنولوجيا، بعد أن حصل على تصريح إقامة مؤقت في ألمانيا عام 1999، كما انتقل للعيش بالمدينة في عام 2005.
ورفضت السلطات طلباً للجوء تقدم به في عام 2007؛ لأنه كان مدرجاً على قائمة الخطر الأمني، ويتعين عليه التواصل مع قسم الشرطة يومياً.
وتقول الحكومة الألمانية إن الجهاديين المشتبه فيهم يواجهون خطر التعذيب في دول شمال إفريقيا. لذا لا تعد تونس، ولا الدول العربية المجاورة، على قائمة الدول التي يمكن ترحيل مهاجرين إليها.