اقتحم متظاهرون مؤيدون للقضية الفلسطينية مبنى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، احتجاجاً على انحياز الصحيفة لإسرائيل في الحرب المستمرة على قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول الخميس 14 مارس/آذار 2024.
الوكالة أوضحت أن متظاهرين تجمعوا أمام مبنى الصحيفة الأمريكية في منطقة مانهاتن، بمدينة نيويورك، مرتدين قمصاناً كتب عليها "الحرية لفلسطين"، ورددوا شعارات تتهم الصحيفة بـ"المشاركة في الإبادة الجماعية بقطاع غزة".
كما أضافت أن نحو 100 متظاهر استطاعوا الدخول إلى بهو المبنى رغم الإجراءات الأمنية المشددة للشرطة. وأشارت الوكالة نقلاً عن مراسلها، إلى توقيف الشرطة لبعض المتظاهرين المقتحمين للمبنى.
Activists for Palestine protested inside The New York Times lobby, denouncing the paper's biased coverage of the Israeli genocide in Gaza. pic.twitter.com/D3TZBugJvF
— Quds News Network (@QudsNen) March 14, 2024
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اتهمت وسائل إعلام غربية، من بينها "نيويورك تايمز" بالانحياز للاحتلال الإسرائيلي على الرغم من الفظائع التي يرتكبها بحق المدنيين العزل في قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر.
فقد ألغت الصحيفة الأمريكية بثّ حلقة وصفت بأنها "بارزة" من بودكاست "The Daily" التابع لها عن العنف الجنسي الذي زُعم أن مقاتلي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ارتكبوه خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إذ قالت مصادر في غرفة أخبار الصحيفة لموقع "The Intercept" الاستقصائي الأمريكية، الأحد 28 يناير/كانون الثاني، إن هذا التخلي عن الحلقة قد جاء في سياق عاصفة من الجدل الداخلي والتشكيك الغاضب في قوة التقارير الأصلية التي اعتمدت عليها الصحيفة في إعداد حلقتها عن هذا الموضوع.
كان من المقرر عرض الحلقة في 9 يناير/كانون الثاني، وقد استندت في إعدادها إلى تقرير بارز كتبه الصحفي الحاصل على جائزة "بوليتزر"، جيفري جيتلمان، ويدعي فيه أن حماس استخدمت العنف الجنسي استخداماً منهجياً واستعملته سلاحاً لها في طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
صاحب الإعلان عن التقرير قُبيل نشره في البداية إشادة من رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز، جو كان، أعرب عنها في رسالة بريد إلكتروني إلى غرفة الأخبار، ووصف القصة بأنها نموذج على "أرقى طراز ممكن" من التقارير المؤسسية للصحيفة.
لكن رسالة الإشادة بالحلقة، توضح الصحيفة، جاءت تقريباً في الوقت نفسه الذي صدرت فيه رسالة أخرى من أحد الموظفين تحث موظفي "التايمز" على عدم انتقاد بعضهم بعضاً في تطبيق التواصل الداخلي للشركة.
فيما أدرك العديد من المراسلين والمحررين أن هذا التوجيه إشارة إلى نقاش داخلي محتدم يعتمل بشأن القصة، وفي سياق معركة متجددة من النقاشات التي تتفاعل بوتيرة تكاد تكون يومية بشأن فحوى تغطية "نيويورك تايمز" للحرب في غزة.